«بروتيجيز»... مشروع شبابي لخلق جيل واعٍ ومثقف في شتى المجالات

المفرج: يركز على كيفية إعطاء الشاب القدرة على التفكير واتخاذ القرارات

نشر في 09-11-2015
آخر تحديث 09-11-2015 | 00:01
يشكل برنامج «بروتيجيز» علامة فارقة في إطار الجهود الشبابية التي تهدف إلى تنمية قدرات الشباب وتزويدهم بالخبرات اللازمة للتفكير واتخاذ القرارات المناسبة.
ويجمع المشاركون في البرنامج على أهمية الرسالة التي يتبناها البرنامج لجهة التركيز على كيفية إعطاء الشباب القدرة على التفكير والتدخل في عملية زرع القيم وتوسيع المدارك لدى المشاركين، حتى يتمكنوا من تقييم أي عمل أو معلومة تصل إليهم، واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها، علما بأن المشاركين هذا العام هم الجيل الخامس، حيث سبقتهم أربعة أجيال في الأعوام الماضية.
ويتبنى منتسبو مشروع الجيل الخامس مبادرة لتجميع الكتب وإيصالها إلى المحتاجين، علما بأنه سيتم التواصل مع «الهلال الأحمر الكويتي» والجهات الخيرية، ومبادرة «نست» الشبابية لتوصيل الكتب إلى مخيمات اللاجئين والدول المحتاجة في مختلف أنحاء العالم، ولاسيما الدول التي تستضيف النازحين السوريين.
"بروتيجيز" برنامج شبابي يهدف إلى تنمية قدرات الشباب وتزويدهم بالخبرات اللازمة للتفكير واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت الملائم، هذا ما أكده المرشدون والمنتسبون إلى البرنامج التطوعي "بروتيجيز" خلال لقائهم مع "الجريدة"، حيث أوضحوا أن فكرة البرنامج تتلخص بإعطاء الفرصة لمجموعة من الشباب بالتفكير وإيجاد مشروع جديد يساهم في تنمية المجتمع وإيجاد طرق معالجة لمشكلاته وتوفير فرص مميزة في تقديم أفكار جريئة وجديدة لخلق جيل واع ومثقف في شتى المجالات المتنوعة ثقافية كانت أو اجتماعية أو علمية، وفي مختلف مناحي الحياة.

بداية، قال مشاري المفرح، وهو أحد مرشدي برنامج بروتيجيز إن البرنامج يستهدف فئة الشباب من 16 وحتى 24 عاما، وهو مختلف عن البرامج الشبابية الأخرى، حيث إنه يركز على كيفية إعطاء الشاب القدرة على التفكير واتخاذ القرارات دون التدخل من القائمين على البرنامج، لافتا إلى أن البرامج الموجودة في أغلبها تدور حول الأمور المتعلقة بالحياة بشكل عام، ولا يوجد تركيز على عامل معين.

وأضاف المفرح أن البرنامج يتدخل في عملية زرع القيم وتوسيع المدارك لدى المشارك، حتى يتمكن من تقييم أي عمل أو معلومة تصل إليه واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها، موضحا أن المشاركين هذا العام هم الجيل الخامس، حيث سبقهم أربعة أجيال في الأعوام الماضية.

داعم رئيس

وأشار إلى أن شركة "كيبكو" هي الداعم الرئيس للبرنامج، إضافة إلى شركات وجهات أخرى تقدم الدعم والرعاية للمشاريع، لافتا إلى أن طبيعة البرنامج تختلف في كل عام عن الذي سبقه، بحيث يكون هناك تنوع وتغيير في المكونات والمشاريع التي يقدمها المنتسبون.

وذكر أن المنتسبين يشاركون في مشاريعهم، ويتم عرضها في كل عام من خلال السفر إلى دولة معينة، حيث كانت الرحلة إلى السويد والدنمارك العام الماضي، ويتم اختيار مدربين من البلد المقصود، إضافة إلى المدربين المعتمدين من الكويت، ليكون هناك تنوع وتبادل في الأفكار يستفيد منه المنتسبون.

