معارك هيكل بين الصحافة والسياسة (9 من 10) الأستاذ يتحدى الرئيس

نشر في 16-11-2015
آخر تحديث 16-11-2015 | 00:02
قرر رد الصاع صاعين لموسى صبري والسادات

تجمعت الغيوم في سماء القاهرة منذرة بالكثير من الأزمات عام 1972، فبينما كان ملايين المصريين ينتظرون حرب تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، كانت العلاقات بين أنور السادات ومحمد حسنين هيكل تقترب من لحظة صدام مبكرة، خصوصا أن هيكل رد بمقال ناري على مقال الصحافي موسى صبري، المدفوع من السادات، لكن الأخير استشاط غضباً من الأستاذ، ليقرر الجورنالجي بعدما سجل موقفه، تأجيل المواجهة بالحصول على إجازة والسفر إلى بلاد الشرق الأقصى.
كانت تلك هي مقدمات الصورة الخلفية التي ظهر فيها أخطر مقال كتبه هيكل، كانت تلك هي أول مرة تتم عملية هجوم علني على هيكل على صفحات الجرائد في عصر السادات، والاحتمال الأكبر أن يكون هيكل سأل نفسه:

-هل ما كتبه موسى صبري من وحي محرض دفعه إلى ذلك أم من وحي عداوته المتأصلة لهيكل؟

ولاشك أن هيكل سأل نفسه السؤال بطريقة مختلفة:

- هل كتب موسى صبري هذا المقال بدون الرجوع إلى السادات؟

ولاشك أن إجابته:

- لا بالطبع... بل المؤكد أنه سأله والمؤكد أنه وافقه.

ولم يحدث من قبل أن رد هيكل على كلام نشر ضده... وكانت هذه هي المرة الأولى التي يرد فيها، وكان قد قرر أن يرد الصاع صاعين، وأن يكون رده على المحرض بأكثر من رده على الأداة. وكتب المقال الأخطر في حياته،  الأخطر لأنه كان في مواجهة الحاكم ولو بالواسطة، والأخطر لأنه كان الأكثر صراحة، والأكثر تحدياً لسلطة الرئيس الذي رأى هيكل أنه المحرض على الهجوم عليه، والأخطر لأنه يمثل في الحقيقة "وثيقة تاريخية" تلقي الأضواء على حقائق كثيرة متصلة بالدور الذي لعبه هيكل في كواليس السياسة المصرية المعاصرة، وحقائق كثيرة متصلة بأسلوب السلطة في التعامل مع عناصر الصراع حولها، والأخطر لأنه إن بدا كرد على ما كتبه موسى صبري رئيس تحرير جريدة الأخبار فإنه ذهب مباشرة في الرد على المحرض.

كان المقال الخطير عقب نشر مقالي موسى صبري مباشرة، وكان الرد صاعقاً في عدد 29 ديسمبر سنة 1972 من الأهرام، وكان العنوان مستفزاً: "كيسنغر... وأنا... مجموعة أوراق"، وجاءت مقدمة المقال كالقذيفة دخل منها هيكل مباشرة وفوراً إلى صلب الموضوع قال:

لقد تعرضت أخيراً لحملة مازالت طبولها تدق. ولم أتعود في حياتي أن أرد على أية حملات، لأنني روضت نفسي منذ زمن طويل على الحكمة المأثورة: قل كلمتك وامشِ".

ولأن هناك من يعرفون ذلك عني فإنهم يتمادون، وما أخشاه هو أن يتصور أحد أن السكوت عن عجز وليس عن عفة، ومن هنا فقط خطر لي أن أضع نقطة واحدة على حرف، وهدفي بالدرجة الأولى أن يكون من ذلك نموذج عملي يحكي بالوقائع قصته، ويلقي أضواءه إلى أبعد من حدوده، ثم يتجاوز الطبول التي تدق إلى ما وراءها، ولقد اخترت نقطة واحدة تبدو كأنها الإيقاع الرئيسي في دقات الطبول.

