«آليّون» يتشاطرون المعلومات

نشر في 08-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 08-02-2016 | 00:01
No Image Caption
تعلّمَ آلي في جامعة براون كيفية أداء مهمة من آلي آخر مختلف تماماً في جامعة كورنيل.
تشكّل القدرة على اكتساب المعلومات، ثم تشاطرها مكوناً مهماً في ثقافة الإنسان وحضارته. لكن آليَّين يعملان في مختبرَي أبحاث أكاديميَّين مختلفَين حققا أخيراً تقدماً كبيراً في تبادل المعلومات بين الآليين. كان الباحثون في جامعة كورنيل قد طوروا سابقاً لعبة على شبكة الإنترنت تدعى TellMeDave يستطيع من خلالها متطوعون المساهمة في تدريب آلي على إنجاز مهمة وربط خطوات مختلفة معاً بعد تلقي الأوامر باللغة العامية. فبتوجيه الآلي خلال المهمة، يدرّب المتطوع برنامج تعلُّم خاصاً بالآلات يتيح للآلي أداء هذه المهمة مجدداً. ويُحفظ السلوك الذي يتعلمه الآلي في ذاكرة مركزية تُدعى RoboBrain يستطيع الآليون كلهم ولوجها.

كان نوع من آليي البحث يُدعى PR2 قد تعلّم من خلال هذه المنصة كيفية أداء عدد من المهام البسيطة، مثل حمل عدد من الأكواب عن طاولة ووضعها فوق طاسات مقلوبة رأساً على عقب. وفي مختبر في جامعة براون على بعد مئات الكيلومترات، أستعان نوع مختلف من الآليين يُدعى Baxter بما تعلمه PR2 واستخدمه للتوصل إلى كيفية أداء المهمة عينها إنما في إطار مختلف تماماً.

يشكل هذا العمل جزءاً من سعي الباحثين إلى التوصل إلى أفضل سبيل يتيح للآليين تبادل المعلومات بطريقة مفيدة. ولا شك في أن هذا الأمر سيحدّ من الحاجة إلى أعمال إعادة البرمجة الدقيقة، وقد يسمح للآليين بالتكيف بسرعة عندما يواجهون مهمة جديدة أو إطاراً غير مألوف. توضح ستيفاني تيليكس، بروفسورة مساعدة في جامعة براون ساهم فريقها في منح باكستر القدرة على التعلم: «يشير هذا الأمر إلى اتجاه مثير للاهتمام. فعندما تعرّضُ آلياً لوضع جديد، ويحدث هذا في العالم الفعلي في كل غرفة يدخلها الآلي، تريد من الآلي نفسه أن يقدّم بطريقة ما أنماط سلوك مستقلة».

بالإضافة إلى ذلك، ذكر أشوتوش ساكسينا، الذي أشرف على تطوير TellMeDave وRoboBrain، خلال محاضرة ألقاها أخيراً ضمن إطار معرض Bay Area للآليين في جامعة كاليفورنيا، أن الآليين سينجحون تدريجياً في تشاطر المعلومات مستقبلاً. وتابع موضحاً: {نحاول تطوير آليين يتعلمون ويتبادلون المعلومات. وهكذا يتمكّن آليون مختلفون من إضافة المعلومات إلى قاعدة البيانات [RoboBrain] أو سحبها منها}.

يكمن التحدي الأكبر، الذي واجهه الباحثون في نقل كيفية أداء المهمة بين آلييَّ مختبرَي كورنيل وبراون، في أنهما مختلفان تماماً من حيث البنية والشكل، ما يعني أن الأوامر الأدنى مستوى، مثل تلك التي تحدد موقع كل مفصل ووضعيته بغية التمكن من بلوغ الكوب، لن تكون مطابقة بينهما. نتيجة لذلك، اضطرت مجموعة تيليكس إلى تطوير صيغة تسمح بنقل الأوامر بين المنصتين.

تؤكد تيليكس أن من المثير للاهتمام أن يتوصل آليّ إلى ترجمة المعلومات بنفسه استناداً إلى اختلاف بنيته الجسدية عن آلي آخر. وتضيف: «هذا ما نود جميعنا تحقيقه. ولكن يبقى ما أنجزناه خطوة صغيرة نحو هذه الرؤية. فما زلنا نواجه كماً هائلاً من التحديات التقنية».

يشير نيك روي، بروفسور في مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلى أن باحثين كثراً يعملون على تمكين الآليين من تبادل المعلومات. لكنه يشدد على أن الخطوة الوحيدة التي جعلت هذا الأمر ممكناً كانت تنامي حيز النطاق وقدرة الحوسبة السحابية. يقول: «مع تزايد قدرتنا على معالجة كم أكبر من المعلومات عبر الإنترنت، صار بمقدورنا تطوير هذا النوع من تبادل المعلومات. ولا شك في أن هذا تطور لطالما حلم به العاملون في مجال الآليين».

back to top