مصمم الأزياء سيف العبيدي: لدينا موروث عراقي غنيّ بالفن والذوق

نشر في 06-02-2016
آخر تحديث 06-02-2016 | 00:01
سيف العبيدي أستاذ محاضر للموضة في العراق وخارجه، ومدير قسم الإنتاج الفني في دار الأزياء العراقية. شاب عراقي يتمتّع بحس فني متميز، بدأ كهاو للحضارة العراقية العريقة، ثم طوّر موهبته من خلال الدراسة في الخارج وتخصّص في هوية الأزياء الآشورية والبابلية في حضارة وادي الرافدين. كذلك أتخذ له خطاً متطوراً يحاكي من خلاله عالم الأزياء بعيداً عن الموروث، وشارك في كثير من العروض الخارجية في الصين ودول أخرى.

لماذا التخصص بأزياء وادي الرافدين؟

ـ

أنا ابن هذه البيئة ومنغمس فيها تماماً، بل وأحببت أزياء وادي الرافدين لعراقتها ودقتها وجمالها، فهي عبارة عن لوحات تشكيلية تأخذ الألباب، لذا أردت أن أدمج ذلك التنوع في الأزياء العراقية والموجود من جنوب العراق حتى شماله، مع الحضارة الموجودة في أكد وبابل وآشور. كذلك باستطاعة أي مصمم للأزياء الاستفادة في تصميماته من خلال الأختام الأسطوانية والكتابة المسمارية، وغيرها من نقوش تركتها لنا حضارتنا، كذلك الحقب الوسطية التي كتب عنها أهم الرحالة الذين مروا بها، وقد قرأت الكثير عنها وحاولت أن أضيف منها إلى أعمالي.

 جميل أن يضع المصمم بصمة له من خلال المنمنمات والزخارف وغيرها من خطوط تحمل هويته كمصمم عراقي يتميز بين أقرانه من المصممين العالميين.

ما آخر العروض التي قدمتها؟

كانت عروض عدة ومختلفة، فبعد عودتي إلى العراق لأني كنت متنقلاً بين الصين وسورية قدمت وشاركت في عروض كثيرة حازت إعجاب الجميع، من بينها عرض «نحبك يا عراق}، وكان في مناسبة عيد الحب عام 2015، وتنوعت القطع التي شاركت بها ما بين العباءة والثوب الكردي والثوب العراقي. ثم جاء العرض الأهم والأقوى وكان في مدينة البصرة وبعنوان {فاشن نايت البصرة}، وتم اختيار البصرة كونها محافظة متميزة وسباقة في الأدب والفن والشعر، وشارك فيه أربعة مصممين كنت أنا واحداً منهم. قدم كل مصمم فكرة مختلفة، فشهد العرض التصاميم الحديثة والتراثية والهوت كتور، مع الحفاظ على الروحية العراقية، وشاركنا في 13 زياً مختلفاً ومتنوعاً، ولاقى العرض صدى وقبولاً جماهيرياً وإعلامياً واسعاً جداً. حتى إن تلفزيون دولة الكويت غطى العرض واحتفت به جميع الوكالات الإخبارية وتناقلت أخباره، واعتبروه الحدث الأمثل والأفضل. كذلك أقمنا مهرجان “لن نتخلى عنك يا عراق”، وهو عن رسالة حول هجرة الشباب وسفره، فالفكرة كانت تركّز على بقاء الشباب في وطنهم ومحاولة ابتكار فرص إبداعية لهم، وحاولنا أن نظهر ما لدينا من إبداعات، وبالتالي نقول لشبابنا يجب ألا تسافر وتبقى في وطنك محاولاً أن تبدع في أي مجال تراه وتحبه وحتماً ستنجح. كذلك قدمت أخيراً في محافظة السماوة عرضاً للأزياء من خلال مهرجان خاص لدعم الصناعات العراقية خصوصاً، لا سيما أننا أصبحنا مستوردين ومستهلكين أكثر منا مصنعين، لذا كان المهرجان وحاولت أن أركّز على الهوية العراقية من خلال طبيعة الألوان والقصات والنقوش والزخارف العراقية في هذا العرض.

كيف ترى ذوق المرأة الكويتية؟

لدينا في الوطن العربي انفتاح كبير على الأزياء وهناك الكثير من المصممين العرب لديهم نقوش وتصاميم مميزة جدا تضاهي أعمال الغرب، ونحن في الشرق الأوسط لدينا بعض التقارب أو التشابه في كثير من الأزياء، فمثلاً العباءة أو الدراعة أو {الهاشمي}، أي الثوب باللهجة الخليجية، نجد له زياً مشابهاً في المغرب العربي، كذلك في الخليج والعراق، ودخلت العباءة في «الهوت كوتور} وأخذت شكلاً جديداً يصلح للسهرة، بل وبدأ يستخدمها المصممون في الغرب، وأنا متابع جيد لهذه الأمور وأشجع زملائي المصممين. وفي الكويت وجدت عدداً كبيراً من المصممين لديهم خطوط مميزة وأفكار متطورة، كذلك الذوق الكويتي معروف في اختياراته الأزياء والنقوش والألوان، وثمة تطور واضح في هذا المجال لأن الكويت منفتحة على العالم وتتقبل الجديد الذي يتماشى وعاداتها وتقاليدها.

back to top