روبيو في مرمى «حكام الولايات»

نشر في 08-02-2016 | 00:10
آخر تحديث 08-02-2016 | 00:10
No Image Caption
ترامب أقل إقناعاً عشية «تمهيدية نيوهامشير»
قبل ثلاثة أيام من المحطة الثانية للانتخابات الحزبية التمهيدية، التي ستجرى في ولاية نيوهامشير، أظهرت المناظرة التي نظمتها شبكة «أي بي سي» التلفزيونية الأميركية مساء أمس الأول للمرشحين الجمهوريين الذين يتواجهون للمرة الثامنة، مرة أخرى حجم الانقسام الذي يعانيه الحزب الجمهوري للخروج بمرشح قادر على خوض السباق الرئاسي في نوفمبر المقبل، فالهجمات التي شنها المتنافسون بعضهم ضد بعض مرشحةً للاستمرار، ماداموا يعتقدون أن حظوظهم لا تزال مرتفعة.

وأجمعت التعليقات على أن المرشحين الذين يحظون برضا المؤسسة الحزبية وقبولها قدموا أداءً مميزاً في مواجهة خصومهم، خصوصاً حكام الولايات السابقين كجون كاسيتش حاكم ولاية أيوا، وجيب بوش حاكم فلوريدا، والحاكم الحالي لنيوجيرسي كريس كريستي.

نجاح السيناتور ماركو روبيو في تحقيق نتائج جيدة بانتخابات أيوا عرّضه لهجمات غير متوقعة من ثلاثي الحكام كاسيتش وبوش وكريستي، ما أدى إلى إعادة خلط أوراق التكهنات بالنسبة إلى هوية المرشح الذي قد ينال دعم المؤسسة الحزبية.

فقد تمكن هؤلاء من إعادة تقديم أنفسهم كمرشحين يمكن الرهان عليهم في السباق الرئاسي، بينما لم ينفع استهداف الرئيس الأميركي باراك أوباما مراراً وتكراراً من قبل روبيو في رفع حدة التصفيق له، ما حدا بالبعض إلى انتقاد أسلوبه قائلين إن هيلاري كلينتون لم تأت إلى اسم الرئيس في كل مناظراتها، كما فعل روبيو في مناظرته الأخيرة.

وخلافاً لما كان متوقعاً فقد ظهر أداء المرشح دونالد ترامب، الذي تمنحه استطلاعات الرأي تقدماً على منافسيه في تلك الولاية، دون المستوى، وغير قادر على الدفاع عن مواقفه أو تقديم إجابات محددة حول خططه لتحقيق المشاريع التي يعد بها ناخبيه.

شبح «المترددين» كان واضحاً جداً في قدرته على قلب المشهد الانتخابي لدى الجمهوريين بولاية نيوهامشير، كما حصل في أيوا، في ظل تقديرات تشير إلى أن نسبتهم تتجاوز الـ40 في المئة، وهو ما فرض حذراً على متصدري السباق، ترامب وتيد كروز وماركو روبيو، في تناولهم قضايا خلافية، مخافة ارتكاب هفوة قد تكلفهم السباق برمته.

ورغم مواصلة المرشحين الجمهوريين تكرار مواقفهم حول الأولويات التي سيتصدون لها، بدءاً بقضية المهاجرين ومحاربة «داعش» والاقتصاد والصحة وحجم الحكومة، فإن الهجمات التي شنها «ثلاثي الحكام» على ترامب وكروز وروبيو من قضايا تمس مصالح المواطنين مباشرة، كقضية مصادرة الأملاك لمصلحة مشاريع عامة، أو كيفية تحقيق توازن ضريبي أو تأمين خدمات صحية مجدية مادام الجميع متفقاً على رفض مشروع أوباما الصحي، أظهرت ارتباكاً لدى متصدري السباق في كسب تأييد الجمهور الذي يحضر المناظرة.

وتكررت صرخات التنديد بمحاولات ترامب استخدام أسلوب التهجم الشخصي على المرشحين، وأجبروه على الصمت حين حاول إسكات بوش عندما اتهمه الأخير بمصادرة أملاك امرأة مسنة لتحويلها إلى موقف للسيارات أمام فندقه الفخم في مدينة أتلانتيك سيتي.

واستحوذ اتهام المرشحين، وعلى رأسهم ترامب لكروز بأنه روج خبر انسحاب الجراح بن كارسون من السباق، ليقتنص أصوات الإنجيليين ويفوز في ولاية أيوا، على نقاش واسع، وردٍّ حادّ من محطة «سي إن إن»، التي حملها كروز مسؤولية إشاعة الخبر.

وحاول كروز، الذي اعتذر إلى كارسون، فبركة رواية تلقي باللوم على «سي إن إن» بأنها هي مصدر النبأ، وهو ما نفته المحطة بشدة، كاشفة عن «تغريدات» عدة لكروز سبقت بكثير بدء انتخابات أيوا، لتؤكد أن كروز تعمد بنفسه ترويج إشاعة انسحاب كارسون.

واعتبر معلقون كثر أن تلك الحادثة، وما تلاها من محاولات بذلها كروز لتصحيح «خطئه»، قد تكلفه خسارة نيوهامشير، بينما اعتبر آخرون أن ترامب بدأ يخسر «الأرض» التي بنى عليها حملته الإعلامية مع تصاعد هجوم المؤسسة الحزبية عليه وعلى المرشحين الإشكاليين الذين لا يحترمون تقاليد الحزب الجمهوري، ولا يسعون إلى جمع الأميركيين.

back to top