لبنان يسترجع 16 جندياً مخطوفاً في صفقة تبادل مع «النصرة»

نشر في 02-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-12-2015 | 00:01
● الإفراج عن 13 سجيناً لـ «الجبهة» بينهم 5 نساء ● إبراهيم: مستعدون للتفاوض مع «داعش»
بعد مفاوضات مضنية، استمرت نحو 16 شهرا، أنجزت السلطات اللبنانية صفقة تبادل مع جبهة النصرة، بوساطة قطرية، استرجعت من خلالها 16 عسكرياً، اختطفتهم الجبهة، بينما عبَّرت بيروت عن استعدادها لمفاوضات تنظيم مع داعش، الذي يحتفظ بـ9 عسكريين.

بعد نحو 16 شهراً من الانتظار والدموع، التي ترافقت مع مفاوضات شاقة جدا، وبعد عراقيل ارجأت صفقة التبادل لأكثر من 48 ساعة، عاد العسكريون اللبنانيون الـ16 المخطوفون لدى جبهة النصرة إلى أهاليهم وعائلاتهم، مقابل إفراج السلطات اللبنانية عن 13 سجينا، بينهم 5 نساء، وتسليمهم لـ"النصرة".

وإذا كان صبر الأهالي وشجاعتهم أبقيا الملف تحت الضوء، فإن إدارة ملف التفاوض من قبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مع الوساطة القطرية ساهمت في إيصال هذا الملف إلى خواتيمه السعيدة.

وانطلقت عملية التبادل بين الجانب اللبناني و"النصرة" في وادي حميّد فجر أمس، والتي أشرف عليها اللواء إبراهيم، شخصياً، على رأس موكب مؤلف من 20 سيارة.

تسلم جثة حمية

وأولى البشائر كانت عند تسلم دورية من الأمن العام والصليب الأحمر جثة الجندي الشهيد محمد حمية، الذي أعدمته "النصرة" رمياً بالرصاص في سبتمبر الماضي.

بعد ذلك، وصل العسكريون المحررون إلى وادي حميد، برفقة عناصر من "النصرة"، آتين من القلمون، وهناك قال العسكري المحرر بيار جعجع: "نشكر كل من سعى لإنجاح التبادل، ونتمنى الإفراج عن المخطوفين لدى داعش"، بينما ذكر العسكري المحرر ماهر فياض: "أشكر كل مَن سعى لإنجاح هذا الملف".

السراي

وانتقل العسكريون المحررون بعد ظهر أمس إلى السرايا الحكومي، حيث أقيم لهم استقبال رسمي حاشد، بحضور رئيس الحكومة تمام سلام، وأعضاء الحكومة، إضافة إلى رؤساء الاجهزة الأمنية.

وكانت لقطات مؤثرة جداً لحظة لقاء المحررين بعائلاتهم في باحة الاحتفال، وقد بدوا حليقي الذقون، واستعادوا شرف ارتداء بدلاتهم العسكرية الرسمية.

عائلة حمية

من جهتها، قالت عائلة الشهيد حمية عن خبر الإفراج عن الجثمان: "لن نرتاح إلا عندما يسلم أبوطاقية (الشيخ مصطفى الحجيري) نفسه ومشكلتنا معه".

وقال والده: "نشكر اللواء إبراهيم، ونتمنى الإفراج عن العسكريين في أقرب وقت".

وفيما كانت الجرود تشهد حالة من الحذر الشديد، سادت الفرحة ساحة رياض الصلح، حيث احتفل أهالي العسكريين المخطوفين ببدء صفقة التبادل.

الأمن العام

وأعلنت المديرية العامة للأمن العام "إتمام عملية تحرير الـ16 عسكرياً، الذين كانوا مختطفين لدى جبهة النصرة"، مؤكدة أنهم "في عهدة الأمن العام".

وأشارت المديرية، عبر موقعها الرسمي بـ"تويتر"، إلى أسماء العسكريين المحررين، وهم: الرقيب جورج الخوري، المعاون بيار جعجع، الجندي أول ناهي عاطف بوقلفوني، الرقيب أول إيهاب الأطرش، الجندي ريان سلام، العريف سليمان الديراني، العريف ميمون جابر، العريف أحمد عباس، العريف وائل حمص، العريف زياد عمر، العريف محمد طالب، الدركي لامع مزاحم، الدركي عباس مشيك، الدركي ماهر فياض، الدركي جورج خزاقة، والدركي رواد بودرهمين.

