أسعار النفط تحفز شركاته إلى تبني إنترنت الأشياء

يقول بيتر رينولدز المحلل لدى مجموعة ايه.آر.سي أدفايزوري ARC Advisory «عندما تحقق المال ويكون المساهمون سعداء فلا يوجد سبب كبير للتغيير، ولكن عندما تصبح الأسعار عند هذا المستوى المتدني يحين الوقت للتفكير في عمل أشياء بصورة مختلفة».

ويتحدث رينولدز عن الحاجة الى التغيير في صناعة النفط والغاز، بعد أن هبطت أسعار النفط في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة إلى أدنى سعر لها منذ سنة 2003.

ولكن ما أكثر التعديلات المعقولة في هذا المجال؟

يعتقد رينولدز، الذي تحدث لي بعد المؤتمر الذي حمل اسم أفضل الممارسات للنفط والغاز، أن إيجاد طرق لخفض تكلفة التشغيل يمكن أن يكون العامل الرئيسي لبقاء العديد من شركات النفط والغاز. كما أنه يرى أن تبني انترنت الأشياء وأجهزته الشبكية نقطة جيدة للبدء في هذا المسار.

يخضع عالم النفط والغاز لهيمنة الأصول المادية، وتقوم هذه الصناعة على أميال لا حصر لها من الأنابيب وعلى الملايين من المضخات والصمامات والأجهزة.

ويقول رينولدز «يوجد الكثير من ارث البنى التحتية ولكن ذلك لا يعني أن عليك التعويل على التفكير وفقاً لذلك». وانترنت الأشياء حقاً هو حول اعادة التفكير في عمليات شركتك وتحويل طريقتك التشغيلية، كما قال لي.

ويستشهد رينولدز بمثلين حول تحقيق الحد الأقصى من الأداء وخفض تكلفة الصيانة. ويقول «الكل يتحدث عن الإفراط في استخدام الأصول، ولكن أين يجب أن يحدث ذلك؟ هل عبر العمل الميداني أم في مراكز التميز والتفوق؟». توفر البنية التحتية المرتبطة بأجهزة احساس والربط اللاسلكي لشركات النفط والغاز بدائل للعمليات الميدانية المكلفة. ويسأل رينولدز «لماذا نراقب 50 مضخة بينما نستطيع مراقبة 50000 مضخة؟».

وتسمح الرقابة عن بعد من موقع مركزي للشركات بتحقيق وفر كبير، فيما تمكن تلك الشركات من اتخاذ قرارات مهمة على صعيد الأداء مبنية على كمية واسعة من المعلومات.

أكثر من خيار

واستخدم المصنعون في العديد من الصناعات تقنية استشعار أمنية على شكل مكون قياسي في منتجاتهم– في كل شيء من قطع مراقبة الضغط في إطارات السيارات الى الدوائر ثلاثية المحور في أجهزة آيفون.

ولا تختلف الشركات الصانعة للمعدات الأصلية التي تزود صناعة النفط والغاز، وهو ما يفضي إلى موديلات تجارية متعددة. ويشير رينولدز إلى أن «شركات النفط والغاز قد تقرر شراء كل مضخة مع عقد خدمة. وترك او اي ام تقوم بالمراقبة عن بعد وبالتحليل النبوئي».

وتوفر شركة النفط والغاز في أعمال الصيانة لأنها لم تعد في حاجة إلى تخزين قطع الغيار، وقد تشهد تحسناً في الجاهزية أيضاً.

ويقول رينولدز «يوجد عدد هائل من الشركات التي تود تحقيق استخدام أفضل من خلال معلومات الاستشعار، والهدف هو استخدام هذه المعلومات عن الوقت الحقيقي في المشروع حيث تصل الفوائد إلى العديد من مواقع التكلفة».

ومن منظور رينولدز فإن إنترنت الأشياء الصناعي لا يتعلق بعرقلة سلسلة الإمداد الحالية بل بتحسينها، وهو يدرك التحديات المتأصلة في صناعة تشمل قدرا واسعا من البنى التحتية.

ويضيف «نحن نقدر في ايه.آر.سي وجود ما يصل الى 65 مليار دولار من أنظمة الأتمتة القديمة اليوم، ولن نعدلها كلها بين عشية وضحاها»، ولكنه يشير الى أنك إذا كنت في حاجة الى رقابة عن بعد أو إلى ضمانات أداء يمكنك بسهولة اضافة أجهزة احساس وقت حقيقي وروابط جديدة الى معدات الرقابة الحالية.

ويشير رينولدز أيضاً إلى أن الشركات اذا استطاعت العثور على طرق أفضل وأرخص للتشغيل فإن هذه الاستثمارات تقوم بتمويل تكاليفها ذاتيا- خصوصا عندما نتحدث على مستوى صناعة النفط والغاز. وفي اقتصاد تكون فيه لفعالية وكفاءة التشغيل أثر رئيسي، تصبح تغييرات التمويل الذاتي معقولة الى حد كبير.

* جون وريد