شركات التقنية الصينية تفوقت في تنفيذ الابتكارات الأميركية

«تشيتا موبايل» في نيويورك بعد 4 سنوات فقط من تأسيسها

نشر في 06-02-2016
آخر تحديث 06-02-2016 | 00:01
من المدهش أن يفكر المرء في التغيرات التي جرت منذ بداية ظهور أجهزة الكمبيوتر وصولا إلى زمن استحواذ الهواتف الذكية على عقولنا. والتغيرات في الصين مدهشة بقدر أكبر. لقد دخلت الصين إلى عالم الإنترنت لأول مرة في سنة 1994. لكن بعد نحو 21 عاماً أصبح لدى الصين أكبر شبكة لخطوط الإنترنت الجوال على سطح الأرض- وصل عددها إلى 620 مليوناً مع نهاية سنة 2015.

وأمضت شركات التقنية الصينية الأصلية العملاقة مثل بيديو Baidu وتنسنت Tencent معظم فترة وجودها في الاهتمام بالمستخدمين في البر الصيني فقط. ومع وجود هذا السوق المحلي الضخم لم تكن هناك من حاجة كببيرة للتوجه الى السوق الدولي.

الأمور تبدلت

الجيل الجديد من شركات التقنية والشركات حديثة العهد في الصين ينطلق على صعيد دولي في وقت أبكر الآن. والمثل الرئيسي لهذا هو تشيتا موبايل Cheetah Mobile وهي شركة تقنية صينية نجحت في التحول إلى شركة مساهمة عامة في بورصة نيويورك بعد أربع سنوات فقط من تأسيسها.

وتقوم هذه الشركة غير المشهورة بصنع تطبيقات جوال بما في ذلك كلين ماستر وسي. ام. سيكيوريتي وباتري دكتور ودوبا أنتي فايروس. وهي أيضاً صانعة بيانو تايلز 2 وهي لعبة جوال شعبية بلغت الرقم واحد في التصنيف في أكثر من 100 دولة. كما أنها حصدت 560 مليون مستخدم نشط شهرياً من أكثر من 200 دولة. ونمت عوائدها 26 مرة من 2011 الى 2015 لتصل الى 550 مليون دولار مع تحقيق 50 في المئة منها من خارج الصين، ومعظمها عن طريق اعلانات الجوال. وتخطط تشيتا للوصول إلى 600 مليون مستخدم شهري بحلول العام المقبل وتحسين معدل المشاركة، اضافة الى التركيز على التغلغل في الأسواق الرئيسية في الهند واندونيسيا.

كما أنها ستوسع من تشيتا غلوبال لاب في الولايات المتحدة، بغية تزويد الشركات بأفكار في مجالات الاعلان والتسويق.

ومع محفظتها من التطبيقات المصممة لجعل الهواتف الذكية أكثر سرعة وأماناً حققت تشيتا بعض الإنجازات اللافتة. وبحسب تقرير آب.آني. ريتروسبكتف 2015 تحتل تشيتا التصنيف الثالث كأعلى ناشر بعد فيسبوك وغوغل في التحميل العالمي المشترك من آي.أو.أس وغوغل بلاى في سنة 2015. وكان التطبيق الريادي كلين ماستر في المرتبة الخامسة بين التطبيقات الأكثر تحميلاً في العالم بعد انستغرام، كما أن شركة أمازون صنفته ضمن أفضل عشرين تطبيقا في سنة 2015.

وكانت رحلة ممتعة للرئيس التنفيذي فو شنغ وفريقه الذي تصور فكرة تشيتا موبايل خلال احتساء النبيذ في فندق قريب من مطار سان فرانسيسكو.

وبغية ابراز أهمية ربط العالم واثنين من أكبر الأسواق في الولايات المتحدة والصين شاركت تشيتا موبايل في استضافة مؤتمر «كونكت 2016» في الرابع عشر من شهر يناير الماضي، والذي برهن على مدى تلاقي ميادين جوال الإنترنت في الصين والولايات المتحدة.  وعلى الرغم من استمرار تعقيدات حواجز اللغة والثقافة بين البلدين ولكنهما تجاوزاها بقدر أكبر عبر تعلم الشركات الجديدة من أخطاء سابقيها.

ولدى افتتاحه المؤتمر قال فو شنغ «اذا استطعتم ربط أي شيء، يمكنكم تحقيق النجاح وعمل أي شيء». وعكف على الحديث عن كيفية اعادة كتابة تاريخ الصين لو أن المستكشف الأدميرال الصيني جنغ أبحر نحو الشرق من أجل اكتشاف أميركا قبل أن يقوم كولومبس بذلك. وعلى الرغم من أن بعض المؤرخين يعتدون أنه فعل ذلك لكنه لم يستخدم اكتشافه.

رأي آل غور

وقال نائب الرئيس الأميركي الأسبق آل غور الذي شارك في المؤتمر إن الجوال وعلى الرغم من دوره في «ربط التفكير العالمي وتطوير المزيد من العمل التجاري والابتكار»، فإن من المهم بشكل حيوي التفكير في ما هو أبعد من الفرص التجارية المستهدفة»، خصوصا عندما تكون المشاكل العالمية قائمة كما هو الحال في ازمة اللاجئين والإرهاب وتدمير الغابات. وأضاف «من المهم أن نحسن المزيد من التعاون بين أميركا والصين في عصر انترنت الجوال». وتطرق فو شنغ في حديث نادر مع آل غور إلى فلسفته المتعلقة بالعمل التجاري المستدام والاستثمارات كما يفعل في صندوقه الذي يحمل اسم «جينيراشن». وعندما يركز العديد من الشركات الصينية على البقاء في خضم منافسة حامية، فإن قلة من الرؤساء التنفيذيين يفكرون في القضايا الخيرية والاجتماعية.  وحث آل غور الرؤساء التنفيذيين على عدم ارتكاب خطأ التركيز على المال، وألهمت تلك الرسالة فو شنغ للحلم بدور أكبر من مجرد أنه رجل أعمال ناجح، وهو شيء يحلم به العديد من الصينيين.

ودفعت تجربة فو شنغ بين الصين والولايات المتحدة الى التفكير في الفارق بين العمل التجاري في كل من البلدين. وفيما تستطيع الشركات الصينية التفوق على الشركات الأميركية في تنفيذ الأعمال في أغلب الأحيان فإنها تفتقر في الغالب الى الخيال والتفكير الخلاق الذي يطرح نوع الابتكار المتمثل في وادي السيلكون. وقال فو شنغ «كان يقال لنا في الصين اننا اذا عملنا بجهد يمكننا تحقيق النجاح». وهو يعتقد الآن أنهم إذا جهدوا جداً في العمل لن يعملوا بصورة كافية من الذكاء.

* جيسون ليم

back to top