محمد فوزي عوّام في بحر النغم (3 من 3) 3 نساء في حياة «شحات الغرام» الأولى كانت جارته في العباسية... تزوجها 6 سنوات وأنجب منها 3 أبناء

نشر في 26-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 26-01-2016 | 00:01
في الحلقة السابقة، تحدثنا عن محطات مهمة في حياة الفنان الراحل محمد فوزي، فكانت أغنيته القصيرة "آدي الميعاد قرب وماجاشي"، التي أحدثت ثورة في عالم الأغنية، كما برع في تقديم الأوبريت الإذاعي، وكان أول من قدَّم أغنية من دون آلات موسيقية، مكتفياً بأصوات الكورال، وأول من لحَّن أغنية لشهر رمضان الكريم بعنوان "المسحراتي"، ويُعد أيضاً أول مطرب عربي يغني للأطفال أغنيات أضحى بعضها من تراث الأغنية العربية، مثل "طلع الفجر"، وأول من قدَّم الأغنية الفرانكوأراب، بل كان له السبق أيضاً في إنشاء أول مصنع في الشرق الأوسط لإنتاج وطباعة الأسطوانات.
وفيما يلي تفاصيل الحلقة الأخيرة من سيرة الفنان محمد فوزي:
كان عاشقا للحب والحياة والفن والمرأة

كانت المشاعر هي الوقود الذي يشعل نار موهبته

وكانت المرأة دائما هي الملهمة والرفيقة والصديقة والزوجة

كانت هي الحنان الذي يبحث عنه والود الذي يريده والونس الذي يتمناه

وفي استعراض الزهور يقول:

الورد له في روايحه لغات

تجمع بين النار والجنة

حاكم الزهور زي الستات

لكل لون معنى ومغنى

وفي حياة فوزي 3 نساء دخلن حياته كزوجات ولكل زوجة قصة ومشاعر وحكايات وأحاسيس وأحلام وصدمات

(1) اسمها هداية محسن محمد

فتاة بسيطة وجميلة أجبرت الحرب العالمية الثانية عائلتها على ترك الإسكندرية والإقامة في حي السكاكيني بالعباسية،

وهناك التقت بجارها محمد فوزي ووقعت في غرامه من أول نظرة

رأت فيه نموذجا للرجل الذي تحلم بأن تكمل مشوار الحياة معه

وهو رأى فيها الزوجة التي يستطيع أن يستأمنها على اسمه وأبنائه

في البداية اعترض أهلها على الزواج منه بسبب نظرة المجتمع للفن والفنانين في ذلك الوقت، ولكن بعد إصرار شديد تزوجته وكان عمرها وقتها 16 عاما، أما هو فكان عمره 24 عاما وكانت الشبكة عبارة عن مجموعة من الأساور الذهبية وعاشت معة 6 سنوات، وألف لها قطعة موسيقية سماها (هداية) وأنجبت منه 3 أولاد نبيل وسمير ومنير.

(2) تحت عنوان (مطرب يدخر الحب ويتزوج من غزال) كتبت مجلة الكواكب لتصف زواج فوزي من الفنانة مديحة يسري  عام 52، وكان كل منهما في قمة شهرته ونجوميته ونجاحه.

التقت مديحة بفوزي في سهرة خاصة بمنزل الفنان فريد الأطرش، وكانت التقت به قبل ذلك في فيلم (قبلة في لبنان) الذي تم تصوير جزء كبير منه في لبنان عام 45.

ومع كل يوم كانت مديحة تكتشف شيئا جديدا في فوزي ويثبت لها أنه يتمتع بمميزات خلقية نادرة وخفة ظل رائعة وبدأ يعبر لها عن مشاعره لتنشأ صداقة مبنية على الاحترام والثقة.

وأثناء تصوير فيلم (فاطمة وماريكا وراشيل) أول فيلم ينتجه فوزي عام 49 تطلب أحد المشاهد أن يضع خاتم الخطوبة في يد مديحة فأحست أن يده كانت ترتعش ثم انتقلت الرعشة من يده إلى يدها

وعندما انتهى تصوير المشهد ابتعد كل منهما بنظراته عن الآخر حتى لا تفضحهما مشاعرهما.

وفي يوم تلقت مديحة مكالمة من صديقتها الفنانة زينب صدقي تدعوها فيها إلى بيتها لأمر مهم.

