Fifty Shades of Black... محاولة مقبولة في عالم الأفلام الساخرة!

نشر في 04-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 04-02-2016 | 00:01
سخر مارلون وايانز خلال مسيرته كممثل وكاتب ومنتج من كل شيء، بدءاً من أفلام الرعب مروراً بالأعمال الدرامية وصولاً إلى الأفلام التي تتمحور حول مسابقات الرقص. لكنه يصرّ على أنه لا يبحث عمداً عن المواضيع كي يسخر منها، بل إن تلك المواضيع هي التي تبحث عنه.
قال مارلون وايانز (43 عاماً) منذ فترة قصيرة: «إذا بحثنا عن موضوع كي نسخر منه، لن يكون العمل صادقاً. بل يجب أن يؤثر بنا موضوع معين. وحين نبدأ الكتابة، تتلاحق الدعابات بشكل تلقائي وسرعان ما نحصل على فيلم كامل قبل أن ندرك ذلك».

منذ بضع سنوات، شعر وايانز بالفضول بشأن الضجة التي حصلت حول ما يثير ربات المنزل، فاشترى نسخة من رواية إي. إل. جيمس التي حققت أعلى المبيعات، Fifty Shades of Grey (خمسون ظلاً للون الرمادي). تتمحور القصة حول ملياردير يجذب شابة بريئة إلى عالمه الجنسي الغريب، فاعتبر وايانز فوراً أن الموضوع يستحق محاكاة ساخرة عبر تحويله إلى فيلم ساخر على طريقته.

يتبع فيلم Fifty Shades of Black (خمسون ظلاً للون الأسود) خطاً عُرف به وايانز في أفلامه الساخرة السابقة مثل Scary Movie (فيلم مخيف) وDance Flick (الرقص بجنون) وA Haunted House (منزل مسكون)، فيأخذ مواد جدية ويستخرج منها أسخف الجوانب ثم يخلطها ويضيف إليها دعابات مستوحاة من الثقافة الشعبية ويستدعي نجوماً غير متوقعين كي يقوموا بإطلالات خاصة في الفيلم. أوضح وايانز: {أريد أن يكون الفيلم مضحكاً بالنسبة إلى كل من يشاهده}. كان وايانز قد شاهد أفلام تشويق مثل 9 1/2 Weeks (تسعة أسابيع ونصف) وIndecent Proposal (عرض غير لائق) كي يستوحي منها أثناء عمله على السيناريو مع شريكه في الكتابة والإنتاج ريك ألفاريز: {لم أحاول يوماً أن أهاجم الأفلام ولا يتعلق الهدف الفعلي باتهامها وانتقادها بل إنه نوع من الاحتفال بها لأن الفيلم الأصلي شكّل ظاهرة ناجحة}.

شكل من الكوميديا

لطالما احتلت الأفلام الساخرة مكانة مميزة في عالم السينما باعتبارها شكلاً من الكوميديا التي ترتكز على أهم الأعمال التي حققت نجاحاً باهراً على شباك التذاكر. صحيح أن الأفلام الساخرة لا تحصد عموماً إشادة من النقاد ولا تفوز بالجوائز، لكن يظن الكاتب والمخرج جيم أبراهامز الذي شارك جيري وديفيد زوكر في كتابة نماذج مثل Airplane! (طائرة!) و The Naked Gun (المسدس العاري) أن هذه الأعمال لها دور فكاهي داخل هوليوود.

بدأت الأفلام الساخرة منذ ظهور الأعمال التي تسمح بإصدار محاكاة تهكمية لها. حتى في حقبة الأفلام الصامتة، كان ستان لوريل يُضحِك المشاهدين بأعمال ساخرة مثل Mud and Sand (وحل ورمال) و Dr. Pyckle and Mr. Pride (الدكتور بيكل والدكتور برايد).

ازدهر هذا النوع من المحاكاة الساخرة في فترة السبعينيات والثمانينيات، بدءاً منThe Kentucky Fried Movie (فيلم كنتاكي المقلي) مروراً بفيلم Monty Python and the Holy Grail (مونتي بايثون والكأس المقدسة) وصولاً إلى أعمال ميل بروكس الكلاسيكية مثلBlazing Saddles (السروج المشتعلة) و Young Frankenstein (فرانكشتاين الشاب)، وقد أُعجِب المشاهدون والنقاد معاً بعدد منها.

في أواخر التسعينيات وبداية القرن الواحد والعشرين، حافظت الأفلام الساخرة على قوتها. حصد Scary Movie (فيلم مخيف) من إخراج كينين أيفوري وايانز في عام 2000 إيرادات بقيمة 278 مليون دولار عالمياً ثم صدرت أربعة أجزاء متلاحقة له. قال وايانز الذي شارك أيضاً في أفلام غير ساخرة مثل Requiem for a Dream (مرثية حلم) و White Chicks (فتيات بيضاوات) و The Heat (الحرارة): {اليوم، يُعتبر التهكم مجالاً صعباً. قد تؤدي السخرية المفرطة إلى إفساد العمل على المشاهدين}.

موّلت شركة {IM Global} فيلم Fifty Shades of Black بكلفة تقلّ عن 5 ملايين دولار وتتولى شركة {Open Road Films} توزيعه، علماً أنها وزعت أيضاً فيلم الرعب A Haunted House لوايانز في عام 2013 والجزء اللاحق منه في عام 2014. يثق مدير الشركة التنفيذي توم أورتنبيرغ بأن الفيلم سيجذب شريحة واسعة من الجمهور في الفترة الفاصلة بين إطلاقه في دور العرض وطرحه على شكل فيديوهات منزلية، علماً أن الأفلام الساخرة تحقق نتائج جيدة في هذا المجال.

أضاف أورتنبيرغ: {يحتاج كل فيلم إلى جهة اقتصادية لدعمه، حتى لو كان فيلماً كوميدياً مبتذلاً للكبار فقط أو دراما تاريخية أو قصة عن أبطال خارقين}. يُعتبر فيلم Fifty Shades مضحكاً ويعبّر عن فئة كوميدية متطرفة بحد ذاتها.

back to top