ملخص هذه النقطة هي القول انني أدعي ما لا حق لي فيه، ومن ذلك أنني أصور نفسي سياسياً على هيئة صحافي، وأفوت خبراً على "جريدة يمينية في بيروت هي من أبواق الدعاية لي، يقول إنني طائر إلى ميونيخ لعقد اجتماع سري مع كيسنغر مستشار البيت الأبيض، وتنقل وكالات الأنباء الخبر الكبير ويصدر كيسنغر تكذيباً رسمياً له، ولكن الضجة تثور وأعود منتفخ الأوداج أسجل أنباء الضجيج والعجيج"، هكذا" .

ثم يمضي القول أكثر من ذلك إلى أنني رجل يبحث عن دور في وقت لم يعد له فيه دور، ثم إن كل ما أسعى إليه في النهاية هو أن تجري مصر في فلك أميركا- هكذا أيضاً...

من هنا أخذت نقطة واحدة أضعها على حرف، أو كما قلت: نموذج عملي يحكي بالوقائع قصته.

واخترت عنوان القصة من قبل كتابتها "كيسنغر... وأنا". وعدت إلى أوراقي أقلب فيها لكي يكون ما أرويه أكثر من حكاية، ليكون قبل أي شيء آخر: وقائع وتفاصيل، تتحدث عن نفسها بنفسها.

وبدأ هيكل يروي تفاصيل قصة اتصال الدكتور زكي هاشم الذي أصبح وزير السياحة وقت نشر المقال ولقاءه مع دونالد كاندال الصديق المقرب من نيكسون ورئيس مجلس إدارة بيبسي كولا، وذكر وقائع اللقاء، ومن بعد رسالة كندال إليه، ورده عليها.

وأضاف هيكل يقول:

ثم عرفت في ما بعد أن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون قال لدونالد كندال عندما التقى به في البيت الأبيض، إنه يذكر أحاديث طويلة معي في سنة 1952 حينما كنت أتابع معركة انتخابات الرئاسة الأميركية، وكان يخوضها نائباً للرئيس مع الجنرال أيزنهاور، كما أنه يذكر لقاءنا في سنة 1963 في القاهرة عندما قضى فيها أربعة أيام مع زوجته بات ومع ابنتيه جولي وتريشيا.

وكنت في ذلك اللقاء مع نيكسون سنة 1963 قد قضيت أمسية بأكملها أحاول أن أشرح له دور إسرائيل، والطريق المسدود الذي تسير إليه تاريخياً في المنطقة.

كذلك عرفت في ما بعد أن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون قد رحب بزيارتي لواشنطن على أساس أن يدور حوار بالعمق -على حد تعبيره- بين مستشاره لشؤون الأمن القومي هنري كيسنغر وبيني، وكان كيسنغر الذي حضر جزءاً من الاجتماع بين نيكسون وكندال في البيت الأبيض قد ذكر أنه يتابع بعض ما أكتب، وأنه على استعداد لمناقشة معي، فلقد بدأ يدرس أزمة الشرق الأوسط وهو يريد أن يناقشها مع طرف يمثل وجهة النظر العربية، ولا يريد أن يناقش مع "موظف" أو "مسؤول رسمي"، إنما يؤثر أن يبدأ تعرفه عليها من خلال نظرة استراتيجية أوسع، هكذا كان قوله.

واستمر هيكل يحكي قصة رسالة السفير أشرف غربال القائم بأعمال المصالح المصرية في واشنطن وقتها، والذي أصبح مساعداً للسيد حافظ إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي وقت نشر المقالة، ونشر هيكل نص رسالة أشرف غربال، الذي كان بحوزته، ثم قال:

 في اليوم التالي اتصل بي الرئيس أنور السادات يقول لي بالحرف:

- يبدو أن كيسنغر يريد أن يقابلك؟".

