الطعام الخالي من الغلوتين: الفوائد الصحية عينها بكلفة أكبر!

نشر في 21-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-11-2015 | 00:01
No Image Caption
رغم تنامي شعبية الأطعمة الخالية من الغلوتين، أخفقت الدراسات في إظهار أنها تقدم أي فوائد صحية إضافية لمن لا يعانون عدم تحمل الغلوتين.
 أكدت أبحاث جديدة أخيراً حول أكبر قاعدة بيانات عن المنتجات الخالية من الغلوتين، أن المنتجات الخالية من الغلوتين ليست أفضل غذائياً من المنتجات التي تحتوي على الغلوتين، مع أنها أكثر كلفة بكثير.

لا شك في أن توافر وتنوع الأطعمة الخالية من الغلوتين بالغ الأهمية لسد حاجات مرضى الداء البطني. لكن المنتجات الخالية من الغلوتين لاقت في الآونة الأخيرة رواجاً كبيراً بين شتى فئات الناس، وذلك نتيجة اعتبارها خياراً «يحمل فوائد صحية أكبر».

يعاني مرضى الداء البطني رد فعل التهابياً حاداً في الأمعاء عندما يتناولون منتجات تحتوي على الغلوتين. أما الطريقة الوحيدة للتخفيف من الأعراض فتكمن باتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين طوال حياتهم. يتوافر بروتين الغلوتين المعقد في القمح، الراي، والشعير. نتيجة لذلك، يدخل في تركيبة الكثير من الأطباق الشائعة في الأنظمة الغذائية الغربية، مثل الخبز والبيتزا، فضلاً عن كثير من الأطعمة المعالجة. وبسبب هذه القيود الغذائية، على مرضى الداء البطني التعمق في المعلومات الغذائية بغية التأكد من أنهم يتبعون نظاماً غذائياً متوازناً: يواجه نحو خمس إلى ثلث مرضى الداء البطني خطر الإصابة بنقص في الفيتامينات والأملاح المعدنية.

كان هدف الدراسة مقارنة المواد المغذية التي تقدمها الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين وتلك الخالية منه. ولتحقيق هذه الغاية، تناولت الدراسة 63 منتجاً خالياً من الغلوتين و126 تحتوي عليه جمعوها من 12 متجراً في النمسا.

لم تكشف الأبحاث عن أي اختلاف تقريباً بين الأطعمة الخالية من الغلوتين وتلك التي تحتوي عليه. فكمية النشويات، الدهون، والألياف متشابهة تقريباً، مع أن الأطعمة الخالية من الغلوتين تضم مقداراً أقل من البروتين. لكن الباحثين لاحظوا بعض أوجه الاختلاف في الفيتامينات والأملاح المعدنية. ولكن اتضح أنها ضمن المدى المقبول إن ترافقت مع نظام غذائي متوازن. على سبيل المثال، تحتوي المنتجات الخالية من الغلوتين على نسبة أقل من الزنك والبوتاسيوم، اللذين يُعتبران من المواد المغذية المهمة. ولكن في المقابل، احتوت أيضاً على كمية أقل من الكولسترول والملح.

كلفة المنتجات الخالية من الغلوتين

تمكن الفريق أيضاً من مقارنة كلفة المنتجات الخالية من الغلوتين وتلك التي تحتوي عليه.

فتبين أن الأطعمة الخالية من الغلوتين، في مختلف فئات الطعام، من الدقيق والمعكرونة إلى الوجبات الخفيفة، أكثر كلفة بمرتين وأحياناً بمرتين ونصف المرة، مقارنة بالمنتجات العادية.

لذلك إن لم يشخص الطبيب إصابتك بعدم تحمل الغلوتين، تشير الأدلة إلى أن تناول هذه الأطعمة لا تستحق كل هذه المبالغ الكبيرة من المال. يأمل الباحثون استخدام قاعدة بيانات أوسع في المستقبل للمساهمة في تحديد فوائد الأطعمة الخالية من الغلوتين وتسهيل حياة مَن يعانون الداء البطني.

back to top