اللواء إبراهيم

وأعلن اللواء إبراهيم، في تصريح من نقطة تبادل العسكريين المحررين في البقاع، أن "صفقة التبادل تمت بشروط تحفظ السيادة، وأقل من ذلك لا يمكن".

وأكد "الاستعداد للتفاوض مع تنظيم داعش، لتحرير العسكريين لديه، إذا وجدنا مَن نتفاوض معه".

وردا على سؤال، حول قرار السجناء المفرج عنهم البقاء في لبنان، أكد إبراهيم أنه "يمكنهم البقاء في لبنان، لأن لبنان بلد الحرية". وأضاف: "لا داعي للشكر... هذه واجباتنا".

كما أعلنت قطر أن "وساطتها نجحت في إطلاق سراح 16 عسكريا كانوا محتجزين منذ أغسطس 2014 لدى جبهة النصرة".

وصدر بيان عن وزارة الخارجية القطرية، أمس، جاء فيه: "الوساطة القطرية جاءت تلبية لطلب من الحكومة اللبنانية، وقد قامت الأجهزة المعنية بدولة قطر بجهود حثيثة ومكثفة، لإطلاق سراح الجنود اللبنانيين المختطفين منذ أغسطس 2014 في بلدة عرسال، بالتعاون مع الأمن العام اللبناني".

وأضاف أن "نجاح المبادرات الإنسانية يأتي ثمرة لرؤية دولة قطر، التي تعطي الأولوية لحل النزاعات بالطرق السلمية والسياسية"، مؤكدا أن "الجهود القطرية جاءت انطلاقا من إيمانها الكامل والتام بتحقيق المبادئ الإنسانية والأخلاقية، وحرصها على حياة الأفراد وحقهم في الحرية والكرامة".

9 عسكريين

ورغم الفرحة التي عمَّت ساحة الرياض الصلح، بعد تحرير العسكريين لدى "جبهة النصرة"، يبقى الألم يعتصر قلوب أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم الدولة الاسلامية، لاسيما أن أخبارهم غائبة منذ أشهر.

وكان "التنظيم" أسر 11 عسكرياً، هم: علي زيد المصري، مصطفى وهبي، محمد يوسف، محمود عمار، إبراهيم مغيط، حسن الحاج حسن، خالد مقبل حسن، عبدالرحيم دياب، سيف ذبيان، خالد السيد، عباس مدلج، وأعدم العسكريين الأخيرين، وأرشف العملية بالفيديوهات والصور.

ولم ينجح أي وسيط في الحصول على فيديو أو صور تؤكد أن العسكريين بخير، وتناقلت شائعات عدة حولهم، منها أن "التنظيم" نقلهم إلى الرقة... أما الشائعة المؤسفة التي يرجحها بعض المراقبين فهي أن العسكريين تمَّت تصفيتهم، لكن كل المعطيات تبقى بعهدة الدولة اللبنانية، التي لم تبذل جهداً حقيقياً في هذا الملف، لمعرفة مصير هؤلاء.

وأهم ما سجل خلال هذه السنة، الزيارة التي قام بها أهالي العسكريين لعرسال، بحثاً عن وسيلة لرؤية أبنائهم، وبعد بذل كل الجهود استطاعوا الوصول إلى الجرود ومقابلة أحد عناصر "داعش"، الذي أبلغهم بأن العسكريين بخير، لكن لا يمكن مقابلتهم، وهو أمر زاد الشك والقلق لدى الأهالي، فعادوا ادراجهم بمزيد من الخوف على مصير أولادهم، وهم يصلون في انتظار اليوم الذي يحضنون فيه أحبتهم.

بنود صفقة التبادل

تضمن الاتفاق بين الدولة اللبنانية الممثلة بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم و"جبهة النصرة" بوساطة قطرية في مسألة الإفراج عن العسكريين البنود التالية:

● فتح ممر إلزامي آمن بين مخيم اللاجئين السوريين وعرسال بشكل دائم لتخفيف الاحتقان بين اللاجئين والقوى الأمنية.

● تأمين إغاثة بشكل شهري للاجئين في عرسال من خلال الهيئات الإنسانية.

● إجلاء الجرحى المدنيين وتسهيل دخولهم إلى مشافي عرسال، حيث سيتم الاطلاع على لائحة بأسماء الجرحى وتسوية أوضاعهم للمعالجة داخل الأراضي اللبنانية.

● تأمين المواد الطبية وتجهيز مشفى عرسال.

● جعل منطقة وادي حميد منطقة آمنة.

● متابعة الأوضاع الإنسانية والقانونية للاجئين.

back to top