ألو دكتور

نشر في 09-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 09-02-2016 | 00:01
No Image Caption
استيقظتُ هذا الصباح ورأيتُ بقعاً حمراء تثير الحكة على ذراعيّ وساقيّ. كانت تظهر من وقت إلى آخر خلال الأشهر الأخيرة، لكنها تبدو أسوأ من العادة هذه المرة. ما السبب المحتمل وما هي طريقة العلاج؟

ربما تعانين مشكلة الشرى المزمن. الشرى عبارة عن بقع منتفخة حمراء أو بيضاء تسبّب حكة جلدية. غالباً ما ينجم الظهور المفاجئ للشرى الحاد عن مسببات أو عوامل يمكن تحديدها مثل لدغات أو لسعات الحشرات، أو الأدوية، أو بعض الأغذية، أو مسببات الحساسية، أو الالتهابات. يزول الشرى الحاد خلال بضعة أسابيع ويمكن معالجته بفاعلية عموماً بمضادات الهيستامين.

يختلف الشرى المزمن لأنه يدوم أكثر من ستة أسابيع. يبدو أنه يظهر ويختفي من دون اتباع نمط واضح، فيتلاشى خلال يوم أو يومين ثم يعود للظهور في موقع مختلف بعد بضعة أيام.

يمكن أن يصاب أي شخص بالشرى المزمن لكنه أكثر شيوعاً لدى النساء في منتصف العمر. قد تدوم المشكلة لأشهر أو حتى سنوات وقد تؤثر على النوم والعمل ونشاطات أخرى. قد تصبح الحكة حادة وتترافق مع تورم مؤلم. تتفاقم المؤشرات والأعراض بفعل الحر أو الرياضة أو الضغط النفسي.

يتعلّق أبرز مصدر للإحباط باكتشاف سبب الشرى المزمن، لكن يصعب تحديده. يبقى هذا السبب مجهولاً في %90 من الحالات أحياناً: لا يمكن تحميل أي عامل خارجي أو مرض مؤثر مسؤولية المرض.

غالباً ما يقلق المصابون بالشرى المزمن من أن يكون هذا المرض مؤشراً على مشكلة حادة. يمكن أن يرتبط الشرى بمرض كامن مثل التقاط عدوى أو اضطرابات المناعة الذاتية أو بعض أنواع السرطان، لكن يبقى هذا الوضع نادراً.

قد يكون ظهور الشرى المفاجئ جزءاً من حساسية مفرطة. يمكن أن تشمل المؤشرات والأعراض أيضاً تورم اللسان أو الحلق ومشاكل تنفسية والميل إلى التقيؤ. صحيح أن الحساسية المفرطة تتطلّب رعاية عاجلة، لكن لا يطرح الشرى المزمن أي خطر مفاجئ.

للقيام بتشخيص دقيق، سيرغب الطبيب في فحص درجة الشرى. قد يتطلب ذلك استشارة الطبيب عند ظهور البقع. يجب أن يعرف الطبيب أيضاً وتيرة ظهورها ومدتها وما إذا كانت تترافق مع ورم مؤلم، أو إذا كان المريض يواجه مؤشرات أخرى مثل الحمى وفقدان الوزن اللاإرادي، والحساسية تجاه البرد أو الحر، أو أوجاع في البطن أو العظام أو المفاصل. إذا أشار الفحص الجسدي والتاريخ الطبي إلى وجود مشكلة كامنة تسبب الشرى، قد يوصي الطبيب باختبارات إضافية مثل فحوص الدم أو الفحوص الجلدية.

إذا كان نمط الأعراض يتماشى مع الشرى المزمن، سيسألك الطبيب عن أي أدوية جديدة بدأتِ تأخذينها، أو رحلة حديثة قمتِ بها، أو إذا أصبتِ بالتهابات أو أمراض أخرى يمكن أن تعزز ظهور الشرى.

ما لم يصبح الشرى أكثر تعقيداً بسبب مؤشرات وأعراض إضافية وما لم يرتبط بأحدث التغيرات في الحياة، قد يوصي الطبيب بأخذ مضادات الهيستامين التي لا تحتاج إلى وصفة طبية كل يوم. تشمل النماذج الشائعة اللوراتادين (كلاريتين، ألافيرت) أو الفيكسوفينادين (أليغرا) أو السيتيريزين (زيرتيك). إذا لم ينجح العلاج، أبلغي الطبيب بذلك. قد يزيد الجرعة أو يجرب نوعاً مختلفاً من مضادات الهيستامين. ثمة احتمالات أخرى مثل الستيرويدات القشرية أو حاصرات الهيستامين. إذا لم تسيطر مضادات الهيستامين على الشرى، قد يوصي الطبيب بعلاج الأوماليزوماب (كسولير)، وهو دواء يُحقَن مرة في الشهر. في معظم الحالات، يمكن إيجاد علاج فاعل.

تشير الأدلة إلى أن بعض العوامل، مثل الحرّ والملابس الضيقة ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، قد تزيد الشرى سوءاً. حاولي الحفاظ على هدوئك وتجنبي الحمّام الساخن وارتدي ملابس فضفاضة ومريحة. إذا كنت تأخذين مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بانتظام لتسكين الألم، تحدثي مع طبيبك بشأن الانتقال إلى شكل مختلف من مسكنات الألم، إذا استمر الشرى على الأقل. غالباً ما يتساءل الناس عن وجود عامل مؤثر قد يسبب الشرى في الحميات الغذائية. لكن تقلّ الأدلة على أنّ بعض المأكولات أو المضافات الغذائية قد تكون مسؤولة عن الشرى المزمن. لكن من الأفضل أن تحتفظي بمذكرات غذائية وسجل عن الأعراض لرصد أي نمط واضح إذا وُجد. لا يوصي معظم الأطباء بأي حمية محددة أو بحذف أغذية معينة.

قد لا تعلمين سبب الشرى مطلقاً، لكن يمكنك التأكد من أنه مؤقّت. راقب الباحثون أكثر من 200 شخص مصاب بالشرى المزمن لفترة وصلت إلى خمس سنوات. فاكتشفوا أن أكثر من نصف المصابين بحالات غير مبررة من الشرى المزمن لا يواجهون أي أعراض خلال سنة. في معظم الحالات، يمكن السيطرة على الشرى بالأدوية أو عبر تغيير أسلوب الحياة.

back to top