الخيال يصطدم بالواقع في Tallulah!

نشر في 03-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 03-02-2016 | 00:01
No Image Caption
يعرض Tallulah (تالولا) قصة مشتقة من تجارب واقعية ولكنها مفعمة في الوقت نفسه بلمسات ساحرة. في هذا الفيلم، تعكس المواضيع المعروضة على الشاشة نسبة كبيرة من حكاية واقعية تزامنت مع ظروف إنتاجه.
سيُعرَض فيلم Tallulah للمرة الأولى في مهرجان “صندانس” السينمائي كجزءٍ من منافسة بين الأعمال الدرامية الأميركية، ويُعتبر هذا العمل أول فيلم طويل للكاتبة والمخرجة سيان هيدر. تشكّل القصة امتداداً للفيلم القصير Mother (“أمي”) الذي صدر في عام 2006، وقد ازدهرت مهنة هيدر في عالم التلفزيون خلال السنوات الفاصلة بين العملَين كونها تولّت كتابة مسلسلOrange Is the New Black (“البرتقالي هو الأسود الجديد”) وإنتاجه.

نشأت قصة Tallulah في الأصل حين كانت هيدر تعمل كمربية في فنادق فخمة في لوس أنجليس حيث كانت تعتني بأولاد الضيوف الأثرياء لبضع ساعات. وحين قابلت أماً مهملة وغير مؤهلة، صُدمت وتساءلت عما سيحصل إذا احتفظت بالطفل لنفسها. يستكشف فيلم Tallulah هذا الاحتمال.

يتمتع الفيلم بثلاثة جوانب مميزة في جوهره، فهو يقدم خليطاً دقيقاً من الدراما والكوميديا والجدية والفكاهة. تؤدي إيلين بايج دور الشخصية الرئيسة التي تجول في مدينة نيويورك، ثم تحصل على فرصة العمل كمربية مؤقتة. وبعد مواجهة مع الزوجة الشابة كارولين (تامي بلانشارد)، تأخذ تالولا طفلها في لحظة انفعال.

لكنها لا تعلم ما يجب فعله في المرحلة اللاحقة فتقصد والدة حبيبها السابق، مارغو (أليسون جاني)، التي لم تقابلها يوماً وتدّعي أن الطفل ابنها. نتيجة هذه الظروف الغريبة، تواجه النساء الثلاث منعطفات غير متوقعة.

تغير وجهة النظر

صحيح أن هيدر كتبت السيناريو الأولي قبل أن تصبح أماً (“كتبتُ الفيلم استناداً إلى أحكامي الذاتية”)، لكن في مرحلة الإنتاج خلال الصيف الماضي، كانت قد أنجبت طفلاً وأصبحت حاملاً بآخر، فلاحظت كيف تغيرت وجهة نظرها حول قصتها، تحديداً في ما يخص الأم التي يُفترض أن تكون سيئة في القصة.

أوضحت هيدر: “حين تابعتُ العمل على السيناريو أدركتُ فجأةً أن كارولين ليست الشخصية الشريرة في القصة ولم أعد أستطيع الحكم عليها بالطريقة نفسها. إنها الشخصية التي نكرهها في البداية قبل أن نتعاطف معها”.

قد تكون فكرة أن تطرح مخرجة أول فيلم طويل لها عن الأمهات حين تكون حاملاً وتعتني بطفل آخر مثيرة للاهتمام، لكن سئمت هيدر من تصنيف الأفلام في خانات ضيقة.

قالت هيدر قبل موعد المهرجان في لوس أنجليس: “لا أحد يريد أن يعرض الفيلم قصة المخرجة الأم”. وُلدت هيدر (38 عاماً) ونشأت في كامبريدج وجاءت في البداية إلى لوس أنجليس كي تصبح ممثلة. بعد فيلم Mother، انتقلت للعمل في التلفزيون، أولاً في مسلسل Men of a Certain Age (“رجال في عمر معين”) ثم مسلسل Orange Is the New Black.

طوال سنوات، حاولت هيدر أن تطلق فيلم Tallulah. في مرحلة معينة، أوشك الفيلم على بدء مرحلة الإنتاج حين اكتشفت أنها حامل بطفلها الأول فعلّقت المشروع. وحين حصلت هيدر على التمويل مجدداً واكتشفت أنها حامل للمرة الثانية، قررت أن تتابع المشروعين معاً، أي الفيلم والطفل.

تألف معظم الفريق الإبداعي الذي يعمل وراء الكواليس من النساء، منهم المصورة السينمائية باولا هويدوبرو التي صورت أيضاً فيلم Mother.

أوضحت هيدر: “لم أخطط للعمل مع هذا الكم من النساء. في أول رحلة استكشافية لنا، نظرتُ من حولي وأدركتُ وجود سبع نساء في الشاحنة الصغيرة: المخرجة المساعدة، المديرة الفنية، مصممة الإنتاج، مصممة الملابس، مديرة التصوير، المنتجة. فكرتُ للحظة بأنني لم أقصد حصول ذلك. لكن نجح هذا الفريق في مهمّته”.

الشخص المناسب

تقول المنتجة هيذر راي التي تشمل أعمالها السابقة فيلم Frozen River (“النهر المتجمّد”) الذي نال جائزة “لجنة التحكيم الكبرى” في مهرجان “صندانس” في عام 2008 وعاد ليترشح لجائزتَي أوسكار: “أظن أن سيان وأنا نتفق على ضرورة اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب”.

حتى قبل المهرجان، يعكس فيلم Tallulah قصة نجاح حقيقية: بيعت حقوق نشر الفيديوهات لشبكة “نتفليكس”. يمكن الاستفادة أيضاً من حقوق العرض في صالات السينما لكن سبق ورُفعت أعباء الفيلم المالية.

توضح راي: “أحب فكرة أن أسرد قصة كاملة لها بداية واضحة وأحداث غنية في الوسط ونهاية مفهومة وتكون مقتضبة ودقيقة. مثل المسرحيات العظيمة، يجلس المتفرجون ويخوضون تجربة مميزة من دون مماطلة. أنا أعمل في عالم التلفزيون وأعلم أن العوامل التي تحرك القصص الممتدة على سنوات طويلة تختلف عن تلك التي تحرك قصة مدتها ساعتين.

صحيح أن هيدر احتاجت إلى سنوات عدة وإلى إنجاب طفلين كي تتّضح رؤيتها، لكن ساهم استكشافها للأمومة وما يتجاوزها في فيلم Tallulah في تعزيز شعورها بالرضا من الناحية الإبداعية.

تتذكر هيدر لحظة من إنتاج الفيلم قائلة: “كنت أمرّ بالقرية الشرقية فشاهدتُ صفاً من الشاحنات. رحتُ أفكر بأنني ابتكرتُ هذه القصة بعد أن جلستُ بهدوء وخطرت على بالي فكرة، ثم يأتي هؤلاء الناس كلهم إلى هذا المكان لتطبيق ما كتبتُه بالتفصيل. يعطي هذا الإنجاز شعوراً مُرضِياً جداً”.

back to top