فضيحة المراهنات: رياضيون وقانونيون يطالبون بالحزم والتعامل الجاد

لقي ما نشرته «الجريدة» في عددها الصادر أمس عن انتشار ظاهرة المراهنات والتلاعب بالنتائج في الوسط الكروي الكويتي تحت عنوان «الجريدة تدق ناقوس الخطر: المراهنات توجه بوصلة النتائج المحلية»، ردود أفعال قوية من قبل خبراء ومسؤولين رياضيين وقانونيين.

ردود الفعل هذه جاءت لأننا في مجتمع محافظ تحكمه العادات والقيم والمبادئ التي جبلنا عليها إلى جانب القوانين، ومثل هذه القضايا من مراهنات وتلاعب بالنتائج ستجهز على الأخضر واليابس في الرياضة الكويتية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، اللتين تعانيان بقوة في الوقت الراهن سواء لضعف الإمكانات أو بسبب تعليق النشاط على المستوى الخارجي من اللجنة الاولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم، كما أجهزت من قبل على أندية كبيرة وشهيرة ولاعبين أكفاء كان يشار إليهم بالبنان في العديد من دول العالم.

«الجريدة» بدورها تواصل دق ناقوس الخطر وتعليق الجرس لجميع المسؤولين عن هذه القضية من خلال الاستماع لجميع الآراء في محاولة منها للإسراع بتداركها وإيجاد الحلول الناجعة للقضاء عليها والحد من انتشارها، قبل أن نجني جميعا ثمارها السلبية في المستقبل القريب، وأولها الإطاحة بلاعبين وحكام وإداريين إلى الهاوية، وهم الذين ينظر إليهم الأطفال والشباب على أنهم قدوة حسنة بالنسبة لهم. فإلى جميع الآراء:

البلام: أبلغت الاتحاد سابقاً وكان الرد «روح اشتكي ما نقدر نسويلك شي»

قال نائب رئيس جهاز الكرة السابق في النادي العربي خليل البلام انه أثار سابقا قضية المراهنات والتلاعب بالنتائج، الا ان الجهات المسؤولة لم تحرك ساكناً لاتخاذ التدابير اللازمة لحل هذه الأزمة الرياضية الخطيرة التي من الممكن أن تعصف بما تبقى من الكرة الكويتية.

وأشار البلام إلى انه توجه الى اتحاد كرة القدم في وقت سابق للتقدم بشكوى ولفت نظر مسؤوليه إلى التلاعب بالنتائج، الذي حصل في الموسم الماضي وأثر بالسلب على نتائج النادي العربي في بطولة الدوري، الا ان رد هؤلاء كان "روح اشتكي ما نقدر نسويلك شي"، مؤكداً ان القضية تدار بشكل واسع من خلال اجتماع اعداد كبيرة من اللاعبين قبل موعد المباراة لاختيار نتيجتها والمراهنة عليها، بالإضافة الى تواجد عدد كبير من السماسرة الوافدين يديرون تلك العمليات في عدة مقاهٍ، ويلاقون اقبالاً كبيراً من الجماهير.

وأضاف: "على الاتحاد الكويتي إحالة المشكلة الى الاتحاد الآسيوي أو التعاقد مع إحدى الشركات المختصة في الكشف ومراقبة مثل هذه الجرائم والتلاعب، والقيام بما قام به الاتحاد الآسيوي سابقا في قضية مشابهة في احدى الدول"، مشيراً إلى ان الاتحاد الكويتي يمتلك القدرة المادية على التعاقد مع مثل هذه الشركات التي ستضع حداً لمثل هذه القضايا التي تمس الرياضة في جميع دول العالم، وبالتأكيد سيحصل على دعم ومساندة الاتحادين الآسيوي والدولي.