وتساءلت في دهشة:

- لقد تلقيت خطاباً بذلك من أشرف غربال أمس فقط، وقد تأذن لي أن أسألك: كيف عرفت؟".

واستطرد الرئيس أنور السادات يقول بالحرف:

- سأبعث لك الآن بخطاب شخصي أرسله الدكتور محمد حسن الزيات -رئيس الوفد المصري لدى الأمم المتحدة- إلى الدكتور محمود فوزي رئيس الوزراء ان واحداً من أقرب المقربين إلى نيكسون تقابل مع الدكتور الزيات وتحدث إليه في الأمر، ورأى الدكتور الزيات أن الموضوع مهم، ولم يشأ أن يبعث به في تقرير عن طريق وزارة الخارجية، ومن ثم فإنه كتب بمضمونه خطاباً شخصياً إلى الدكتور فوزي، وأعطاه لعبدالخالق حسونة الأمين العام للجامعة العربية لكي يسلمه بنفسه للدكتور فوزي.

إن حسونة عاد أمس من نيويورك (حيث كان يحضر دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة) وزار الدكتور فوزي اليوم وسلمه الخطاب.

وقد أعطاني الدكتور فوزي هذا الخطاب وقرأته، وطلبت إرساله إليك لكي تقرأه بدورك ثم نتحدث فيه عندما نلتقي".

ووصلني الخطاب الذي أمر رئيس الجمهورية بإرساله إليّ، وكان بخط يد الدكتور محمد حسن الزيات (وزير الخارجية الآن).

ونشر هيكل نص الخطاب الموجه إلى السادات عبر الدكتور محمود فوزي رئيس الوزراء، الذي يحتفظ بنسخة منه لديه، وهو الخطاب الذي لم يكن مر على إرساله إلى السادات أقل من شهرين!

***

وبعد ذلك بدا هيكل كأنه يفكر بصوت مرتفع على مرأى ومسمع من الجمهور:

ومع ذلك فها أنا ذا الآن أمام تجربة أخرى، وعليّ أن أستقر فيها على قرار:

"هل ألبي هذه الدعوة إلى واشنطن أو أعتذر عنها؟". وأحسست أن اتجاهي الداخلي يميل إلى الاعتذار، وكانت أسبابي كما يلي:

1 - إن قبول هذه الدعوة يحمل، ولو في الظاهر، مظنة القيام بدور سياسي، وأنا لا أريد أن أقوم بأية أدوار سياسية، وإذا خطر لي أن أقابل هنري كيسنغر، وهو شخصية مثيرة، فإن الأفضل أن أقابله في ضوء النهار وفي مكتبه بالبيت الأبيض وبوصفي صحافياً.

2 - إنني لا أرى الجو ملائماً الآن في الولايات المتحدة، ولا أعتقد أن الجو سيكون ملائماً قبل أن يتحرك الموقف في الشرق الأوسط بطريقة تستطيع دفع الحوادث... والأفعال في هذا الوقت يجب أن تسبق الكلمات... ومادام الفعل نائماً عندنا فإن الكلمة ستكون مخنوقة عندهم!

3 - إنني أدرك أهمية شرح موقفنا لرجل في مثل مكانة ومكان هنري كيسنغر، ولكني لا أريد أن يساء فهم ما أقوم به، ولقد تعرضت لكثير لم تكن بي حاجة إليه لا لشيء إلا لأنني حاولت أن أتحدث إلى العالم ومع العالم عن قضايا أمتنا وكفاحها بوسيلة أخرى غير وسيلة الخطب الطنانة الرنانة.

