تركيا تسقط مقاتلة روسية على حدودها مع سورية بوتين: طعنة بالظهر ستكون لها عواقب خطيرة

نشر في 25-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 25-11-2015 | 00:01
• الجيش التركي: مقاتلة «سوـ 24» انتهكت الأجواء وأنذرناها 10 مرات لأكثر من 5 دقائق

• وزارة الدفاع الروسية: الطائرة أسقطت بمضاد أرضي بعمق 4 كم داخل الحدود السورية

• المعارضة التركمانية تعلن قتل الطيارين بالرصاص... ومسؤول تركي يؤكد بقاءهما على قيد الحياة

• داود أوغلو: من حقنا الدفاع عن أجوائنا
• «الأطلسي» يجتمع لبحث التطورات
• دعوات دولية إلى الهدوء
في أكبر حدث تشهده الحدود التركية ـ السورية، أسقطت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، أمس، مقاتلة تابعة لسلاح الجو الروسي من طراز «سوخوي-24»، في حادثة هي الأولى منذ بدء موسكو شن ضربات جوية بسورية في 30 سبتمبر بطلب من حليفها الرئيس بشار الأسد. وعلى الفور، صب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جام غضبه على تركيا ووصفها بـ «شريكة الإرهابيين»، وهددها بعواقب وخيمة.

وأثار الحادث الخطير تساؤلات عدة، بشأن مدى انعكاسه على مسار فيينا التفاوضي، وعلى مساعي فرنسا لتشكيل تحالف واسع ضد «داعش»، تشارك فيه موسكو.     

عشية الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أنقرة في محاولة لتحسين العلاقات وإيجاد مقاربة مشتركة للتوصل إلى حل النزاع في سورية، أعلنت الرئاسة التركية، أمس، إسقاط مقاتلة روسية من طراز "سوخوي -24"، مؤكدة أنها انتهكت المجال الجوي عشر مرات خلال خمس دقائق.

وقالت الرئاسة التركية، في بيان، إن "الطائرة الروسية أسقطتها مقاتلتان من طراز إف 16 طبقاً لقواعد الاشتباك بعدما حلقت في المجال الجوي التركي على الرغم من التحذيرات".

وأطلع الجيش التركي الرئيس رجب طيب أردوغان بما حدث وأجرى اتصالات هاتفية مع عدد من الجهات وأمر رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بإجراء مشاورات مع حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة والدول المعنية.

وبينما أشارت تقارير إلى أن الطيارين تمكنا من القفز من الطائرة، حيث أظهرت مشاهد بثها التلفزيون التركي مظلتيهما تتجهان نحو الأرض، أعلنت شبكة "سي إن إن تورك" أن أحدهما أسره مسلحو المعارضة السورية التركمانية في الجبال القريبة من الحدود مع تركيا بمواجهة محافظة هاتاي، في حين بثّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات لجثة الطيار الآخر.

مصير الطيارين

وبينما أظهرت لقطات فيديو صورها هاو الطائرة تسقط في منطقة غابات جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي والنيران تشتعل فيها ويتبعها عمود طويل من الدخان، أكد نائب قائد لواء تركماني في سورية، لاحقاً، أن قواته قتلت بالرصاص الطيارين الروسيين اللذين هبطا بالمظلة عقب إسقاط طائرتهما.

وقال فادي أحمد المتحدث باسم "الجبهة الساحلية الأولى"، إحدى الفصائل المقاتلة في ريف اللاذقية الشمالي، "إن الطيار الروسي قتل إثر اطلاق النار عليه أثناء سقوطه بمظلته" في منطقة جبل التركمان.

وأوضح عمر الجبلاوي، المتحدث باسم تجمع "ثوار سورية"، وهو تجمع إعلامي معني بمتابعة أخبار الفصائل المقاتلة، أن "اللواء العاشر نقل جثة القتيل الروسي إلى غرفة عمليات مشتركة بين الفصائل" لم يحدد موقعها.

استهداف مروحية

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن "مروحيات روسية تمشط المنطقة الفاصلة بين جبل التركمان وكسب، وهو المكان الذي يعتقد أن الطيار الروسي الثاني سقط فيه"، مشيراً إلى "هبوط مروحية روسية اضطرارياً في منطقة تابعة لقوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي بعد إطلاق فصائل لإسلامية النار عليها ما أدى إلى تضررها".

وبحسب عبدالرحمن، كانت المروحية "تشارك في العمليات العسكرية عند المنطقة الحدودية مع تركيا".

ونقلت وكالة «وريترز» عن مسؤول تركي تأكيده ان الطيارين على قيد الحياة وان بلاده تبذل جهوداً للافراج عنهما.

حماية الحدود

وبرر رئيس الوزراء التركي قرار القوات المسلحة بأن من "واجب" تركيا القيام بكل ما بوسعها لحماية حدودها.

وقال داود أوغلو، في كلمة ألقاها في اليوم الوطني للمدرسين، "يجب أن يعلم الجميع أن من حقنا المعترف به دولياً ومن واجبنا الوطني اتخاذ جميع التدابير اللازمة ضد كل من ينتهك مجالنا الجوي أو حدودنا"، مضيفاً: "أمتنا الموقرة يجب أن تعرف أننا لن نتردد لحظة، في اتخاذ التدابير الضرورية".

