وسام حنّا: من ينتشر في مصر يستحقّ لقب «نجم عربي»

نشر في 08-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 08-02-2016 | 00:01
يستمرّ الممثل اللبناني وسام حنّا في تصوير مسلسل «سمرا» (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج رشا الشربتجي، وإنتاج شركة صبّاح) كما صوّر مسلسل «الحرام» (كتابة فراس جبران، وإخراج وإنتاج إيلي معلوف)، فضلا عن إنطلاق تصوير المسلسل الرمضاني «يا ريت» (كتابة كلوديا مرشليان إخراج فيليب أسمر وإنتاج إيغلز فيلم). كذلك يشارك في فيلم «أحلام طاعون» ( قصة وسيناريو وحوار أحمد مجدي أبو إسماعيل وإيهاب عبد الرحيم وعمر عبد الحي بدر، إخراج شادي لينين الرملي، إنتاج محمد السبكي). عن أعماله الجديدة تحدّث إلى {الجريدة}.
كيف تقيّم مشاركتك في الفيلم المصري «أحلام طاعون»؟

أسعدتني جداً،  فهي تجربة جميلة  باعتبار أن المنتج والمخرج محمد السبكي دقيق في اختيار الممثلين. الفيلم «لايت كوميدي»، يضم مجموعة من ممثلي «تياترو مصر»، أؤدي فيه  دور مدير أعمال البطلة ، وأقف في المرصاد  تجاه محاولات سرقة مجوهراتها. حقق الفيلم نسبة مشاهدة مرتفعة في مصر.

ما أهمية ارتباط اسمك بالسينما المصرية؟

يطمح كل ممثل عربي للدخول إلى الشارع المصري.

هل تختلف التجربة السينمائية والدرامية بين مصر ولبنان؟

لا تقلّ الأعمال العربية المشتركة التي شاركت فيها وهي من إنتاج لبناني، على غرار «جذور» و{عشق النساء»، أهمية على مستويي الإنتاج والتنفيذ عن مصر. لذا أرى أننا على طريق الاحترافية المهنية، ما يُطمئننا إلى مستقبل القطاع في لبنان، وإذا استمرّينا على هذا المنوال فستحقق الدراما اللبنانية مركزاً متقدّماً عربياً.

لماذا يختلف إذاً أداء الممثل حين يطلّ في عمل عربي مشترك؟

أعزو ذلك إلى هوية المخرج وكيفية إدارته للممثل، فعندما يكون المخرج ناجحاً يختار نصاً جيّداً، وإذا توافر هذان العاملان إضافة إلى الإنتاج الصلب، عندها يقدّم الممثل عملا جميلا.

ألا يتأثر المخرج بضعف الإنتاج أيضاً؟

ثمة أعمال لبنانية صرف، أحدثت ضجة بسبب نسبة المشاهدة المرتفعة، رغم الإنتاج المتواضع، على غرار مسلسل «ياسمينا» الذي حقق أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ الدراما اللبنانية.

ما الجديد الذي تقدّمه في مسلسل «سمرا»؟

لم تقتصر صعوبة هذا المسلسل على موقع التصوير وظروفه وطريقة اللباس وغيرها من الأمور فحسب، بل امتدت إلى كيفية تجسيد  شخصية  رجل مصاب بنقص المناعة البشرية (الإيدز) عانى وشريكته (باميلا الكيك) من عدم قدرتهما على تلقي العلاج بسبب الفقر، ومن نبذهما من المجتمع الذي ينتميان إليه، فيختبران التشرّد والذعر من الموت.

هل تطّلب استعداداً خاصاً؟

تطلّب هذا الدور مجهوداً، أساساً لا أدخل موقع التصوير قبل تحضير شخصيتي والجلوس مع الممثل الذي أؤدي معه ثنائية معيّنة بهدف الاستعداد، لذا جلست مع الممثلة باميلا الكيك قبل بدء التصوير وحضّرنا معاً.  سيلاحظ الجمهور الانسجام بيننا، وذلك بفضل صداقتنا التي انعكست تلقائياً على طريقة الأداء. فضلا عن دور المخرجة رشا الشربتجي في إدراة الممثلين في موقع التصوير وضبطه.