العبدالله: القضية تثير مسؤولية جزائية وإدارية

أكد عضو مكتب أركان للاستشارات القانونية، المحامي حسين العبدالله، أن القضية التي اثارتها "الجريدة" أمس حول المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات، والتي تثير تورط عدد من اللاعبين والمسؤولين، وأدت الى تغيير نتائج المباريات والقرارات الصادرة في الملعب، تثير مسؤولية جزائية وادارية لو صحت بحق المتورطين في هذه القضية، وأسندت لهم جرائم الغش والتزوير في النتائج والقرارات الخاصة بهذه المباريات.

وأوضح العبدالله أن هذه القضية تستلزم تحقيق هيئة مكافحة الفساد لأنها احدى وقائع الفساد التي تلحق بالنتائج أو حتى القرارات التي صدرت في تلك المباريات، لافتا إلى ان هيئة الفساد في حال ارتأت سلامة المعلومات وتورط الاشخاص فإنها ستحيل الملف الى النيابة العامة التي بدورها ستحيل الأمر الى القضاء.

وذكر أن هذه المعلومات تثير مسؤولية إدارية من قبل الجهات الرقابية على الشأن الرياضي في الكويت وتستلزم التحقيق فورا للتأكد من وجود روابط حقيقية بين ما يتم من مراهنات وبين نتائج المباريات، وإحالة من يثبت تورطه الى القضاء.

الفودري: اجتماع طارئ للجنة الحكام

قال نائب رئيس لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم مشعل الفودري، إنه فوجئ بهذه القضية التي أثيرت من قبل "الجريدة" والتي تمس الرياضة الكويتية عموماً وكرة القدم خصوصاً، مؤكداً أن جميع القائمين على الاتحاد الكويتي يرفضون تماماً هذه الأمور وسيحاربون من أجل إعادة الأمور السليمة إلى نصابها الصحيح في هذه القضية.

وأشار الفودري إلى أن اجتماعاً طارئاً سيعقد من قبل لجنة الحكام يتم خلاله اللقاء مع إدارة التحكيم، للبدء في العمل على كشف هذه القضية وإحالة المسؤولين عنها إلى الجهات المعنية لاتخاذ التدابير اللازمة تجاههم.

وأشار الفودري إلى أن اللجنة لا تستطيع أن تشمل جميع الحكام لديها في التحقيق بهذه القضية لأن عددهم كبير جداً، ولا تستطيع أيضاً أن تستدعي أشخاصاً وتترك آخرين، مؤكداً أنه سيتم العمل على مراجعة جميع المباريات الماضية لحصر الأعداد بشكل كبير لتسهيل الوصول إلى الأطراف التي شاركت في هذا الفساد الرياضي.

المرزوق: عدم الاكتفاء بالعقوبات الرياضية

أكد رئيس نادي الكويت عبدالعزيز المرزوق أن عملية المراهنات والتلاعب بالنتائج ليست قضية سهلة ويجب ألا تمرّ مرور الكرام في حال ثبوتها فعلا بالأدلة، ويجب أن يحال كل من تورط فيها إلى النيابة العامة، وعدم الاكتفاء بالعقوبات الرياضية، لأنها خطر كبير في حال انتشارها مستقبلاً في المنطقة، مشيراً إلى أن جرائم المراهنات والتلاعب بالنتائج محرمة في كل دول العالم التي تتعامل بحزم مع هذا النوع من القضايا لذلك يجب عدم التهاون مع الأطراف التي تثبت إدانتها في هذه القضية.

وأضاف المرزوق أن متابعة هذه القضية لن تكون سهلة على أي جهة سواء كان الاتحاد أو جهة أخرى معنية، لكن يجب أن تكون هناك جدية بالتعامل معها، وأن يتم التكاتف والتعاون من قبل الجميع للوصول إلى حل سريع لهذه المشكلة، والانتهاء منها قبل انتشارها بشكل أكبر مما يصعب السيطرة عليها في المستقبل.

وأكد أن على الاتحاد الكويتي اتخاذ خطوات سريعة وإيصال هذه القضية إلى الجهات الأمنية للبدء في عمل تحقيقات على مستوى واسع خصوصاً أن المتلاعبين سيتوقفون عن ممارسة تلاعبهم في الوقت الحالي بعد انتشار القضية في الشارع الرياضي.

