أسعار النفط تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي

نشر في 21-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-11-2015 | 00:01
في آخر تقرير شهري لها، كشفت منظمة أوبك أن مخزونات النفط في العالم المتقدم ظلت عند أعلى مستوياتها خلال عقد من الزمن على الأقل، وهذا ليس تطوراً ملائماً بالنسبة إليها، إذ تحاول المنظمة إبقاء المخزون النفطي في حدود ضيقة جداً.
 Liam Denning عادت أسعار النفط إلى الهبوط من جديد، وتم تداولها عند حوالي 42 دولاراً للبرميل، وبوسعك أن ترى في الجداول المصاحبة كيف أن النفط حاول ثلاث مرات العودة إلى مستويات تتجاوز الخمسين دولاراً منذ هبوط سعره في فصل الصيف، ولكن دون جدوى، وقد هبط السعر إلى أدنى مستوى في شهر أغسطس عندما تراجع إلى أقل من 40 دولاراً للبرميل، كما أن خطوة أخرى في هذا المسار بنسبة 5 في المئة ستعيده إلى مستوى الثلاثين دولاراً.

وقد طرحت منظمة «أوبك» في الأسبوع الماضي مؤشراً جيداً إزاء ما يمكن أن يحقق مثل تلك الخطوة، ولاحظ آخر تقرير شهري لها أن مخزونات النفط في العالم المتقدم كانت عند أعلى مستوياتها خلال عقد من الزمن على الأقل، وهذا ليس تطوراً ملائماً بالنسبة إلى «أوبك» التي تحاول إبقاء المخزون النفطي في حدود ضيقة جداً.

وتمثل الولايات المتحدة مشكلة صعبة بالنسبة إلى «أوبك» فقد تضمن أحدث تقرير أسبوعي صدر عن ادارة معلومات الطاقة الأميركية الجملة التي أصبحت مألوفة الآن: «مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة تظل قرب مستويات لم نشهدها في مثل هذا الوقت من العقود الثمانية الماضية على الأقل».

وتعمل استراتيجية منظمة «الأوبك» الرامية إلى استعادة الحصة السوقية من الشركات الأكثر تكلفة مثل شركات الزيت الصخري في الولايات المتحدة بطريقة ناجحة ولكنها بطيئة للغاية.

وبين الحين والآخر ينتظر قطاع النفط مرونة مفاجئة، ومن خلال استعراض 31 شركة أميركية منتجة للنفط تضخ بصورة مجتمعة حوالي 2.65 مليون برميل يومياً تشير تقديرات محللين لدى «ايفركور آي اس آي» الى أن انتاج تلك الشركات هبط بحوالي 30000 برميل في اليوم خلال الربع الثالث من هذه السنة.

تراجع الإنفاق

ومع التراجع في الإنفاق، سوف يتعين أن تتسارع وتيرة الهبوط في انتاج النفط، وفي حقيقة الأمر فإن هذا ما تشير اليه توقعات ادارة الطاقة الأميركية في الأجل القصير، كما أن أحدث التنبؤات التي صدرت في الأسبوع الماضي تشير الى أن انتاج الولايات المتحدة سوف يصل الى 9.02 ملايين برميل يومياً في شهر ديسمبر المقبل، متراجعاً عن ذروته التي بلغت 9.6 ملايين في ابريل الماضي.

الشيء المهم هو أن تلك الأرقام تتحرك وتتغير كثيراً، وقبل شهر واحد فقط، كانت ادارة معلومات الطاقة الأميركية تتصور أن الانتاج النفطي في الولايات المتحدة وصل الى مستوى 9.2 ملايين برميل في شهر أكتوبر، وفي أحدث تقرير شهري لها نشر في نهاية أكتوبر رفعت ادارة معلومات الطاقة رقم الانتاج لشهر أغسطس إلى 180000 برميل في اليوم.

ويقول بير ماغنوس نيسفين، وهو رئيس قسم المحللين في شركة رايستاد انرجي الاستشارية، إن علينا أن نتوقع انتاج المزيد من البراميل غير المتوقعة ونحن ندنو من نهاية السنة، واعتماداً على معلومات من آبار فردية تتوقع هذه الشركة أن يظل مستوى الانتاج ثابتاً بصورة معقولة من الآن وحتى نهاية السنة.