ثم لأول مرة يعلن هيكل أحاديث تجري في الخفاء تتناقض مع المعلن من السياسات وتجيء هذه الأحاديث على لسان رئيس الجمهورية الذي لم يكن يتوقف عن إدانة أميركا وسياستها المنحازة إلى جانب العدو، في سابقة لم تحدث من قبل:

ودعيت في اليوم التالي إلى موعد مع الرئيس السادات، وقال الرئيس السادات بلهجته الودودة: "محمد... هذه فرصة تساوي أن نستغلها. رأيي أن تذهب... وأن تتكلم وأن تسمع". ودار بيننا نقاش طويل كان فيه الرئيس كريماً وحليماً كعادته، ثم كان قوله في النهاية: إنني لا أريد أن أضغط عليك. لك أن تفكر في الأمر".

***

هكذا وعلناً يطلب الرئيس... ويرفض هيكل، ويعلن ذلك بلا مواربة.  

وأراد هيكل قبل أن يختتم المقال أن يعلن أنه:

ليست لديّ أحقاد قديمة أو جديدة أتلوى بتقلصاتها، وليست هناك سلطة أضع نفسي تحت مظلتها، أو أرضى بذلك لنفسي أو لها.

 لم أشتم أحداً.

ولم أسق الكلام غامضاً وجزافاً.

ولم أدع على الناس غير ما قالوه ثم أروح أناقشهم فيما ادعيته عليهم بصرف النظر عما قالوه.

ولم أنسب للغائبين ما لم يجر على لسانهم، إنما رويت عن أحياء أقوياء ونسبت إليهم -بخط أيديهم وبألسنتهم- وفي استطاعة أي واحد منهم أن يناقض ما رويت.

وفي النهاية فلقد وضعت نقطة واحدة على حرف... والحروف كثيرة والنقط أكثر.

وليس عن عجز إنما عن عفة... (أقولها بغير تواضع وبغير ادعاء!)

ويقال لنا إن بعض ما نقرأ اليوم من صيحات المعركة وضروراتها.

وأتذكر كلمة الأديبة الفرنسية الشهيرة مدام دي ستايل، عندما كان حكم الثورة الفرنسية يتراجع إلى الخلط بين الحرية والإرهاب مادياً أو معنوياً، وكانت كلمة مدام دي ستايل بالأسى كله:

- أيتها الحرية كم من الجرائم يرتكب باسمك".

ولعلي أطورها بالمناسبة لكي تصبح:

- أيتها المعركة كم من الجرائم ترتكب باسمك!!"

«كيسنجر وأنا»... صاعقة نزلت على السادات

لم تكن مقالات هيكل تمر على الرقيب، فنشر المقال، ونزل كالصاعقة على أنور السادات حتى أنه لم يستطع أن يكمل قراءته ورمى "الجورنال" على طول يده،

ولا شك أنه كان أتعس شخص قرأ المقال، لأنه فهم ما يريد هيكل أن يقوله.

لم يكن المقال صاعقاً فيما أورده من أسرار تجري على مستوى القمة في الدولة، وفقط، ولكن كان صاعقاً وربما أكثر فيما يريد أن يقوله من وراء كل سطر وكل حكاية، بل وكل كلمة جاءت فيه:

أراد هيكل أن يقول إن أحداً لا يمكنه أن يهدده بشيء، بل إنه هو الذي يمكنه أن يهدد، بل ويهز مواقع ومقاعد استقر أصحابها فوقها، وفهم السادات الرسالة، وكانت من أكثر الأشياء ألماً له.

وأراد هيكل أن يقول علناً إنه لن يسكت على محاولات ضرب مصداقيته، حتى لو كان الثمن أن يسقط مصداقية الآخرين الذين لم تكن بيوتهم إلا من زجاج قابل للكسر من أول نفخة لا من أول حجر!

وأراد هيكل أن يقول إن هناك فرقا بين أن يطلب جمال عبدالناصر وبين أن يرجو أنور السادات فطلب عبدالناصر أمر "الآن تذهب لتحزم حقيبتك، واليوم تذهب إلى موسكو."... وينفذ... ورجاء السادات شيء قابل للتفكير فيه ثم لرفض تنفيذه!