كيف تصف عدستها؟

خطيرة. برأيي الاختلاط العربي بين كتّاب ومخرجين وممثلين نعمة، لأنه يفسح في المجال أمام اختبارنا، كممثلين لبنانيين، عدسة المخرجين العرب.

تولي أهمية إذاً لدور المخرج في ضبط إيقاع الممثل.

أعزو 80% من أداء الممثل إلى كيفية إدارة المخرج الذي يتحمل المسؤولية  على مستوى الأداء، كونه  قادراً على إعادة تصوير المشاهد مرّات عدّة حتّى يقدّم الممثل الأداء الجيّد.

هل يقبل الممثلون كافة الخضوع لتعليمات المخرج؟

من واجب الممثل، بل هو مجبر على الخضوع لتعليمات المخرج، وهذا ليس دليل تواضع، إنما يصبّ في إطار المهنية التي يجب أن يتمتع بها، لأن المراد من إعادة تصوير المشاهد مراراً وتكراراً هو تقديم نتيجة أفضل.

لماذا؟

لأن الممثل يقدّم شخصيات عدّة وحالات مختلفة،  لذا يمكن أن يتوه عن الشخصية التي يؤديها في عمل ما، وهنا يصبّ دور المخرج في إعادته إلى السكة الصحيحة، مثلما حصل معي في مسلسل «جذور» إذ أعاد المخرج فيليب أسمر تصوير مشاهدي إلى أن عدت إلى شخصية «أنور». لا شك في أن هذا الأمر يتطلب وعياً من الممثل.

«الحرام» والتابوهات

أي شخصية  تجسد في مسلسل «الحرام»؟

أؤدي دور البطولة الأولى  وأجسد شخصية شاب محترم تخونه حبيبته. أنا فرح بهذه الشخصية لأنها تأتي بعد زحمة الأدوار الصعبة والمركّبة والشريرة التي قدّمتها أخيراً. إلى ذلك سيُعرض هذا المسلسل عبر شاشة LBCI ما يضيف نكهة إليه، لأنها محطّة تدرك كيفية تسويق مسلسلاتها فتحصد نسبة مشاهدة مرتفعة.

هل يبلغ الممثل مرحلة من التعب يحتاج بعدها  إلى دور بسيط بعيداً من التعقيد والصعوبة؟

صحيح أن أداء الأدوار المركبّة والصعبة دلالة على  حرفية الممثل وشطارته، لكنني أرغب أحياناً في تقديم دور  شخص محترم أيضاً، لأن الناس، للأسف، يصدّقون الشخصيات التي نقدّمها ما يعرّضني لمواقف محرجة في الشارع.

تعاونت مع شركات إنتاج عدّة، فكيف  حافظت على حريتك بعيداً من الاحتكار؟

التعاون مع شركات عدّة أمر جيّد، رغم أن لكل منتج في أي دولة من العالم فريق عمله الخاص به. منذ انطلاقتي لم  يحتكرني أحد، لكنني مدلل لدى شركة أكثر من غيرها والدليل التفاوت في مستوى الأدوار المعروضة عليّ.

على أي أساس تولي مشاركة درامية معينة  أهمية عن أخرى؟

من الطبيعي أن يشكّل الدور السبب الأساس، لكنني أولي أهمية قصوى لهوية المخرج أيضاً، لأنه عندما يتوافر دور جميل مع مخرج جيّد وإنتاج جيّد تأتي النتيجة أفضل.

يُحكى عن تأخير في دفع المستحقات المادية للممثل، فكيف يحصّن نفسه؟

عندما يعي الممثل كل تفاصيل الاتفاق ويكون التعاون واضحاً مع شركة الإنتاج، عندها لا تقع مشكلة من هذا النوع. شخصياً لم أواجه مشكلة مماثلة مع أي منتج.

هل تغضّ النظر عن البدل المادي بسبب دور ما؟

لم يحصل هذا الأمر بعد، إنما يمكن أن أغض النظر إذا استفزني دور معيّن بمواصفات عالية وانتشار واسع.

هل الانتشار هو معيار نجاح الممثل؟

طبعاً، فهو مهمّ جداً وخصوصاً في مصر. برأيي النجوم اللبنانيون  الذين لا يعرفهم الشارع المصري ليسوا نجوماً عرباً بل نجوم محليون فحسب.

