متى تكون آلام بطن طفلك خطيرة؟

نشر في 25-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 25-11-2015 | 00:01
No Image Caption
من المؤسف أن البصق والإمساك يشكلان من حين إلى آخر جزءاً لا يتجزأ من واقع حياة الطفل. وفق الأطباء «يعاني كل الأطفال من ارتجاع المريء بدرجات مختلفة، فضلاً عن بضعة أيام من الإمساك كل حين وآخر».

صحيح أن هذه العوارض قلما تكون سبب قلق، إلا أن ثمة إشارات أكثر خطورة، وإن كانت أكثر ندرة، قد تتجلى خلال الساعات إلى الأيام الأولى من حياة الطفل وقد تشير إلى عدد من الاضطرابات الخلقية. يشير الأطباء إلى أن لكل طفل حركة أمعاء خاصة به. ولكن إن كان الطفل يحظى بأقل من حركتي أمعاء في الأسبوع، ففي هذه الحالة لا بد من الشعور بالقلق.

يشير أطباء الاطفال عادة إلى عارضين بارزين هما من أبرز الأسباب الدافعة للقلق: تقيؤ أحضر اللون وتقيؤ مقذوف. يؤكد الأطباء أن هذين العارضين يشكلان دوماً إشارة إلى أن الطفل يعاني خطباً ما، وأن من الضروري طلب الرعاية الطبية في الحال. بالإضافة إلى ذلك، يشكل النمو المحدود أو التأخر في بلوغ الطول أو الوزن الطبيعي في كل مرحلة إشارة إضافية إلى حالة أكثر خطورة.

تشمل أمراض الجهاز الهضمي التي يعالجها الجراحون المتخصصون في طب الأطفال:

• الرتق، الذي يُعرّف بتضيق أو غياب جزء من الجهاز الهضمي. على سبيل المثال، من الممكن لرتق المريء، الذي يتصل بالرئتين أن يؤدي إلى تدفق سوائل المعدة إلى مجاري الهواء، ما يسبب التهاب الرئتين، العجز عن التغذي بشكل طبيعي، وفي بعض الحالات إجهاداً تنفسياً. أما الرتق المعوي، فيسبب تقيؤاً أخضر اللون. ومن الممكن أيضاً أن يكون انتفاخ البطن أحد عوارض هذه المشكلة الطبية.

• تضيق البواب، أو ازدياد سماكة العضلة حول الوصلة بين المعدة والاثني عشري بشكل غير طبيعي. نتيجة لذلك، يشعر الطفل عادة بالجوع، إلا أنه بعجز عن إبقاء حليب الأم أو الحليب الاصطناعي في معدته، ما يؤدي إلى التقيؤ المقذوف.

• تضخم القولون الخلفي، الذي يحدث نتيجة غياب الخلايا العقدية (خلايا عصبية تساعد الأمعاء على الاسترخاء وتسمح للطعام بمواصلة تحركه في الجسم).

• التشوه الشرجي المستقيمي الذي تكون فيه فتحة الشرج في غير موضعها الصحيح.

• سوء الاستدارة، وهو حالة خطيرة جداً لا تكون فيها الأمعاء في مكانها الصحيح، ما يسمح للأمعاء الدقيقة بالالتفاف والحد من إمداد الدم أو قطعه.

وحسب الحالة التي يشتبه بها طبيب الأطفال، قد يشمل التشخيص صوراً خاصة بالأشعة السينية أو صوراً تُلتقط للأمعاء بعد حقنها بمادة معينة. لكن هذه الحالات الواردة كلّها أعلاه تُعالج بالجراحة. تكون جراحة واحدة في بعض الأحيان كافياً للتخلص من المشكلة. ولكن في الحالات الأكثر تعقيداً، قد يحتاج الطفل إلى عدد من الجراحات. كذلك من الضروري زيارة عيادة طبيب الأطفال بانتظام للتأكد من سلامة الطفل على الأمد البعيد.

يشدّد أطباء الأطفال أيضاً على أنّ معظم هذه الحالات نادر نسبياً. على سبيل المثال، تصيب أشكال الرتق المختلفة نحو واحد من كل 4500 طفل، في حين أن تضيق البواب يُعتبر أكثر شيوعاً (نحو %1 من الأطفال). أما سوء الاستدارة، فأقل انتشاراً (واحد في كل 6000 طفل). ويؤكد الأطباء أنّ معظم هذه الحالات تُكتشف عموماً خلال اليوم الأول إلى اليومين الأولين من حياة الطفل قبل خروجه من المستشفى.

صحيح أن الطفل، الذي يتغذى وينمو، ويبلغ النقاط المفصلية في مراحل حياته بشكل طبيعي، لا يواجه عموماً أية مشاكل مماثلة، ولكن لا ضرر مطلقاً من الاتصال بطبيب الأطفال، في حال لاحظت ظهور عوارض غير اعتيادية.

back to top