دعوات للتظاهر في بريطانيا واسبانيا رفضاً للمشاركة بضربات جوية على سورية

نشر في 28-11-2015 | 13:51
آخر تحديث 28-11-2015 | 13:51
No Image Caption
دعي الآلاف إلى التظاهر في لندن السبت احتجاجاً على دعوة بريطانيا للمشاركة في الحملة الجوية على تنظيم داعش في سورية والتي يُفترض أن يصوت بشأنها البرلمان الأسبوع المقبل.

وتنظم التظاهرة غداة دعوة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون البرلمان الخميس إلى تأييد توجيه ضربات جوية في سورية استجابة لطلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بريطانيا إلى دعم الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ووجه الرئيس الفرنسي نداءً إلى النواب البريطانيين من أجل "التضامن" مع فرنسا والموافقة على التدخل في سورية بعد حفل تكريم ضحايا اعتداءات باريس الـ 130 توعد خلاله بتدمير "جيش المتطرفين" الذي يقف وراء العنف الذي ضرب العاصمة الفرنسية قبل أسبوعين.

لكن ذكرى التدخل البريطاني في العراق وأفغانستان في ظل رئاسة توني بلير للحكومة ما زالت ماثلة في الأذهان.

ودعا ائتلاف أوقفوا الحرب -- الذي قاد تظاهرات ضد التدخل البريطاني في العراق -- إلى مسيرة كبيرة في لندن احتجاجاً على هذه الخطوة يتوقع أن يشارك فيها الآلاف، ويخطط المنظمون للتوجه إلى داونينغ ستريت مقر الحكومة بعد ظهر السبت.

وتشكل هذه التظاهرة اختباراً لحزب العمال المعارض المنقسم بشأن تأييد أو معارضة الضربات، فزعيم الحزب جيريمي كوربن الرئيس المشارك السابق في ائتلاف "أوقفوا الحرب" يعارض التدخل في سورية لكن عدة نواب عماليين أعلنوا أنهم سيؤيدون التدخل في سورية.

وقال الائتلاف في بيان الدعوة للتظاهر أن "التصويت على التدخل البريطاني في سورية سيجري الأسبوع المقبل، أحداث باريس الرهيبة جعلت من المرجح تمرير القرار، ولكن هذه الضربات لن توقف الهجمات الإرهابية، أوقفوا الحرب تعارض الحل العسكري".

ومن المقرر تنظيم عدة تجمعات في بريطانيا أهمها أمام مقر الحكومة في لندن.

ووقعت عدة شخصيات بينهم السينمائي كين لوتش والموسيقي براين اينو رسالة مفتوحة ضد التدخل ستسلم إلى ديفيد كاميرون الذي ضاعف مساعيه بعد اعتداءات باريس ويقول المقربون منه أنهم واثقون من قدرتهم على اقناع النواب.

ويعود تصرف كاميرون بحذر إلى الإهانة التي عرفها في 2013 عندما عارض البرلمان التدخل في سورية ضد نظام بشار الأسد حينها، وكذلك التدخل في حرب اسقاط صدام الذي أثار استياء الرأي العام وقسم من الطبقة السياسية.

اسبانيا

كذلك دعا ناشطون اسبان إلى احتجاجات سلمية ضد المشاركة المحتملة في الحرب اليوم السبت فيما لا تزال البلاد تعاني من تبعات الهجمات المتطرفة بعد تدخلها في حرب اسقاط صدام عندما أوقعت في 2004 تفجيرات قطارات 191 قتيلاً.

واعتبرت الهجمات حينذاك رداً على قرار رئيس الوزراء انذاك خوسيه ماريا اثنار الانضمام إلى اجتياح العراق بقيادة الولايات المتحدة.

ودعت شخصيات تضم رئيس بلدية برشلونة ادا كولاي ورئيس رابطة ضحايا تفجيرات مدريد بيلار مانخون إلى احتجاجات سلمية في البلاد تنديداً بالمشاركة في الحرب.

وحمّل بيانهم الإلكتروني أكثر من 28 ألف توقيع بينما تقرر اجراء تظاهرات في مدريد وبرشلونة واشبيلية وفالنسيا إضافة إلى مدن أخرى.

زمرة من القتلة

وقال هولاند الخميس في حفل تكريم ضحايا اعتداءات باريس "أعدكم جميعاً أن فرنسا ستبذل كل ما بوسعها لتدمير جيش المتطرفين الذين ارتكبوا هذه الجرائم، وأكد على أن فرنسا لن ترضخ "للخوف ولا للكراهية"، مديناً "زمرة من القتلة" يتحركون "باسم قضية مجنونة وإله يخذلونه".

ثم ألقى كلمة بعد ذلك في قمة رابطة الكومنولث في مالطا دعا فيها المشرعين البريطانيين إلى دعم فرنسا في تدخلها في سورية.

وقال "لا يسعني إلا أن أدعو جميع النواب البريطانيين، تضامناً مع فرنسا وخصوصاً أيضاً إدراكاً منهم لمكافحة الإرهاب، إلى الموافقة على التدخل" في سورية.

وقد حصل هولاند على دعم ألمانيا التي ساهمت بطائرات استطلاع من طراز تورنادو وفرقاطة بحرية و650 جندياً لدعم القوات الفرنسية في مالي.

وأعلنت فرنسا أن الدول الـ 27 الشريكة في الاتحاد الأوروبية وعدت بالمساعدة بشكل ما في ضرب تنظيم الدولة الإسلامية لكن رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي بقي غامضاً في هذا الخصوص.

تحالف كبير

إن كان الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين أكدا رغبتها في "تكثيف" عمليات القصف الجوي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية وتنسيقها بشكل أفضل، فإن فكرة تشكيل "تحالف كبير" بمبادرة هولاند تصطدم بعقبات لاسيما الخلاف بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي تطالب باريس وواشنطن برحيله فيما تقدم له موسكو كل الدعم.

وللمرة الأولى طرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فكرة مشاركة قوات النظام السوري في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "في إطار الانتقال السياسي"، في تصريح رحّب به نظيره السوري وليد المعلم.

وأكد المعلم "نحن منذ بداية الأزمة في سورية كنا نقول أن أوروبا اخطأت بالتعاطي مع هذه الأزمة، وبأن الإرهاب سيرتد على داعميه، ومع الأسف كانت بريطانيا وفرنسا الدولتان اللتان تقودان الجهد الأوروبي ضد الحكومة الشرعية في سورية"، مضيفاً "الآن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي".

لكن اسقاط تركيا (العضو في حلف شمال الأطلسي والتحالف المعادي لتنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة) بحجة انتهاك مجالها الجوي، زاد تعقيد مساعي تشكيل تحالف واسع.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة أنه يريد لقاء بوتين "وجهاً لوجه" على هامش قمة المناخ الأثنين في باريس للتحدث بشأن هذا الحادث الذي تسبب بتوتر شديد بين البلدين.

وكان أوباما دعا الأسبوع الماضي نظراءه إلى المجيء إلى باريس ليظهروا بأن العالم لا يخاف "الإرهابيين".

وأبلغت فرنسا هذا الأسبوع مجلس أوروبا بأنها "ستخالف الاتفاقية الأوروبية لحقوق الانسان" مع حالة الطوارىء التي قررتها بعد اعتداءات باريس.

وفي ما يتعلق بالتحقيق ما زالت مطاردة مشتبه بهما رئيسيين مستمرة خاصة في بلجيكا حيث وجهت التهمة إلى شخص سادس الجمعة على علاقة بالاعتداءات.

back to top