بالعربي المشرمح: ردة المثقفين العرب!

نشر في 28-11-2015
آخر تحديث 28-11-2015 | 00:09
 محمد الرويحل في السابق كان معظم المثقفين العرب يقدمون الحلول لأغلب المشاكل التي يتسبب بها السياسي، كما كانوا ينتقدون الظواهر السلبية التي تصدر من رجال الدين دون محاباة لانتمائهم أو طائفتهم، وكانوا لا يكترثون للمكاسب السياسية أو الدينية أو الدنيوية، وهمهم الوحيد كان مصلحة الشعوب وأوطانهم، الأمر الذي نتج عنه نخبة مثقفة مبدعة وضعت بصماتها على فكر الشعوب العربية المضطهدة، أما اليوم فلا نرى وجوداً لهؤلاء المثقفين إلا ما ندر، حيث استطاعت الأنظمة خلق حفنة أطلقت عليها مجازاً اسم "المثقفين"، وهيأت لهم السبل لكي يحلوا محل المثقفين الحقيقيين، لذلك نجد اليوم الكثير منهم يمجد الأنظمة ويهاجم الشعوب ويتهمها بالغوغائية والفوضوية، كما أنهم يدافعون عن الطائفية والعنصرية بشكل واضح دون مراعاة مصلحة الوطن العليا ووحدة المجتمع، وأصبح المثقف اليوم يحابي رجل الدين المنتمي لطائفته بينما يهاجم الآخر وينتقد رجل السياسة الإصلاحي، ويغض الطرف عن سراق المال العام، ولا يتحدث عن أخطاء السلطة، حيث لم نجد اليوم منهم من يدافع عن حقوق مجتمعاتهم في العيش الكريم وتحقيق العدالة الاجتماعية والمطالبة بالحرية والديمقراطية. وما يثير الحيرة تلك التحولات الغريبة لدى معظم المثقفين العرب في الآونة الأخيرة وتناقضهم قولاً وفعلاً، حيث انقلب بعضهم من منبر يدعو للحرية والعدالة والتسامح إلى أداة للسلطة يبرر قمعها وانتهاكها لحقوق الإنسان ويدافع عن خرقها للقانون وتعسفها مع المعارضة والمواطنين، حتى أصبحوا جزءاً من حالة عدم الاستقرار التي يعانيها المواطن العربي، بل باتوا جزءا من الفوضى في معظم بلدان العرب، ولم نعد نرى ذلك المثقف المدافع عن المبادئ السامية والحق والعدل، ولا نشاهد أحدهم يكتب عن الفساد المستشري بأروقة السلطة، أو يدافع عن الحريات والعمل المؤسسي والإصلاح، فهم إما صامتون أو مشاركون في ما نحن عليه اليوم.

يعني بالعربي المشرمح:

هناك ردة واضحة لبعض المثقفين العرب ظهرت بعد أحداث الربيع العربي، لينقلبوا على مبادئ الحرية والعدالة ويجعلوا من أنفسهم أدوات للتخلف والقمع والدكتاتورية مدافعين عن السلطة الفاسدة ومنتقدين الإصلاح ورجالاته ويعيشون مرحلة حرجة من التناقض والمصلحة الشخصية على حساب مبادئهم ومصلحة أوطانهم، وسيسجل التاريخ هذه الحقبة من الزمن التي انتكس فيها المثقف العربي وارتد عما كان يتبناه من مبادئ.

back to top