تقي: أين الاتحاد من هذه المعلومات؟

أعرب النائب الأول لرئيس الاتحاد الآسيوي السابق أسد تقي عن استغرابه الشديد من الحديث حول المراهنات والتلاعبات التي تحدث في الكويت، مؤكدا انها تعتبر كارثة على الكرة الكويتية وتاريخها.

وقال تقي: "أستغرب عدم علم اتحاد كرة القدم بهذه المعلومة او الممارسات التي تحصل في الملاعب"، مستدركاً بالسؤال: "أم إن هنالك علماً من قبل الاتحاد بالفعل ويتكتم على الموضوع؟". وأضاف: "لا أعرف كيف يمكن أن تصل هذه المعلومات الى مصادر خارج الاتحاد، وهذا الأخير لا يعلم؟ لكن هذا لا يدل الا على فشل كبير من قبلهم".

وأضاف: "من خبرة سابقة لأنني ترأست لجان تحقيق في الاتحاد الآسيوي ولجاناً تهم القارة الآسيوية، يجب التأكيد على ان الاتحاد الآسيوي تقع عليه مسؤولية كبيرة، لأنه لا يقبل ان تحدث مثل هذه الممارسات التي تعتبر كارثة ومصيبة مسيئة لاخلاقيات كل من يتعامل في الاتحاد الدولي لكرة القدم ومن حولهم في هذا المجال".

وأكد أن "الاتحاد الآسيوي لا يحتاج الى شكاوى محلية في حال أراد بدء تحقيق في مثل هذه القضايا، لأنه يعمل منذ فترة طويلة لمحاصرة ومحاربة مثل هذه الأمور والأوضاع الخاطئة التي من شأنها ان تدمر الرياضة بشكل كامل".

وأشار تقي الى ان دور الاتحاد الكويتي الآن هو البدء في التحقيق بالموضوع جدياً وعدم المجاملة، والتعرف على أطراف هذا التلاعب وتقديمهم الى العدالة، إذ إن الرياضة الكويتية ونتائجها المتردية لا تتحمل مثل هذه الكوارث التي من الممكن ان تنسف ما تبقى من اسم الكرة الكويتية والرياضة بشكل عام.

الرشدان: شطب الرياضيين المتورطين

طالب رئيس اللجنة الفنية السابق والمحلل الرياضي الحالي بتلفزيون الكويت عبداللطيف الرشدان بالضرب بيد من حديد لكل من ينزلق إلى طريق المراهنات المرفوضة دينياً واجتماعياً، لا سيما أنها لا تختلف كثيراً عن الرشاوى.

وقال الرشدان: "لا بد من تحويل أي واقعة تم إثباتها بالأدلة والبراهين إلى القضاء من أجل إعادة الأمور إلى نصابها السليم والصحيح".

وشدد على أنه في حال تورط أي رياضي بالأدلة والإثباتات الدامغة في المراهنات أو التلاعب بنتائج المباريات المحلية أو حتى الخارجية، فإنه يتعين على المسؤولين شطبه نهائياً، خصوصاً أن من يقع في براثن المراهنات يعلم جيداً آثارها السلبية عليه وعلى المجتمع قبله.

وتابع: "رياضاتنا تعاني بقوة في الوقت الراهن، ولا نريد أن تزيد معاناتها سواء من المراهنات أو غيرها، علينا مواجهة الأمر بعقلانية وبشدة في الوقت نفسه للإجهاز على تلك الظاهرة بشكل مبكر".

وزاد: "في الفترة الأخيرة شهدت الرياضة تشويهاً، فعلينا مواجهة المراهنات بقوة حتى لا تزداد الرياضة تشويها، ولابد أن نتعامل مع الأمور بشكل سريع لئلا تتفاقم".

وطالب الشباب والرياضيين بالابتعاد عن المراهنات وغيرها من الأمور المشبوهة حفاظاً عليهم وعلى القيم التي تعلموها من المجتمع الكويتي المحافظ الذي يرفض مثل هذا الأمر تماماً.