وذهبت إليها فقالت لها زينب: فوزي طلب مني أعرض عليك الزواج... رأيك ايه؟

لم ترد ولكنها خفضت رأسها دليل الموافقة وعلى الفور اتصلت زينب بفوزي وأبلغته بموافقتها.

كان فوزي يستعد في ذلك الوقت للسفر لباريس لدراسة مشروع إنتاج فيلم ملون هو (نهاية قصة)، لكنه أجل سفره حتى يضع دبلة الخطوبة في يد مديحة دون رعشة هذه المرة، وبعد الخطوبة سافر الاثنان إلى باريس وشاركته بطولة الفيلم مع عبدالسلام النابلسي.

وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم استعد الاثنان لعقد القران، وبعد أشهر قليلة انتقلا لشقة فخمة في عمارة الإيموبيليا بوسط القاهرة وتحولت هذه الشقة فيما بعد إلى مكتب (أفلام محمد فوزي) بعد أن بنى فيلا فاخرة في شارع الهرم.

وفي العام الأول من الزواج شعرت مديحة بأعراض الحمل وفي نهاية الشهر السادس وضعت مولودتها قبل موعدها الطبيعي واختارت لها اسم وفاء، لكنها لاحظت أنها ليست طبيعية فأسرعت بها لسويسرا ونصحها الأطباء أن تتركها هناك لتعالج بواسطة أجهزة خاصة لنمو الأطفال غير الطبيعيين وأن تعود هي إلى القاهرة.

وبالفعل عادت ولازمت الفراش بسبب الإرهاق الجسدي والنفسي وكانت تلازمها صديقتها الحميمة إقبال نصار مطلقة الموسيقار عبدالوهاب.

وفي يوم جاءها خبر صادم لها ولفوزي من سويسرا فقد ماتت وفاء، وكانت الصدمة أحد أسباب إصابة مديحة بروماتيزم يجعلها تشعر بآلام لا تطاق، مما جعل طبيبها المعالج ينصحها بضرورة الإقلال من نشاطها السينمائي.

وكانت أول قصة تكتبها مديحة عام 53 تحمل اسم (وفاء) بل إنها أنتجت فيلما بعنوان (وفاء إلى الأبد) مع عماد حمدي إخراج أحمد ضياء الدين عام 62.

وطلبت من فوزي بعد إنجابهما ابنهما الوحيد عمرو أن يأتي بأبنائه من زوجته الأولى ليعيشوا معهم في نفس البيت وهو ما حدث.

ولكن كانت الغيرة هي بطل العلاقة بينهما فمثلا أثناء مشاركة مديحة في فيلم خالد بن الوليد مع حسين صدقي اشتعلت نيران الغيرة بداخل فوزي ورفض سفرها مع فريق العمل لروسيا قائلا: إزاي تسافري يا هانم من غير ما أديكي جواب التصريح اللي يخليكي تسافري.

فقالت له: الدكتور عبدالقادر حاتم وزير الثقافة كلمته وحضرت معه كل شيء، فزعل فوزي ورفض أن يوصلها يومها للمطار وظل في حالة خصام طويل معها.

وإذا كانت الغيرة مساحتها كبيرة داخل قلب فوزي فقد كانت بنفس المساحة وربما أكثر داخل مديحة ففي أثناء احتفالهما برأس السنة في الأوبرج طلب للرقصة الأولى بعد عودة النور فنانة كبيرة كانت موجودة معهما في الحفل، وبعدها طلب منها الرقص فرفضت وقالت إنها تعبانة، لأنها شعرت بنوع من الإهانة فكيف يطلب للرقص امرأة أخرى ثم يدعوها للرقص معه.

وكان فوزي على الطرف الآخر يتعمد أن يغيظها فكان يضع الروج على قمصانه ويقول لها: شايفه يا مديحة الروج ده جالي منين؟

(3) عشقته منذ صغرها، وكان فارس أحلامها الذي تتمناه، وكانت عندما تخرج من مدرستها تسارع لشراء أحدث صوره لتعلقها على جدران غرفتها، وكانت في فترات زيارتها لبلدتها بالشرقية، تدخل سينما الزقازيق الذي تعرض أفلامه في كل حفلات اليوم وتتخيل نفسها إحدى بطلاته.

