اختبار كثافة العظام المبكر مفيد

نشر في 09-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 09-02-2016 | 00:01
No Image Caption
بلغتِ أواخر أربعينياتك وتتمتعين بصحة جيدة، إلا أنك قلقة بشأن ترقق العظام، بما أنك مررت بسن اليأس في مرحلة مبكرة. فهل تكفي تمارين حمل الأثقال لتفادي ترقق العظام أم أن عليك أيضاً تناول مكملات غذائية تحتوي على الكالسيوم؟ وهل من الضروري أن تخضعي لاختبار كثافة العظام في مرحلة باكرة قبل بلوغك الخامسة والستين، علماً أن هذه هي السنُ التي تُنصح فيها المرأة عموماً بإجراء هذا الاختبار؟
لا شك في أن سن اليأس يزيد خطر الإصابة بترقق العظم. ومع أن التمارين الرياضية تحد من هذا الخطر، من الضروري أيضاً الحصول على كمية كافية من الكالسيوم والفيتامين D. ويستطيع طبيبك في هذا المجال تقييم نظامك الغذائي بغية تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى مكملات غذائية. كذلك قد يكون من المفيد أن تخضعي لاختبار كثافة العظام في مرحلة باكرة بغية معرفة مدى تعرضك لخطر الإصابة بهذا المرض.

يُنتج الجسم بانتظام عظاماً جديدة ويفكك القديم منها. عندما تكون المرأة شابة، يبني الجسم العظام الجديدة بسرعة أكبر مما يفكك القديمة. نتيجة لذلك، تنمو الكتلة العظمية. ويحظى معظم الناس بكتلة العظام القصوى نحو منتصف عشريناتهم إلى منتصف ثلاثيناتهم، وكلما كانت كبيرة ازدادت فرص نجاح الجسم في الحفاظ على عدد أكبر من العظام سليماً مع التقدم في السن.

يرتفع خطر الإصابة بترقق العظام مع التقدم في السن لأنك تخسرين العظام بسرعة أكبر مما يستطيع الجسم بناءها. فينشأ ترقق العظام عندما يعجز إنتاجُ الجسمِ العظام عن مجاراة تفكك العظام القديمة. فتصبح العظام في هذه الحالة ضعيفة وهشة وتنكسر بسرعة. فضلاً عن ذلك، يزيد سن اليأس خطر الإصابة بترقق العظام لأن المرأة تخسر عموماً الكثير من كثافة عظامها بسرعة كبيرة خلال السنوات الأولى بعد هذه السن.

لا شك في أن التمرن بانتظام يبطئ خسارة العظام. ويعتبر الخبراء عموماً أن من الأفضل الجمع بين تمارين حمل الأثقال وتمارين القوة. فلهذه الأخيرة (مثل المشي، الهرولة، الركض، صعود الدرج، القفز على الحبل، والتزلج) تأثيرات إيجابية في كامل الهيكل العظمي، خصوصاً عظام الساقين والوركين والجزء السفلي من العمود الفقري.

بالإضافة إلى ذلك، يساهم الحصول على مقدار كافٍ من الكالسيوم والفيتامين D من الغذاء في الحفاظ على صحة العظام. لذلك على الرجال والنساء بين سن الثامنة عشرة والخمسين استهلاك 1000 مليغرام من الكالسيوم يوماً. وترتفع هذه الحاجة إلى 1200 مليغرام عند المرأة مع بلوغها الخمسين من العمر والرجل السبعين. ولكن إن كنت قد مررت بسن اليأس في مرحلة مبكرة، تُعتبر حاجتك إلى الكالسيوم أعلى من المعتاد، حتى لو لم تتخطي بعد العقد الخامس من عمرك.

 تشمل المصادر الغنية بالكالسيوم مشتقات الحليب القليلة الدسم، الخضراوات الخضراء الداكنة المورقة، السردين المعلَّب مع عظامه، السلمون المعلَّب، ومنتجات الصويا. كذلك تتوافر في الأسواق أنواع كثيرة من حبوب الفطور والعصائر المدعّمة بالكالسيوم. أما إن كنت لا تحصلين على كمية كافية من الكالسيوم من الغذاء، فينصحك الطبيب بتناول مكمل غذائي.

علاوة على ذلك، يُعتبر الفيتامين D عنصراً ضرورياً في عملية امتصاص الجسم الكالسيوم. ويحصل كثيرون على كمية كافية من هذا الفيتامين من أشعة الشمس. وللتأكد من ذلك، يستطيع الطبيب أن يخضعك لفحص دم يكشف مقدار الفيتامين D في جسمك. ولكن إن اتضح أنه متدنٍّ جداً، فلا بد من تناول مكمل غذائي يحتوي على هذا الفيتامين. ونحو منتصف العقد الخامس من العمر، يبلغ الاستهلاك اليومي الموصى به من الفيتامين D 600 وحدة دولية.

يشكل اختبار كثافة العظام إحدى الطرق الفضلى للتحقق من صحة العظام. فيقيس هذا الفحص مقدار الكالسيوم وغيره من أملاح معدنية في العظام في جزء محدد من عظامك. وكلما ارتفعت نسبة هذه الأملاح المعدنية في العظام، اعتُبر أكثر كثافة. وكلما ازدادت العظام كثافة، كانت أكثر قوة وأقل عرضة للكسر.

تُنصح النساء، اللواتي لم يتعرضن لكسر ولا يعانين عوامل خطر تزيد احتمال الإصابة بترقق العظام، بإجراء اختبار كثافة العظام للتحقق من هذا المرض نحو سن الخامسة والستين. لكن الأطباء يوصون المرأة التي تمر بسن اليأس في مرحلة مبكرة بالخضوع له قبل هذه السن، حتى لو لم تصب بأي كسور في العظام. فقد يطلب الطبيب من المرأة، مثلاً، الخضوع لاختبار كثافة العظام نحو سن الخمسين، ذلك استناداً إلى عوامل الخطر التي تجعلها أكثر عرضة لترقق العظام. لذلك استشيري طبيبك لمعرفة الأفضل في حالتك.

back to top