تقييم المضافات الغذائية

يحتوي بعض المنتجات الغذائية الشائعة على عشرات المضافات والمواد الحافظة والمواد الملوِّنة... هل تطرح هذه العناصر تهديداً على الصحة؟

ما نفع المضافات الغذائية؟

تهدف المضافات أحياناً إلى تصحيح أو تحسين شكل المأكولات عبر المواد الملونة أو نكهتها عبر العطور الاصطناعية أو محسّنات الطعم. ويُستعمل عدد كبير منها بكل بساطة للحفاظ على المنتجات لأطول فترة ممكنة. منذ العصور الغابرة، كان أجدادنا القدامى يستعملون الملح الصخري مثلاً للحفاظ على اللحوم.

لا يزال هذا الملح جزءاً من المضافات المسموح بها اليوم (E252). لكن لا تكون جميع العناصر في مأكولاتنا كيماوية، فقد بدأ القطاع الغذائي يستبدل ببعض المواد الاصطناعية مضافات طبيعية.

هل هي مضرّة بالصحة؟

ما من تشريعات عالمية حول المضافات الغذائية، إذ يمكن أن تكون المنتجات الممنوعة في أوروبا مسموحة في الولايات المتحدة واليابان والعكس صحيح. لا يطرح بعض المضافات التي صادقت عليها {الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية} أي خطر على الصحة، لكن قد تصبح منتجات أخرى سامة عند استهلاكها بكمية مفرطة. في ما يخص هذه المواد، تحدد الهيئة الأوروبية جرعة يومية معينة. لكن يعارض بعض الدراسات العلمية التي أجرتها جمعيات استهلاكية تلك النتائج وتحذر من مخاطر بعض المضافات التي يمكن أن تسبب الربو والحساسية وحتى السرطان! لكن لا تزال التجارب ضئيلة في هذا المجال. قد تسبب مادة غير مؤذية وحدها اضطرابات عدة عند خلطها مع عناصر أخرى. يصعب رصد هذه التفاعلات وقد تبرز الحاجة إلى اختبار مختلف التركيبات المحتملة!

كيف يمكن التعرف عليها؟

يُفترض أن تفصّل المنتجات الغذائية تركيبتها على الغلاف، باستثناء الفاكهة والخضراوات الطازجة والأجبان والخبز والزبدة والحليب. تذكر المنتجات الأخرى المضافات التي تحتويها واسمها الشائع ورمزها الأوروبي. تفضل بعض شركات الإنتاج حذف الاسم العلمي أو الرمز الذي حددته {الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية} خوفاً من خسارة المستهلكين. في ما يلي بعض المعايير التي يمكن الاتكال عليها:

• من E100 إلى E180: مواد ملوِّنة.

• من E200 إلى E285: مواد حافظة.

• من E300 إلى E321: مضادات أكسدة.

• من E325 إلى E380: معدّلات الحموضة.

• من E400 إلى E495: عناصر مؤثرة على التركيبة (مستحلبات، مثبّتات...).

• من E620 إلى E650: محسّنات الطعم.

• من E908 إلى E950: مواد مُحَلّية.

مضافات يجب تجنبها

لا تكون المواد المُحَلية ضارة بقدر ما يظن الكثيرون. لكن يحذر خبراء الصحة في المقابل من عواقب استهلاك الأسبارتام (E951) وحمض السيكلاميك (E952) والكسرين (E954) والسكرلوز (E955) والنيوتام (E961). يُعتبر بعض المواد الحافظة خطيرة أو حتى سرطانية مثل النترات والنتريت اللذين يُستعملان في اللحوم المصنّعة. نظراً إلى غياب البيانات الدقيقة حول الجرعات الصحية، من الأفضل تجنب استهلاك كمية مفرطة من المنتجات الغنية بهذه المضافات. ثمة مواد حافظة مشبوهة مثل الكبريتات الموجود في الطحين والبنزوات المستعمل في المربى قليل الدسم والمشروبات الغنية بالسكر وبعض مضادات الأكسدة.

خلطات خطيرة

قد يصبح بعض المواد الملوِّنة الاصطناعية المستعملة في القطاع الغذائي سامة عند خلطها مع عناصر أخرى. قد يؤدي خلط التارترازين (E102) أو الكارمين (E124) أو الكارمويزين (E122) مع بنزوات الصوديوم (E211) إلى اضطراب مستوى الانتباه لدى الأطفال. حتىإأن بعض الدراسات رصد مخاطر سرطانية بسبب المواد الملونة الاصطناعية الشائعة مثل الإريتروسين (E127) والألمنيوم (E173) والأنديغوتين (E132) وكبريتات الأمونيوم (E150).