 وتمر الأيام، وتتزوج رجل أعمال يكبرها في السن، وتنجب منه 3 أطفال هم معتز وإيمان وهبة، وعاشت في المعادي لتحصل على لقب "فاتنة المعادي"

إنها كريمة عبدالله عبدالرحيم الأوسطي، مواليد عام 38 بمحافظة الشرقية، من أصول شركسية، وخريجة مدرسة نوتردام بالزيتون، والذي كان جمالها هو جواز مرورها للسينما.

في يوم ذهبت للمخرج عاطف سالم ليجري لها اختبارا أمام الكاميرا، وكان أول ظهور لها في فيلم "وحش البحر" معه، وبعد الفيلم ثار أهلها ثورة عارمة، وطالبوا زوجها أن يطلقها لتعود للحياة معهم، ويتمكنوا من السيطرة عليها، ولكن زوجها لم يعارض عملها بالفن، وتوالت أعمالها ومنها "حلاق السيدات"، و"الملاك الصغير"، و"أيامي السعيدة"، و"أنا بريئة"، و"إزاي أنساك".

وفي يوم عرض عليها الموسيقار بليغ حمدي أن تغني، وتسجل صوتها على أسطوانات، ليستمع لها الجمهور في صالات السينما أوقات الاستراحة، وحددا موعدا للمقابلة، إلا أن بليغ لم يأت وحده، إنما جاء ومعه محمد فوزي، لم تصدق نفسها، وهي ترى فوزي أمامها وجها لوجه بعد أن كانت تلتقي به في خيالها.

وصرخ في وجهها بليغ: يلا يا كريمة نبتدي البروفة.

فلم ترد عليه، وظلت متسمرة في مكانها تنظر لفوزي الذي لاحظ توترها وارتباكها، فتصور أنها مستهترة، ولم تراع وجوده، فترك المكان ليقول لها بليغ: إزاي ما تغنيش قدام فوزي، وهو جاي علشان يسمعك.

ردت: انت ما تعرفش ايه اللي حصل لي.. أنا بحبه.. بحبه طول عمري.. مقدرش أغني قدامه.

وعندما عرف فوزي اتصل بها، وقال لها: حقيقي يا كريمة هانم انت بتحبيني؟

ردت: أيوه.

وبدأت تعيش في حلم طويل لم تكن تريد أن تصحو منه أبدا، وكانت وقتها قد حصلت على الطلاق من زوجها، أما مشكلتها بعد ذلك فهي كيف تلتقي بفوزي خاصة أنها لم تكن من المترددين على جلسات الوسط الفني، فطلبت من صديقتها الفنانة مريم فخر الدين أن تدعوه لحفل عيد ميلادها، ثم طلبت من الفنان رشدي أباظة أن يضع اسطوانة هادئة، ويطلب من فوزي أن يرقص معها، وبالفعل طلبته مريم، فسألها عن باقي المدعوين، فذكرت اسمها من بينهم ليقبل الدعوة فوراً.

ثم قام رشدي بالدور المرسوم له لتجد كريمة نفسها بين يدي فوزي ترقص على أنغام الموسيقى الحالمة.

وفجأة سألته: انت ليه ما أتجوزتش تاني بعد طلاقك من مديحة يسري.

فرد عليها قائلا: لأني لازم أتجوز واحدة مش من الوسط الفني... شعرها أصفر وعيونها زرق وطويلة وأول حرف من اسمها كاف.

قالت له: تقصد كريمة؟

قال: آه... تقبلي تتجوزيني؟

ولم تستوعب كريمة الموقف، وقالت: انت بتتكلم جد؟

أجاب: أيوه.

وبدا الاثنان يعيشان أجمل حالة حب، حيث كانت كريمة تلتقي به على كورنيش المعادي، وهى في حراسة سكرتيرتها وإحدى قريباتها، لأن المطلقة في الأسرة كانت تفرض عليها قيود كثيرة، ومن الصعب أن تخرج بمفردها وتلتقي بأي إنسان مهما كانت صلته بها إلا في حضور طرف ثالث، وتم كتب الكتاب في مكتب فوزي، وحضر المأذون، وقبل أن يبدأ عمله جذبها فوزي لإحدى الحجرات المجاورة وسألها.

-: لو حترجعي للفن قوليلي دلوقتي.

