روما... من مرشح لحصد لقب «الكالتشيو» إلى فريق متهالك

نشر في 01-12-2015
آخر تحديث 01-12-2015 | 00:05
يعيش فريق روما الإيطالي فترة حرجة جداً، فبعد أن كان «الجيالوروسي» أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب المحلي هذا الموسم، بات عاجزاً عن تحقيق الفوز على الفرق المتواضعة، كما أن خط دفاعه يشير إلى تدهور رهيب في المستوى ويضع علامات استفهام حول المدرب غارسيا ولاعبي الخط الخلفي بشكل خاص.
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع تدهور وضع نادي العاصمة الايطالية روما، ووصوله الى هذه المرحلة المتدنية من المستوى، التي هبط اليها "الذئاب".

بدأ "الجيالوروسي" الموسم بشكل جيد، حيث تمكن من التغلب على البطل يوفنتوس في الجولة الثانية، ليتمكن بعدها من تحقيق ستة انتصارات في المباريات الثمانية التي تلت مواجهة يوفنتوس، الا ان فريق المدرب رودي غارسيا لم يكن يقدم المستوى المطلوب، حيث كان واضحا تدهور حالة خط الدفاع في معظم المباريات، حتى في تلك التي كان يحقق فيها "الجيالوروسي" الفوز.

فعليا، لا يملك روما أي مدافع يمتلك المهارة وشخصية اللاعب الذي بإمكانه قيادة الخط الخلفي وضبط الصفوف في مواجهة مهاجمي الاندية المنافسة، فاليوناني مانولاس والألماني روديغر والفرنسي ديني مازالوا شباناً، ولا يمتلكون الخبرة الشخصية اللازمة لفريق يريد أن ينافس على الالقاب الكبرى، اما بالنسبه للبرازيلي مايكون واليوناني توروسيدس، فخبرتهما لا تشكل اهمية بالنظر الى المستوى المتواضع الذي يقدمانه مع تقدمهما في السن، ودائما ما كان بطل "الكالتشيو" يمتلك افضل خط دفاع والذي يشكل الركيزة الاساسية التي ينطلق منها الفريق البطل، كما هي حال يوفنتوس الذي طالما كان خط دفاعه هو الأفضل من بين جميع فريق "سيرا أ"، علاوة على تواجد الحارس العملاق بوفون، الامر لا ينطبق بتاتا على روما الذي يعد دفاعه من بين اضعف خطوط الدفاع في البطولة بعد استقباله لسبعة عشر هدفا بعد مرور 14 مرحلة من عمر مسابقة الدوري، كذلك في دوري ابطال اوروبا ظهر خط دفاع "الجيالوروسي" بنفس الوتيرة السيئة باستقباله ستة عشر هدفا في خمس مباريات.

سداسية «البرشا»

وكانت سداسية برشلونة الاسباني في مرمى روما الاسبوع الماضي بدوري ابطال اوروبا هي جرس الانذار الحقيقي الذي كشف عن تدهور حال الفريق الايطالي، وأكد ان هذا الفريق غير جدير بالمنافسة على الالقاب، سواء المحلية أو الاوروبية.

ومما لاشك فيه ان المدرب الفرنسي رودي غارسيا ايضا يتحمل جزءاً كبيراً من تواضع مستوى الفريق، خاصة في الشق الدفاعي، فغارسيا يصر على لعب الاسوب الهجومي في كل مباراة بغض النظر عن قوة المنافس ومستواه، كما ان غارسيا لا يتعلم من دروس الماضي، فسباعية بايرن ميونيخ في شباك نادي العاصمة الموسم الماضي بدوري الابطال ايضا كان يفترض ان تكون درسا قاسيا للفريق ككل والمدرب الفرنسي بشكل خاص، الا انه ذاق مرارة نفس الكأس مجددا، وهذه المرة من العملاق الكتالوني، ليؤكد غارسيا انه لم يتعلم الدرس.

وضع الفريق حالياً

نظريا، مازال روما في المركز الرابع في ترتيب الدوري الايطالي، وهو يبتعد بفارق ضئيل عن فرق الصدارة، إلا ان وضع الفريق والمستوى الذي وصل اليه لا يطمئن جماهير "الجيالوروسي" التي أصبح واضحا لديها مدى صعوبة فوز الفريق على اي منافس، كما جرى في مواجهة اتالانتا الأحد بعد ان تلقى روما خسارة مريرة على ارضه وبين جماهيره بثنائية نظيفة.

 اما فيما يخص وضع الفريق في مسابقة دوري ابطال اوروبا، فمازال روما يملك الامل في التأهل الى الدور المقبل، حيث يحتل المركز الثاني مكرراً خلف برشلونة وبالتساوي مع باير ليفركوزن الالماني برصيد خمس نقاط، وتتبقى لروما مواجهة باتي بوريسوف البيلاروسي على ملعب "الاوليمبيكو" والتي ستمكن الفريق الايطالي من التأهل في حال ظفر بالنقاط الثلاث، ولكن ماذا يمكن ان يقدم روما في دور الستة عشر (في حال تأهله)، في ظل هذا التدهور الذي يعيشه الفريق، روما الذي تلقى هزائم من فرق محلية متواضعة، كيف سيواجه كبار اوروبا في الادوار المتقدمة في دوري الابطال، لذلك يبدو ان عدم تأهل روما في دوري الابطال هو الأصلح للفريق كي يركز على اللعب في البطولات المحلية.

غياب جيرفينيو وصلاح

من جانب آخر، كان واضحا اعتماد روما بشكل مثير على كل من العاجي جيرفينيو والنجم المصري محمد صلاح في معظم مباريات الفريق سواء في الدوري الايطالي او دوري الابطال، حيث كان الفريق يعتمد على احراز اكبر عدد من الاهداف بمساعدة الثنائي، وبغض النظر عن الاهداف التي تستقبلها شباك الفريق التي اعتادت ان تهتز في كل مباراة تقريبا، وبعد اصابة العاجي جيرفينيو والمصري صلاح أصبحت "ذئاب روما" بلا انياب تكشر عنها، ليصبح فريق غارسيا بلا قوة هجومية، وكذلك بحالة دفاعية يرثى لها.

ما الحل؟

من المؤكد ان ادارة روما بحاجة لاعادة النظر في العديد من الامور التي من شأنها تحسين صورة الفريق لما تبقى من الموسم، فقد تلجأ الادارة الى التعاقد مع مدافعين على مستوى عال وخبرة يضيفونها الى العناصر الشابة في الخط الخلفي للفريق، كذلك من ناحية الشق الهجومي لا يمتلك الفريق مهاجمين من "مواليد منطقة الجزاء"، فتشكيلة الفريق تضم فقط لاعباً واحداً ممن يمتلكون القدرة على تسجيل الأهداف، وهو البوسني إيدين دزيكو الذي يضيع العديد من الفرص أيضا، بينما يعد باقي مهاجمي روما من أنصاف المهاجمين الذين يجيدون اللعب على الأطراف وصناعة اللعب اكثر من كونهم مهاجمين هدافين.

من جانب آخر، لا يبدو الحديث عن استبدال المدرب غارسيا دارجاً في سجلات اجتماعات مجلس ادارة روما، حيث أعلن مسؤولو الفريق في أكثر من مناسبة تمسكهم بالمدرب الفرنسي وعدم رغبتهم في الاستغناء عنه، وذلك على الرغم من الضغط الجماهيري الذي يطالب باستقالة غارسيا، خاصة بعد هزيمتي البرشا وأتالانتا خلال الايام الماضية.

back to top