الحاجة والابتكار

هبوط أسعار النفط كان السبب وراء الاختراع في هيوستن، وهكذا أنفقت شركات اي and بي الكثير من أرباحها في الربع الثالث من هذه السنة ضمن جهود تهدف الى الضغط على الموردين في ما يتعلق بالتكلفة وتركيز كل دولار استثمار على الاحتمالات الأفضل بما في ذلك العمل بعيداً عن الابار التي تم حفرها ولم تكتمل بعد، ويفسر هذا سبب عدم انهيار الانتاج على الرغم من الهبوط السريع في عدد المنصات العاملة في هذه السنة.

وفي حوض بيرميان، على سبيل المثال، تمكنت المنصة الأفقية الوسطية من حفر 1.18 بئر جديدة في شهر مايو الماضي، ينتج كل واحد منها حوالي 410 براميل في اليوم، بحسب معلومات شركة رايستاد، وفي غضون ذلك هبط الانتاج من الآبار الحالية بحوالي 128000 برميل يومياً – وبعملية حسابية بسيطة سوف يتطلب الأمر 265 منصة للعمل هناك من أجل الحفاظ على مستوى الانتاج، ولكن عدد المنصات التي كانت تعمل في الشهر الماضي هبط الى 171 منصة وأدى الى هبوط الانتاج.

وفي سبتمبر كانت كل منصة تحفر 1.3 بئر جديدة، وهبط إنتاج كل بئر إلى حوالي 337 برميلاً، ولكن عمليات الحفر الأسرع عوضت الكثير من ذلك الهبوط، واضافة الى ذلك فإن معدلات الهبوط في الآبار القائمة تباطأت بصورة دراماتيكية ووصلت الى حوالي 81000 برميل يوميا، وكانت النتيجة هبوطاً بنسبة 30 في المئة في عدد المنصات اللازمة لاستقرار معدل الانتاج عند 184، وكان عدد المنصات العاملة في ذلك الشهر 186.

وتجدر الملاحظة إلى أن مراجعة ادارة معلومات الطاقة الأميركية لأرقامها المتعلقة بانتاج شهر أغسطس رفعته بشكل فعلي الى مستوى يقارب حصيلة شركة رايستاد، كما أن هذه الشركة تتوقع ان يكون انتاج النفط في شهر ديسمبر حوالي 300000 برميل في اليوم، وهو أعلى من توقعات ادارة معلومات الطاقة الأميركية.

يتعين علينا النظر الى الفترة ما بين سبتمبر وديسمبر التي سوف تصدر فيها ادارة معلومات الطاقة الأميركية أرقامها الشهرية النهائية، وحتى على خلفية التوقعات الأعلى التي نشرتها ادارة معلومات الطاقة أخيراً فإن أرقام رايستاد تعادل كمية اضافية تبلغ 25 مليون برميل من انتاج الولايات المتحدة في ذلك الوقت.

قد لا تبدو تلك كمية كبيرة عندما يكون الطلب العالمي على النفط في حدود 95 مليون برميل في اليوم، ولكن عندما يكون المخزون عند أعلى مستوى منذ عقود فإن البرميل الواحد يشكل فارقاً في السوق.

ومنذ سنة 2000 – وباستثناء سنة 2008 و2014 – هبطت مخزونات الخام التجاري في الولايات المتحدة بمعدل وسطي بلغ حوالي 9.2 ملايين برميل خلال الأشهر الأربعة النهائية من كل سنة، وقد أظهرت القفزة البالغة 31 مليون برميل في السنة الماضية امكانية حدوث متاعب في سوق النفط في هذه السنة، ولذلك فإن 25 مليون برميل اضافية تبدو مثيرة لمزيد من المتاعب.

إلى ذلك توجد في السنة المقبلة بعض المؤشرات الواعدة في مسار النفط، وقد تم خفض ميزانيات اي and بي، والبعض من الشركات سوف تفلس أو تقرر الاندماج.

وفي غضون ذلك فإن الرسالة من شركات خدمة النفط تقول إن شركات حفر الزيت الصخري لن تتمكن من استعادة العمل عندما ترتفع الأسعار من جديد، وهكذا فإن التقشف سوف يطرح جوائزه في نهاية المطاف.

back to top