فأجابت بلا ترد: مش حارجع في كلامي.

وتم الزواج لتكتشف كريمة بعد ذلك أنها تزوجت سي السيد، فقد كان فوزي غيورا إلى أقصى حد، ومنعها من زيارة أي إنسان بدونه، وكان يقول لها دائما إنها مثل الجوهرة الثمينة لا يجب أن تغادر "علبتها القطيفة"، لكي يشاهدها الناس، إنما يأتي إليها من يرغب في التمتع بمشاهدتها أو الجلوس معها، وحرمها فوزي من أهم متعتين في حياتها وهما حفلات أم كلثوم ومباريات الكرة التي كان يشارك فيها فريق نادي الزمالك، وقد كانت كريمة حريصة على مشاهدة كل مباريات النادي لدرجة أنها كانت تسافر وراء الفريق في كل مبارياته خارج القاهرة.

وكان فوزي بمنزلة الأب الحنون لأبناء كريمة الثلاثة، وهناك سر لا يعرفه أحد وهو أنه لحن أغنية "ماما زمانها جاية" من أجل ابنتها هبة، لكنه لم يصورها لخوفه الشديد عليها من قوة إضاءة التصوير السينمائي، وأنجب منها ابنته الصغرى إيمان عام 61 لتكون الابنة الوحيدة له بعد أولاده الذكور الأربعة.

وفي بداية الزواج، أعطى فوزي لكريمة دروسا في حياة زوجات الرسول، كان يلقيها الشيخ أحمد حسن الباقوري، كما ساعدها في المواظبة على أداء الصلوات في أوقاتها.

وكانت بداية رحلة المرض في حياة فوزي مع سماعه خبر تأميم شركة "مصرفون"، التي أسسها والتي كانت ضربة قاضية لشركات الأسطوانات الأجنبية وكانت تبيع الأسطوانة بتسعين قرشا، بينما كانت شركة فوزي تبيعها بخمسة وثلاثين قرشا، وتم تعيينه مستشارا للشركة بمرتب 100 جنيه، إلا أنه في يوم ذهب لمكتبه ليجد شخصا كفيفا يحتل مكانه فامتلأ قلبه بالحزن.

وبدأت المتاعب الصحية تطارده وتظهر عليه أعراض مرض احتار الأطباء في تشخيصه، فقرر السفر للعلاج بالخارج، وسافر إلى لندن عام 65، ثم عاد إلى مصر، لكنه سافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين، لكن المستشفى الألماني أصدر بيانا قال فيه إنه لم يتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقي، ولا كيفية علاجه، وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض، حيث وصل وزنه إلى 36 كيلو "المرض كان تليف الغشاء البريتوني الخلفي"، وأطلق عليه وقتها "مرض فوزي".

وخلال الرحلة العلاجية التي قام بها فوزي معها، استقر بهما المقام في لندن، حيث خضع للعديد من الفحوصات الطبية لاكتشاف مرضه النادر، أما كريمة فقد حصلت على دورة تدريب في التمريض لتقوم برعايته بنفسها، ولكنها لاحظت إصابته بحالة اكتئاب مزمنة نتيجة البطالة التي وصل إليها وإحساسه بخفوت نجمه، ففكرت في حيلة كي تخرجه من هذه الحالة، واستأجرت فتاة إنكليزية، اتفقت معها على تمثيل دور إحدى المعجبات بفوزي، وبالفعل أعطتها مبلغا من المال، ووقفت ترقب المشهد من بعيد.

دخلت الفتاة حجرة فوزي وقبلته، وطلبت منه أن يوقع لها على الأوتوغراف، وبعد أن خرجت الفتاة من حجرته، وجدته كريمة يحلق ذقنه ويدندن في سعادة، فسألته عن سر سعادته، فقال: تصوري يا كريمة أن فيه من الإنكليز حد بيعرفني.. أنا لازم أهتم بشكلي عشان المعجبات.

