أوباما مندداً بمطالبات تعليق استقبال لاجئين سوريين: أميركا بلد مضياف.. لا تخافوا من الأرامل والأيتام

نشر في 18-11-2015 | 13:07
آخر تحديث 18-11-2015 | 13:07
No Image Caption
ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء بـ "الهلع" الناجم عن المخاطر الأمنية التي يشكلها اللاجئون السوريون فيما اتخذ الجمهوريون خطوات تهدف إلى تجميد برامج البيت الأبيض لاستقبالهم بعد اعتداءات باريس.

وفي رد شديد اللهجة اتهم اوباما خصومه السياسيين بأنهم خائفون من "الأرامل والأيتام".

وأثار العثور على جواز سفر سوري قرب جثة أحد منفذي هجمات باريس التي أوقعت 129 قتيلاً الجمعة الماضي، مخاوف لدى أعضاء الكونغرس الأميركي وحكام الولايات من أن يسعى جهاديون لدخول الولايات المتحدة ضمن حشود اللاجئين.

وقال أوباما "ليس من مصلحتنا أن ننزلق نحو الخوف والذعر رداً على هجوم ارهابي"، مضيفاً "لا نتخذ القرارات الصائبة إذا كانت مبنية على الهلع أو تضخيم المخاطر".

وتابع الرئيس الأميركي "انهم خائفون من الأرامل والأيتام القادمين إلى الولايات المتحدة الأميركية".

وجاءت تعليقاته رداً على دعوة رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين إلى تعليق استقبال لاجئين سوريين لينضم إلى حوالي نصف حكام الولايات الفدرالية الأميركية الذين حثوا اوباما على وقف العمل مؤقتاً بهذا البرنامج ومراجعة اجراءات درس طلباتهم لضمان عدم دخول متطرفين ضمن اللاجئين.

وقال راين للصحافيين "بلدنا لطالما كان مضيافاً لكن لا يمكننا أن نسمح لارهابيين باستغلال تعاطفنا، وفي الوقت الحالي الوقاية خير من العلاج".

وعبّر بعض الديموقراطيين أيضاً عن آراء مماثلة وبينهم السناتور تشاك شومر الذي أقر بأنه قد يكون "من الضروري" تعليق البرنامج ومراجعته.

ويبدو أن رؤساء اللجان والقادة الجمهوريين في مجلس النواب يبحثون نص قانون يمكن أن يؤدي إلى تجميد برنامج استقبال لاجئين سوريين وعراقيين.

وسيتطلب ذلك أن يقدم مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) ووزارة الأمن الداخلي ومدير الاستخبارات الوطنية حججاً بأن كلاً من اللاجئين لا يشكل مصدر تهديد بحسب ما قال مساعد نائب رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن ماكارثي.

وسيكون على مدير "اف بي آي" أن يؤكد أنه يتم اجراء التحقيقات الأمنية اللازمة حول كل لاجئ قبل دخوله إلى الولايات المتحدة.

وقال العضو الجمهوري في مجلس النواب ريتشارد هادسون معد مشروع القانون "يجب أن نضمن إننا نقوم بالتحقق اللازم حول وضع كل لاجئ".

وقال ماكارثي إنه يريد عرض النص على التصويت بحلول الخميس.

وفي حال تمرير مشروع القانون فإنه سيشكل عقبة كبرى أمام برنامج أوباما الهادف إلى استقبال ما يصل إلى عشرة الاف لاجئ سوري في السنة المالية 2016.

وهناك مشروع قانون آخر أعدّه المرشح للسباق الرئاسي السناتور تيد كروز ويؤدي إلى منع كل المسلمين السوريين من الإقامة في الولايات المتحدة.

وبعدما لزم مجلس الشيوخ دقيقة صمت حداداً على ضحايا اعتداءات باريس قال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أنه يؤيد "تجميد" استقبال لاجئين سوريين.

وأوضح أنه على اتصال مع راين والبيت الأبيض لاستطلاع كيفية المضي قدماً.

ودافع أوباما في تصريحاته عن سياسة اللاجئين مشدداً على أن عمليات التدقيق كافية ويمكن أن تكشف الجهاديين.

وقال أوباما "انهم يخضعون لأشد عملية تدقيق ممكنة".

وأجرى البيت الأبيض اتصالاً لمدة 90 دقيقة مع مجموعة من 34 من حكام الولايات وحثهم على تجنب اجراءات تمنع لاجئين من الشرق الأوسط من دخول البلاد.

وتحولت هذه المسالة إلى موضوع نقاش سياسي في السباق إلى البيت الأبيض، وأعلن عدة مرشحين جمهوريين للرئاسة بينهم دونالد ترامب وبن كارسون معارضتهم الشديدة لنظام استقبال لاجئين.

وقال ترامب في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي نيوز" تبث الجمعة انه سيمنع كل اللاجئين السوريين، مسلمين ومسيحيين، من دخول الولايات المتحدة.

وانتقدت أبرز مرشحة ديموقراطية في السباق هيلاري كلينتون تصريحات كروز وجيب بوش حول اعطاء الأولوية في المساعدات للاجئين المسيحيين قبل المسلمين.

وكتبت في تغريدة على تويتر "فكرة رفض لاجئين بسبب ديانتهم، أمر بمنتهى الدناءة".

وفّر أكثر من اربعة ملايين سوري من منازلهم منذ بدء الحرب.

وبين 1 أكتوبر 2011 و14 نوفمبر هذه السنة استقبلت الولايات المتحدة 2159 لاجئاً سورياً بحسب وزارة الخارجية الأميركية.

وبطء هذه العملية ناجم خصوصاً عن عمليات التدقيق الشاملة التي تجري في مخيمات اللاجئين في مصر والأردن وتركيا والتي قد تستغرق ما بين 18 و24 شهراً.

back to top