المجال السوري

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، التي تقوم بحملة ضربات جوية مكثفة ضد أهداف في الشمال السوري، أن "طائرة سوخوي 24 تابعة لسلاح الجو الروسي في سورية تحطمت اليوم (أمس) في الأراضي السورية بسبب هجوم من الأرض"، مؤكدة أن الطائرة "كانت موجودة في المجال الجوي السوري حصراً".

وأوضحت الوزارة، أن مصير الطيارين لم يعرف بعد "لكن المعلومات الأولية تفيد بأنهما نجحا في القفز"، مشيرة إلى أن مروحيات روسية تحلق فوق الأراضي السورية في محاولة للبحث عنهما.

أزمة دبلوماسية

وعبرت الحكومة التركية عن غضبها من حملة الضربات، قائلة إن هدفها تعزيز نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأنها أدت إلى نزوح الآلاف من التركمان السوريين، لكن روسيا تؤكد في المقابل أن الحملة الجوية تهدف إلى ضرب جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

ووسط مخاوف من أزمة دبلوماسية، دعت تركيا حلف شمال الأطلسي مساء أمس إلى عقد اجتماع طارئ، لإطلاع الحلفاء على إسقاطها الطائرة الروسية.

وعلى الفور، أعلن الحلف، الذي يضم 28 دولة، أنه يتابع "الوضع عن كثب"، وأنه "على اتصال مع السلطات التركية".

كما استدعت وزارة الخارجية ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لإطلاعهم على مسألة إسقاط طائرة عسكرية روسية.

رد بوتين

وشنّ الرئيس فلاديمير بوتين هجوماً عنيفاً على الأتراك، مشدداً على أن إقدامها على إسقاط المقاتلة الروسية سيخلف "عواقب خطيرة" على العلاقات بين البلدين.

ووصف بوتين، قبل اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبدالله في منتجع سوتشي على البحر الأسود، العملية التركية بأنها "طعنة في الظهر نفذها شركاء الإرهابيين"، مضيفاً أن "الطائرة هوجمت داخل سورية عندما كانت على بعد كيلومتر من المجال الجوي التركي وسقطت على مسافة أربعة كيلومترات عن الحدود في الأراضي السورية".

وإذ قال إن "طائرتنا وطيارونا لم يكونوا يشكلون أي تهديد لتركيا وتعاملنا معها ليس فقط كدولة جارة بل وكبلد صديق، وبالتأكيد سنحلل كل ما جرى"، شدد بوتين على أن بلاده "لن تسكت على مثل هذه الجريمة".

وأوضح الرئيس الروسي أن الطائرة الروسية "كانت تقوم بملاحقة الإرهابيين الروس المنضوين تحت لواء الجماعات المسلحة في شمال اللاذقية بسورية"، معتبراً أن توجه تركيا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) "يعني تجنيد الحلف لخدمة داعش والإرهاب".

زيارة واستدعاء

وفي حين ألغى وزير الخارجية الروسي، الذي اعتبر التهديد الإرهابي في تركيا لا يقل عن التهديد الإرهابي في مصر، زيارة كانت مقررة اليوم إلى أنقرة في محاولة لتحسين العلاقات الروسية- التركية وإيجاد مقاربة مشتركة للتوصل الى حل النزاع في سورية، استدعت وزارة الدفاع الروسية الملحق العسكري التركي، بحسب المكتب الإعلامي للبعثة الدبلوماسية لدى روسيا.

وقبل ذلك، استدعت وزارة الخارجية التركية القائم بأعمال السفارة الروسية في أنقرة سيرغي بانوف لبحث الأزمة بدلاً من السفير أندري كارلوس "بسبب تواجد الأخير في إسطنبول للقيام بتحضيرات قبيل زيارة لافروف إلى تركيا.

وفي وقت سابق، وصف الكرملين حادث الطائرة بالأمر الخطير جداً، مشيرا أنه من السابق لأوانه تقديم تقييمات حول تحديد الصورة الكاملة لكافة الملابسات.

وأصر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على أن الجانب الروسي يملك معلومات مؤكدة تدل على أن طائرة "سو-24" كانت ضمن الأجواء السورية حين أسقطت، وهذا ما سجلته وسائل المراقبة الإلكترونية، نافياً بشكل قاطع اختراق الأجواء التركية.

«خطير للغاية»

وبعد وقوع الحادث، اعتبرت بريطانيا أن "الأمر بالغ الخطورة".

ودعت برلين والأمم المتحدة وبريطانيا وباريس إلى الهدوء.

وقال مسؤول تركي، إن الواقعة لا تمثل إجراء ضد دولة بعينها لكن خطوة للدفاع عن سيادة الأراضي التركية وفقاً لقواعد الاشتباك، في حين أفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية بأن القوات الأميركية لم تتدخل في الواقعة، رافضاً تقديم أي تفاصيل أخرى.

(دمشق، أنقرة، موسكو، بروكسل، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top