لماذا؟

لأن مصر تحتل المرتبة الأولى على صعيد الأعمال الفنية الدرامية والسينمائية، فطالما أن الممثل غير معروف هناك وغير مطلوب، يعني أنه ليس نجماً عربياً. برأيي يجب أن يكون منتشراً في مصر أولا  ليستحق لقب «نجم عربي».

موضوع مسلسل «سولو الليل الحزين» من تابوهات المجتمع العربي واللبناني.

يعكس هذا المسلسل واقعاً محدوداً في البلد إن على صعيد الاتجار بالبشر أو بعض شركات عرض الأزياء المتورّطة بالدعارة والممنوعات. استفزّني دوري وهو من أجمل الأدوار التي تليق بها جائزة، لذا آسف لعدم انتشار المسلسل كما يستحق.

هل يتسّنى دائماً للممثل أن يقدّم أدواراً عند هذا المستوى؟

طبعاً، إنما يجب أن يعرف كيفية الاختيار بين العروض، أحياناً يعرض عليه  دور مهمّ وسط تصوير عمل آخر، لذا يجب أن يختار أدواره من دون خوف، فلا يقبل كل ما يُعرض عليه.

هل ندمت  على المشاركة في عمل ما؟

لا أزال في بداية الطريق وعدد أعمالي متواضع رغم أنني قدّمت أدواراً مهمّة في مسيرتي  القصيرة تلك، إنما لا يحق لي الشعور بالندم  على تقديم عمل ما.

قدّمت ثنائيات مختلفة مع الممثلات: ورد الخال ونادين نسيب نجيم وجويل داغر وباميلا الكيك وإليان خوند وآن ماري سلامة، مع من استمتعت أكثر وهل ينعكس ذلك على مستوى الأداء؟

صحيح أن لكل ثنائية نكهتها الخاصة والجديدة والمميزة، إنما تجمعني علاقة صداقة بباميلا الكيك ما انعكس انسجاماً واضحاً في أثناء التصوير حيث طغت أجواء المرح.

هل يختلف الأداء بين الوقوف  أمام ممثلة مبتدئة وأخرى متمرّسة؟

أعامل كل شخص وفق إنسانيته وحضوره ودوره كممثل، بغض النظر عن مستواه المهني، لأنني أضع نفسي مكان أي شخص مبتدئ وأتماثل به، متذكّراً أنني يوماً ما كنت مبتدئاً أيضاً وحظيت بفرصتي الأولى للوقوف أمام نهلا داوود وأنطوان الحجل.

لا أتنكر لبداياتي

هل تنزعج من إرفاق اسمك بعارض الأزياء وملك جمال لبنان الأسبق؟

أبداً، لا أتنكّر لبداياتي، فلو لم أكن عارض أزياء  مميزاً وملك جمال ناجحاً لما حققت ما أنا عليه اليوم، من خلال هذين المركزين رفعت اسم لبنان، لذا أفتخر بهما. لا أعلم لماذا يعيبون عرض الأزياء، على كلٍ لا أزال الوجه الإعلاني لماركة معيّنة.

انتقدت زملاء كثراً في برنامج «تيليستار» (عبر تلفزيون المستقبل) فهل تزال تداعياته مستمرّة؟

حين أطلقنا البرنامج علمنا سلفاً أن ثمة من سينزعج من انتقادنا له، نحن نستعدّ راهناً لإطلاق الموسم الثاني، خصوصاً أن الموسم الأول حقق نسبة مشاهدة مرتفعة.

بعض النجوم يعتبر أنه أهم من أن يُنتقد!

هؤلاء لا يدركون أن الانتقاد، سواء كان سلباً أو إيجاباً، يجعلهم حديث الناس ويلفت النظر إليهم، ومثال ذلك فنانون في هوليوود يتقصّدون ارتداء ثياب غريبة ليصبحوا حديث الناس. بينما في لبنان، يعتبر بعضهم أن النقد مسّ بالكرامة رغم أنه تحت الضوء أي تحت المجهر، لذا من الطبيعي أن يتحدث الناس عنه. تعذّبنا في الموسم الأول لكننا تعلّمنا من أخطائه بهدف تحسين الموسم الثاني. 

back to top