وأراد أن يؤكد –على الملأ– أن العلاقة بينه وبين أنور السادات فيها أن الرئيس يتمنى، وأن هيكل يمكنه أن يرفض ما تمناه الرئيس، وأنه يمكن -فوق ذلك- أن يعلن ذلك رغم ما يحيط بهذا الإعلان من محاذير قد تجعل غيره يفكر ألف مرة قبل أن يقبل عليه.

ولاشك أن كل ذلك أغاظ السادات.

كان ما كتبه هيكل يضارع في الشكل والمضمون بياناً يلقيه من الإذاعة رجل احتلها هي ومحطة الإرسال بكتيبة مدرعة، وسيطر عليها، وراح يذيع منها ما يشاء... ذلك لأن الأسرار التي أذاعها هيكل في بيان "كسينغر وأنا" تظهر خطورتها ودقتها إذا وضعنا في الحسبان الإطار الذي كان معلناً لسياسة مصر في أواخر سنة 1972، وقت نشر بيان هيكل.  

في الوقت الذي كانت  السياط تنهال في مصر رسمياً وصحافياً وشعبياً وبلسان الرئيس السادات في الطليعة على السياسة الأميركية والرئيس نيكسون ومستشاره كسينغر، وفي الوقت الذي كانت تدان فيه علناً أية محاولة لأي اتصال مصري- أميركي على أي مستوى ولو على مستوى جس النبض، وفي الوقت الذي كان الملك حسين يتهم علنا من السادات بالخيانة لاتصالاته التحتية مع أميركا يجيء محمد حسنين هيكل، ليعلن أن الرئيس السادات كان متحمساً، بلهجته الودودة، لهذا الاتصال السري المقترح مع ذروة صنع القرار الأميركي.  

وجاء مقال هيكل ليكشف بالوثائق أن السادات يريد السباحة سراً في جنح الظلام ضد الاتجاه الجارف المعلن على الناس، وأن اللهفة تأكله من أجل فتح أبواب الوصال الخلفية مع واشنطن.

وجاء مقال هيكل ليظهر أنه قادر على أن يرمي بالقفاز،  لا في وجه الصحافي الذي اندفع -بدوافع حقد دفين- إلى شن الحملة عليه دون أن يحيط بأسرار القصة كلها،  ولكن في وجه من هو أعلى منه بكثير... في وجه المحرض شخصياً، في وجه السادات.  

وحسب روايته يقول السادات: يوم أن نشر هيكل مقال بعنوان "كسينغر وأنا" ندهت له وقلت له: "أنا أول ما قرأت العنوان رحت رامي الجرنال بشرفي، وقيل لي بعد ذلك مضمون المقال، أصدرت قراراً بأن جميع مقالات هيكل تعرض على الرقيب، فجاء لي هيكل وقال إن عبدالناصر لم يفعل معه هذا، فقلت له لا... عبدالناصر عمل معك أكثر من هذا بكثير. لقد أغلق عليك الصحافة المصرية كلها، وألغى بجرة قلم كل كاتب وصحافي في مصر، ولم يثق إلا فيك أنت.. وقراري أن تعرض مقالاتك على الرقيب أو لا تنشر مقالاتك مطلقاً. قال لي: تسمح لي أسافر في رحلة إلى الشرق الأقصى.

قلت له: روح زي ما أنت عاوز.

كان هيكل قد سدد ضربته الموجعة في الصميم، وقرر أن يتجنب أي تطور جديد في المواجهة بينه وبين السادات، وبدلاً من أن يكون الأمر محصوراً بين خيارين أحلاهما مر إما أن يعرض مقالاته على الرقيب، وإما أن يمتنع عن نشر مقاله الأسبوعي، فقرر الهروب إلى الأمام، فسافر خارج البلاد مدة طويلة تهدأ خلالها ردود الأفعال الغاضبة، وأبلغ السادات الذي يبدو أنه وجده حلاً أفضل من إجراء قد يفرض عليه بدون ضرورة مواجهة كانت محتومة مع هيكل.

back to top