ترانيم أعرابي: دروب مؤرخ

نشر في 01-12-2015
آخر تحديث 01-12-2015 | 00:01
 عبدالرحمن محمد الإبراهيم الثقافة جزء مهم في تطور أي مجتمع، والتاريخ من أهم روافد هذه الثقافة، والأمم المتطورة هي تلك التي تكون الثقافة جزءاً من حياتها، فتجد إقبالا متأصلاً في عقول أفرادها على الأنشطة الثقافية وحب المعرفة. مثال على هذا الأمر ما يحدث في العالم الأول– إن صحت التسمية– من الفعاليات الثقافية اليومية العديدة إن لم أبالغ! بعضها يناسب عاداتنا وتقاليدنا وديننا وبعضها تناسبهم!

في كل عام أزور معرض الشارقة للكتاب لاتساع عناوين الكتب المعروضة فيه، والأهم عندي الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض، وفي كل عام أكرر في "تويتر" انتقادي لمعرض الكويت للكتاب لقلة الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تجرى في المعرض، هذه السنة وللأسف لم أتمكن من زيارة معرض الكويت للكتاب ولا حضور الأنشطة المميزة الموجودة مثل أنشطة المجلس الوطني للثقافة، وكذلك مشروع الجليس، ودوافع، والأنشطة التاريخية التي يقوم عليها مركز "مؤرخ" @MuarrikhCentre ومركز "دروب" @doroub.

مركز "مؤرخ" هو مجموعة تطوعية غير ربحية مهتمة بنشر الوعي التاريخي لدى المجتمع من خلال إقامة أنشطة ثقافية ومحاضرات توعية عن دور التاريخ وأهميته في حياتنا، وهذه الفعاليات لا تقتصر على حقبة تاريخية معينة بل تتعداها لنشر الوعي في مجالات التاريخ المتعددة القديم منها والحديث، ففي متابعة بسيطة لحسابهم في "تويتر" ستجد التنوع الجميل بين المقالات العلمية الأكاديمية والتسجيلات التاريخية النادرة المفيدة، وأخيرا المقالات الصحافية الجميلة التي تناسب الجميع. المركز لا يتوقف عند قضية نشر الوعي من خلال المحاضرات و"تويتر" بل هو يقدم خدمة تواصل مجانية عن طريق "الواتساب"، وينشر التاريخ بجهود تطوعية فردية لمجموعة من الشباب يحملون همّ التاريخ وشغف نشر العلم. المؤلم في الحقيقة أن مكانهم الذي يعرضون فيه تجربتهم في معرض الكتاب الحالي تكاليفه من حر أموالهم! وهنا التساؤل أين الشركات ودور النشر الكويتية وكذلك المؤسسات الحكومية من دعم مثل هذه المشاريع الثقافية الجميلة غير الربحية في عصر الكب كيك والبستاشو!

في الجانب المقابل نجد مركز "دروب"، وهو مركز تاريخي ربحي يسعى إلى نشر ثقافة السياحة الثقافية التاريخية، فالقائمون على نشاط دروب لديهم شغف في تطوير نشاطهم، إذ بدأت رحلاتهم لإسبانيا كما هو واضح من عنوان مركزهم وتوسعت اليوم لتشمل الأرجنتين، والبيرو، والمغرب، والكويت، ومكة، وإيطاليا ويبدو أنهم سيتوسعون قريبا ليصلوا إلى مصر والبوسنة، كما هو موضح في موقعهم على الإنترنت. مثل هذه الثقافة السياحية مطلوبة في مجتمع مثل الكويت والخليج العربي بشكل عام، فمن نعم الله علينا وجود الأموال وتوافرها بشكل كبير والكثير من الأسر الخليجية تسافر سنويا للسياحة لكنها سياحة ناقصة في الغالب، إذ تقتصر على المجمعات والمقاهي وبعض الأنشطة الترفيهية ويفوتهم خلال زيارتهم لهذه البلدان التعرف على حضارتهم وثقافات شعوب أخرى مختلفة، ولهذا دعم مركز دروب أحد أهم واجباتنا كمواطنين خليجيين، فباعتقادي أن الذهاب في سياحة تاريخية ثقافية ولو لمرة واحدة في العلم على سبيل التجربة أمر ممتع.

أتمنى أن تجد الأنشطة غير الربحية في المقام الأول الدعم من الجهات الحكومية والشركات التجارية، إذ إن جهود هؤلاء الشباب يجب أن تجد الدعم والتشجيع، ومثل هذه الجهود التطوعية شيء يدعو للفخر والاعتزاز، وثقافة وقف الوقت يجب أن ننميها في عقول شبابنا وشيبنا، فما أجمل التطوع وخدمة الآخرين ولن ننسى الأجر العظيم من الله عز وجل لمثل هذه الأعمال، ولذلك أوصي كل قارئ للمقال بزيارة صفحة مركز مؤرخ والمراكز التطوعية الأخرى وتشجيع القائمين عليها ولو بكلمة، أما مركز دروب فأتمنى لهم التوفيق هم وجميع المراكز الثقافية الربحية وأدعو نفسي وجميع السائحين في ربوع العالم أن تكون إحدى الرحلات التي نسافرها ثقافية مع مركز دروب أو من خلال تصميم جدول سياحي ثقافي لأنفسنا.

شوارد:

"الناس الذين يعملون معا يحققون الفوز، سواء كان ذلك ضد دفاعات كرة القدم المعقدة، أو مشاكل المجتمع الحديث".

 فينس لومباردي.

back to top