ومع فشل الإنكليز في علاجه، قررا الذهاب إلى أميركا بعد أن تأكد من أنه يعاني مرض "سرطان النخاع"، وفي أميركا كان العلاج أكثر جرأة واقتحاما واشتد الألم عليه، فقرر الأطباء تجربة علاج جديد، إما أن ينجح أو يسبب الوفاة فورا، ووافق فوزي على شرب الدواء الجديد، لكنه تمزق من الألم، وبرغم عذابه، فإن التجربة نجحت وأعطاه الأطباء إجازة مدة شهرين ليعود إلى متابعة المرحلة الثانية من العلاج، وعادت شهيته للطعام فزاد وزنه من 45 كيلو إلى 60 كيلو في شهر واحد، ولكن قبل موعد المرحلة الثانية، صمم فوزي على السفر والعودة إلى لندن مرة أخرى، فاندهش الأطباء الإنكليز من علامات الصحة البادية عليه، وعندما سألوه وصف لهم العلاج الأميركي الجديد، فقالوا إنه علاج خاطئ، وعادوا إلى أساليبهم القديمة في العلاج، ليعود هو أيضا إلى سابق عهده مع الألم، ومع تزايد عذابه، قرر العودة مع كريمة إلى مصر في أغسطس 66.

وفي الطائرة قال لها: سامحيني... أنا تعبت من العلاج الجديد، وكنت بأشعر أن النار بتدخل جسمي مع كل قطرة دواء أبتلعها.

ثم قال لها بصوت حزين: أوعديني يا كريمة ألا تعودي إلى الفن مرة أخرى، وأن تقرأي الفاتحة على روحي، وإذا مت فلا تدفنيني، إلا في اليوم التالي لوفاتي يمكن أكون في غيبوبة مرض ولسه ما ممتش.

فردت عليه ودموعها تملأ وجهها: أنا حافضل فاكراك طول ما أنا عايشة.

وقبل وفاته في 20 أكتوبر عام 66 كتب رسالة إلى جمهوره وعائلته قال فيها:

إن الموت علينا حق، فإذا لم نمت اليوم، فسنموت غدا، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فإذا مت أموت قرير العين، فقد أديت واجبي نحو بلدي، وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة، والأعمار بيد الله، لن يطيلها الطب، ولكني لجأت إلى الطب حتى لا أكون مقصراً في حق نفسي وفي حق مستقبل أولادي.

تحياتي لكل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلي.

تحياتي لبلدي

وأخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي".

انفراط شراكة فوزي ومديحة يسري واستمرار الصداقة

بعد زواج استمر 10 سنوات بين محمد فوزي ومديحة يسري تم الطلاق بناء على رغبة مديحة رغم حبها الشديد له بعد أن شعرت بجرح عميق في كرامتها مع دخول امرأة أخرى في حياة فوزي، وهي الراقصة جواهر التي تعرف عليها أثناء رحلة عمل في لبنان ثم ارتبط معها بعقد فطلبت منه مديحة فسخ هذا العقد، ووافق لتهدأ نار الغيرة بضعة أيام وبعد ذلك اكتشفت مديحة في جيبه العقد، فغادرت منزل الزوجية غاضبة وأمضت ليلة في أحد الفنادق، فما كان من فوزي إلا أن رد على هذا التصرف بأن أرسل لها قسيمة الطلاق ولم يستطع مواجهتها وقال لصديقهما المشترك حلمي رفلة إنه غير قادر على النظر في وجهها ووسطه لها ليعرف ماذا تريد وما هي طلباتها وكان الحل هو الطلاق.

وبعد إتمام الطلاق اتصلت به مديحة وقالت له: كنا قبل الزواج أصدقاء وأريد أن نظل أصدقاء، ومطلوب منك تعزمني على العشا أو أعزمك أنا فقال لها: انت بتقتليني بذوقك وأخلاقك.

وأرسلت مديحة لبعض الصحافيين ليحضروا العشا، وأكدت لهم في وجوده أنهما أصدقاء، وأن بينهما ابنهما عمرو، وبعد انصراف الصحافيين طلبت منه أن يظل عمرو معها والذي رحل بعد تعرضه لحادث تصادم مروع أثناء قيادته لسيارته فوق أحد كباري القاهرة.

كان عمرو بطلا في لعبة الكاراتيه، وحصل فيها على عدة كورسات وميداليات، وكان محبا للموسيقى مثل والده، ويتمتع بصوت عذب، لكنه لم يحترف الغناء.

 وتنازلت مديحة عن كل حقوقها المالية في الأفلام التي اشتركت فيها معه، لأنها كانت تعلم الأقساط المطلوبة منه سدادها لمصنع الأسطوانات.

النهاية

back to top