فرنسا «تجر» أوروبا إلى تدخل ضد «داعش»

نشر في 18-11-2015 | 00:02
آخر تحديث 18-11-2015 | 00:02
No Image Caption
● 128 مداهمة ليلية
● اعتقال 5 في ألمانيا
● كاميرون لاستراتيجية شاملة
أيد الاتحاد الأوروبي، أمس، بالإجماع طلب المساعدة الذي قدمته فرنسا بعد اعتداءات باريس، الأمر الذي يعني أن القارة الأوروبية باتت ملزمة بتلبية أي طلب دعم من باريس، سواء كان عسكريا أم سياسيا ضد المتشددين في العراق أو سورية أو إفريقيا.

وطلب وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، رسميا من دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع لوزراء الدفاع الأوروبيين في بروكسل «مشاركة عسكرية متزايدة» في بعض مواقع العمليات في الخارج، داعيا نظراءه الى «دعم» فرنسا في مكافحة تنظيم «داعش» في العراق وسورية.

ودعا لودريان الى تفعيل البند 42/7 من معاهدة لشبونة الذي ينص على التضامن في حال تعرض إحدى دول الاتحاد لعدوان. وقال خلال اجتماع بروكسل: «لن يكون بوسع فرنسا ان تبقى وحيدة في هذه المواقع».

وهي أول مرة تستشهد دولة من أعضاء الاتحاد الاوروبي بهذا البند المشابه في مبدئه للمادة الخامسة من معاهدة الحلف الاطلسي التي استندت اليها الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001، وصولا الى تدخل الحلفاء في أفغانستان.

مشاركة متزايدة

وقال الوزير الفرنسي إن «فرنسا تود أن تطلب من شركائها الأوروبيين دعمهم من المنطلق الثنائي وبشكل متناسب مع إمكاناتهم في مكافحة داعش في العراق وسورية ومشاركة عسكرية متزايدة من جانب الدول الأعضاء في مواقع العمليات التي تنتشر فيها فرنسا».

وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تأييد طلب فرنسا، وقالت في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع: «أعرب الاتحاد الاوروبي بالإجماع على لسان جميع دوله الأعضاء عن أشد دعمه واستعداده لتقديم المساعدة المطلوبة» لفرنسا، وأضافت: «علينا ارساء آلية وحدة وتضامن واضحة، لكن على فرنسا أن تحدد طبيعة المساعدة والدعم المطلوبين».

وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر دعا «الحلفاء الأوروبيين» الى التعاون مع الولايات المتحدة والانخراط بشكل أكبر لإلحاق الهزيمة بـ»داعش». وأكد كاتر أن «داعش يطمح الى مهاجمة الولايات المتحدة، إلا أنه لا يمتلك نفس القدرات والإمكانات التي يمتلكها في أوروبا» مبينا أن حرية الانتقال من بلد الى آخر في أميركا الشمالية ليست سهلة كما هي الحال في أوروبا.

هولاند إلى واشنطن وموسكو

الى ذلك، يلتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأسبوع المقبل نظيره الأميركي باراك أوباما في واشنطن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، سعيا لتشكيل ائتلاف موحد ضد «داعش» في سورية، على ما أعلن رئيس الوزراء مانويل فالس. وكان هولاند قال أمس الأول إن بلاده تعمل مع موسكو وواشنطن لاستصدار قرار من مجلس الأمن يغطي عملا عسكريا دوليا ضد «داعش».

والتقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، هولاند في باريس. وقال الوزير الأميركي إن الجانبين بحثا «الخطوات المقبلة الواجب اتخاذها لكي نزيد من جهودنا وفاعليتنا ضد داعش».

وأضاف أن «الجميع يدرك أن هجمات لبنان وما وقع في مصر وأنقرة وهجمات باريس الأخيرة ستزيد من جهودنا حتى نطول صميم داعش، كما أن علينا العمل بشكل اكبر في تبادل المعلومات ومراقبة التنقلات عبر الحدود».

ورأى أن «الضغط يزداد على داعش يوما بعد يوم، حيث تراجعت الرقعة التي يحتلها في سورية في الأيام الاخيرة، كما فقد عديد المناطق التي كانت تحت سيطرته، ولاسيما في الشمال».

وشدد الرئيس الفرنسي ونظيره الإيراني حسن روحاني خلال اتصال هاتفي أمس، على أهمية المفاوضات بين القوى العظمى من أجل تسوية النزاع السوري. وأكد هولاند وروحاني ايضا «الأهمية الحيوية لمكافحة داعش والإرهاب بكل القوى».

تعبئة ومداهمات

وأعلنت فرنسا أمس تعبئة 115 ألف شرطي وجندي من أفراد الأمن، وفق ما ذكره وزير الداخلية برنار كازانوف، الذي أكد أن تعبئة رجال الشرطة وجنود الجيش تمت «عبر جميع أراضينا لضمان حماية الشعب الفرنسي».

وكشف كازانوف أن قوات الأمن الفرنسية نفذت ليل الاثنين ـ الثلاثاء 128 عملية دهم في إطار حال الطوارئ التي أعلنت في البلاد. وأوضحت السلطات أنه تم توقيف 16 شخصاً واعتقالهم رهن التحقيق.

من ناحيته، أشار رئيس الوزراء مانويل فالس الى أن عدد الأشخاص الضالعين في اعتداءات باريس الجمعة لايزال مجهولا، طارحا فرضية وجود شركاء في فرنسا وبلجيكا.

ألمانيا وبلجيكا

وفي المانيا، أعلنت السلطات اعتقال 5 أشخاص على علاقة بهجمات باريس في مدينة آخن غرب البلاد، بينما أعلن رئيس الوزراء البلجيكي تشارلز ميشيل ووزير الدفاع ستيفن فاندبوت أن بلجيكا ستنشر 300 جندي إضافي في أراضيها لمواجهة أي تهديد إرهابي. وتأتي هذه الخطوة بعد رفع مستوى التهديد الإرهابي في بلجيكا للمستوى 3، مما يعني «تهديدا خطيرا».

من ناحيته، تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، في كلمة أمام البرلمان، بأنه سيضع استراتيجية شاملة للتصدي لـ «داعش» تتضمن الأسباب التي تدفعه للاعتقاد بأن بلاده يجب أن تنضم إلى الضربات الجوية الدولية ضد التنظيم في سورية، مضيفا «يطلب حلفاؤنا منا ذلك، وأصبحت الأسباب للقيام به أكثر قوة بعد هجمات باريس».

back to top