«قمة باريس» تعطي «دفعة سياسية» لمواجهة التغير المناخي

نشر في 01-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 01-12-2015 | 00:01
• الإرهاب يحضر... ودقيقة صمت تكريماً لضحايا «13 نوفمبر»
• لقاء بين بوتين وأوباما يركز على سورية
شهدت قمة المناخ التي انطلقت في باريس، أمس، تعهدات طموحة من قبل الرؤساء وممثلي الدول المشاركين في خطوة تعطي دفعة سياسية للخبراء الذين يفاوضون من أجل التوصل إلى اتفاق لمواجهة التغير المناخي.

افتتح أكبر مؤتمر دولي حول المناخ رسمياً صباح أمس في باريس بحضور 150 رئيس دولة وحكومة بدعوات قوية للتوصل إلى اتفاق من أجل إنقاذ الأرض وإلى الدول لتحمل مسؤولياتها إزاء الاحتباس الحراري، في وقت كان موضوع الإرهاب حاضراً في القمة بعد اعتداءات باريس.

وعند افتتاح المؤتمر الاستثنائي وقف الرئيس الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ونظراؤهم من كل أنحاء العالم دقيقة صمت تكريماً لضحايا الاعتداءات الأخيرة في عدد من الدول من بينها فرنسا.

ووقف كل القادة المجتمعون في باحة المعارض في لوبورجيه (شمال) التي تحولت لهذه المناسبة إلى حصن بعد الاعتداءات التي أوقعت 130 قتيلاً في باريس في 13 نوفمبر.

وصرح هولاند: "لست أوازي بين مكافحة الإرهاب والتصدي للتغيرات المناخية... إنهما تحديان عالميان علينا مواجهتهما". وشدد هولاند "مسؤوليتنا إزاء أولادنا أن نحافظ على كوكب محمي من الكوارث"، مضيفاً أن المؤتمر الحالي هو "أمل كبير لا يحق لنا أن نخيبه... علينا أن نقرر هنا في باريس مستقبل الكرة الأرضية". والهدف من المؤتمر الذي يستمر حتى 11 ديسمبر الجاري إعداد الاتفاق الأول الذي تلتزم بموجبه الأسرة الدولية مكافحة الاحترار المناخي.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي يتولى رئاسة المؤتمر ، إلى "السعي إلى تحقيق النجاح التاريخي الذي يتوقعه العالم منا في هذا المؤتمر".

وقال فابيوس أمام مندوبي 195 بلداً قبل بدء قمة رؤساء الدول "لا يزال أمامنا الكثير من العمل، النجاح بمتناولنا ولو لم نبلغه بعد".

دفعة سياسية

وخلال المؤتمر سيعبر كل قائد بدوره ولثلاث دقائق كحد أقصى عن التزام بلاده حول المناخ من أجل إعطاء "دفع سياسي" للمفاوضين الذين يستأنفون عملهم اعتباراً من مساء أمس.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قادة الدول "إلى إعطاء تعليمات إلى وزرائكم ومفاوضيكم بأن يعملوا من أجل التوصل إلى تسوية"، تفادياً لفشل المؤتمر على غرار ما حصل في كوبنهاغن في عام 2009.

وكان أوباما الذي تتصدر بلاده مع الصين قائمة الدول الأكثر تلويثاً صرح قبل ذلك بقليل أن الدول "تتحمل مسؤولية التحرك"، وذلك بعد لقاء مع شي.

وشهدت نهاية الأسبوع الماضي أكثر من ألفي مسيرة في مختلف أنحاء العالم للمطالبة بـ"اتفاق قوي حول المناخ" تخللتها صدامات في باريس أسفرت عن أكثر من 300 عملية توقيف.

ويشارك في المؤتمر عشرة آلاف مندوب ومراقب وصحافي ليكون بذلك أكبر مؤتمر للأمم المتحدة حول المناخ يضم أكبر عدد من قادة الدول خارج الجمعية العامة السنوية للمنظمة الدولية، وأكبر تجمع دبلوماسي في تاريخ فرنسا.

وبات مثبتاً أن حرارة الأرض تزداد ارتفاعاً بسبب الغازات الناتجة عن احتراق مصادر الطاقة الأحفورية وأيضاً بعض أساليب الإنتاج الزراعي وقطع الأشجار بشكل متزايد كل عام.

ومن باكستان إلى جزر في المحيط الهادئ، ومن كاليفورنيا إلى كروم فرنسا، ينعكس اختلال المناخ بشكل كبير على مناطق بكاملها متسبباً بالجفاف وتراجع السواحل أمام البحار وتآكل الشعب المرجانية نتيجة ارتفاع نسبة الحموضة في المحيطات.

ويخشى العلماء إذا ارتفعت حرارة الأرض بأكثر من درجتين مئويتين أن يؤدي ذلك إلى حصول أعاصير بشكل متكرر وتراجع العائدات الزراعية وارتفاع مياه البحار لتغمر مناطق مثل نيويورك (الولايات المتحدة) وبومباي (الهند).

وقال الأمير تشارلز من على منصة المؤتمر "عبر تغيير المناخ نكون نحن من رسم دمارنا بأنفسنا".

وتحضيراً لمؤتمر باريس، عرض قادة 183 بلداً من أصل 195 خططهم لخفض الانبعاثات وهي مشاركة كاد أن يفقد الأمل من حصولها ورغم ذلك لا يزال ارتفاع الحرارة يسير نحو زيادة بثلاث درجات مئوية.

ويبدو أن المفاوضات ستكون صعبة إذ إن جميع الدول لديها "خطوطها الحمر" التي لا تريد تجاوزها.

وستخضع حركة المرور في العاصمة الفرنسية لقيود مع انتشار 6300 شرطي وعسكري، كما دعت السلطات السكان إلى تفادي الخروج تحسباً لازدحام خانق في وسائل النقل العام.

لقاءات هامشية

وشهد يوم، أمس، العديد من اللقاءات الثنائية التي تتناول مواضيع أخرى غير المناخ، أبرزها اللقاء بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين.

وأفاد مسؤول أميركي بأن أوباما أبلغ نظيره الروسي بأن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل عن السلطة للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية.

إلا أن الكرملين أعلن عدم انعقاد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان رغم طلب هذا الأخير، وذلك بعد إسقاط مقاتلات تركية لطائرة حربية روسية فوق الحدود السورية الأسبوع الماضي.

(باريس - أ ف ب،

رويترز، د ب أ)

back to top