عبدالرحمن السميط و«بيل غيتس»

نشر في 01-12-2015
آخر تحديث 01-12-2015 | 00:05
 يوسف عبدالله العنيزي رجل الأعمال والمبرمج الأميركي الشهير ومؤسس شركة مايكروسوفت "بيل غيتس"، الذي أسس عام 2000 باسمه واسم زوجته مؤسسة خيرية تُعنى بأعمال الخير في المجالات الطبية ومكافحة الأمراض وتطوير التعليم وزيادة المنح الدراسية، وتقدر المبالغ التي قامت المؤسسة بإنفاقها حتى الآن بـ(29) مليار دولار، قام هذا المبدع بكتابة مقال مطول تحدث فيه عن المغفور له الدكتور عبدالرحمن السميط، مشيداً بدوره في نشر الخير والسلام في العالم، مجسداً كطبيب ورجل محب للخير تقاليد دولة الكويت وأهلها بالكرم والعمل الخيري الإنساني؛ مما دعا الأمم المتحدة وأمينها العام لمنح سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، لقب "قائد الإنسانية" عن جدارة واستحقاق.

أشار السيد "بيل غيتس" في مقاله إلى قيام د. السميط بإنشاء جمعية "العون المباشر" التي استطاعت على مدى ثلاثين عاما من إنشائها بناء أكثر من (800) مدرسة و(200) عيادة طبية وأكثر من (200) مركز تدريب للمرأة إضافة لحفر الآلاف من الآبار وإقامة الكثير من المشاريع الخيرية.

لقد سعدت بمقابلة د. عبدالرحمن السميط، رحمه الله، في مدينة سراييفو عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك عندما كنت أتولى منصب سفير محال لدولة الكويت لدى تلك الدولة الصديقة، استفسرت من د. السميط عن إمكانية فتح مكتب لمنظمة "العون المباشر" الخيرية في سراييفو، نظر إليّ رحمه الله وأخرج تنهيدة من قلب تعلق بحب الخير وصدق المشاعر قائلاً: "أخي بوعبدالله أصدقك القول بأن الألوان الفاتحة لا تحرك مشاعري بقدر تلك الألوان الداكنة".

 لكم كان يتألم لمنظر تلك الطيور الجارحة وهي تحوم في السماء في انتظار موت ذلك الطفل لتلتهم ما تبقى من عظامه، أو موت ذلك الرجل الذي التصق بطنه بظهره ونهش وحش الجوع جسده، أو خطف ذلك الطفل من حضن أمه بعد أن أسلم الروح، فلم تستطع أن ترضعه بعد أن جف ضرعها.

 هنيئا لك "أبا صهيب" مثواك في جنان الخلد بإذن الله برفقة الصديقين والشهداء، فقد أحييت النفس البشرية، فلكم أطعمت من الأفواه الجائعة، وكسوت الملايين من الأجساد العارية وصارعت الأمراض والأوبئة، لقد نذرت حياتك في سبيل الله وأعمال الخير، لم تمتشق الرشاش وتشد الحزام الناسف على جسدك، لم تقتل وتدمر وتفجر المساجد ومن فيها من الركع السجود، لم تروع الآمنين وتجز الرؤوس وتزرع الخوف في النفوس، وستبقى ذكراك الطيبة وسيرتك العطرة دائما معنا ومحل إطراء من مشاهير العالم... رحمك الله وأحسن جزاءك.

والدعاء دائما للمولى القدير أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

«يحيي العظام وهي رميم»

لم أكن أنوي الكتابة حول الموضوع، فأحسن الرد على مثل هذه المغالطات والأكاذيب هو تجاهلها، ولكني وجدت أن هناك بعض المغالطات التي لا يمكن السكوت عنها، ففي برنامج "من الذاكرة السياسية" الذي تبثه محطة "العربية" استضاف البرنامج السيد ناجي صبري الحديثي وزير خارجية نظام صدام حسين، فما إن بدأ البرنامج حتى بدأ الطفح بالأكاذيب التي سادت تلك الحقبة السوداء من تاريخ المنطقة، وقيام ذلك النظام الجائر بالغزو الغادر لدولة الكويت الغالية، فحرب تحرير الكويت أطلق عليها الوزير "الحرب الكونية الأولى على العراق بقيادة أميركا"، شارك فيها أكثر من مليوني جندي من أغلب دول العالم، ناسياً أو متناسياً أسباب تلك الحرب، وليس في ذاكرة معاليه مكان لما حدث في الكويت من تدمير وقتل واعتداء على الحرمات.

 ثم أشار الوزير إلى أن النظام العراقي في ذلك الوقت قام بوضع سلاح الجو العراقي "أمانة" لدى جمهورية إيران الإسلامية نظراً لأن دول المنطقة الأخرى غير قادرة على حمايته، ونسأله: هل كان يتوقع أن تقوم مثلا دولة الكويت أو المملكة العربية السعودية أو أي الدول الخليجية بحماية سلاح الجو العراقي في الوقت الذي كانت فيه جيوش صدام حسين تعيث فسادا، وتهدد دول الخليج بلا استثناء، ويأتي على قمة تلك المغالطات تأكيده أن نظام صدام حسين قد انتهج بكل قوة مبدأ "عدم التدخل" في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا أعتقد أن هذا الطرح يحتاج إلى رد.

ثم عتاب محب لمحطة "العربية" لبث مثل هذه الأكاذيب وهي التي تسعى جاهدة لاتباع سبيل المصداقية.

back to top