وأوضح أنه في كل عام يقدم المنتسبون مشروعا يتم احتضانه من قبل البرنامج، لكن المرشدين لا يتدخلون في الفكرة والتنفيذ، بل يقدمون المساندة من الناحية الإدارية، مشيرا إلى أن المنتسبين من الجيل الخامس تقدموا بمشروع يدعى "رقش" لتجميع الكتب القديمة وإرسالها إلى المحتاجين إلى هذه الكتب في مختلف دول العالم.

وذكر أنه سيتم وضع آلة لتجميع هذه الكتب في أماكن متفرقة من الكويت، بحيث يسهل على من يريد التبرع بكتبه القديمة التي لا يحتاج إليها أو أي كتب أخرى من خلال هذه الأجهزة التي سيتم الحرص على وضعها في توزيع جغرافي معين لسهولة الوصول إليها، إضافة إلى استعداد المنتسبين للتواصل مع من يرغب بالتبرع والوصول إليه في مكانه لأخذ الكتب التي يرغب بالتبرع بها.

مشاريع مبتكرة

وأشار إلى أن مشاريع المشاركين تكون عادة مشاريع مبتكرة، حيث كان لدينا في الجيل الرابع مشروع عبارة عن رسم على الجدران، حيث يقوم المنتسبون بتنظيم عملية الرسم على الجدران من خلال عبارات ورسائل لتعزيز القيم وروح التسامح بين الشعوب، من دون التعدي على قيم أي فئة أو شعب وكان له صدى جيد في مختلف الدول.

ولفت إلى أن منتسبي مشروع الجيل الخامس (رقش) يعملون على تجميع الكتب، ولهذا نطلب من أي شخص يوجد لديه كتاب يرغب في التبرع به بالتواصل معنا من خلال مواقع التواصل أو الموقع الإلكتروني، أو الاتصال على أرقامنا، لنتمكن من تسلم هذه الكتب وإيصالها إلى المحتاجين، لافتا إلى أنه سيتم التواصل مع "الهلال الأحمر الكويتي" والجهات الخيرية، ومبادرة "نست" الشبابية لتوصيل الكتب إلى مخيمات اللاجئين والدول المحتاجة في كل مكان، وأكثر عدد نقدر نوصله سنحاول للمساعدة في عملية إيصال الكتب إلى المحتاجين في مختلف دول العالم، ومنها اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان وتركيا، وكذلك دول في إفريقيا وأوروبا، وأي مكان في العالم يكون فيه محتاجون لهذه الكتب.

أجمل ما في البرنامج

من جانبها، قالت إحدى المنتسبات للبرنامج، وهي سارة خليل محمد، إن أجمل شيء في البرنامج أن يجمع الناس من مختلف بقاع الأرض، فليس هناك تمييز أو عنصرية باختيار المشاركين، بل هناك إمكان لاستقبال الجميع بمختلف جنسياتهم وأشكالهم وفئاتهم، لافتة إلى أنه لا يوجد أي تحديد لا للدين ولا الجنسية أو الجنس في الاختيار والمشاركة.

وأضافت أن البرنامج يعلمنا كيفية احترام بعضنا بعضا، والتواصل والتفكير معا، مضيفة "تغيرت كثيرا بعد الانتساب للبرنامج من مختلف الأمور، وتوسعت مداركي، وأصبحت أكثر قدرة على التفكير العقلاني الواقعي منه من التفكير العاطفي".

انتساب الأصدقاء

بدوره، قال أحمد بسام، وهو أحد منتسبي البرنامج للجيل الخامس، إنه علم بفكرة البرنامج من خلال اصدقائه، وفكر في الانتنساب من باب أنه لن يخسر شيئا وسيجرب شئيا جديدا، "وهذا ما حصل بالفعل حيث إنني تغيرت كثيرا وتغيرت أشياء كثيرة في حياتي"، لافتا إلى أنه عندما دخل إلى المقابلة كان هناك تدقيق كبير من المرشدين على كل صغيرة وكبيرة.

وأضاف بسام: "من اول يوم شعرت أن الجو حلو، وهناك نقاش يجعلني أفكر، وأن الحياة لها مئة ألف ناحية، وأنا لم أكن أعرف سوى واحدة منها، فالبرنامج يجعلني أتوسع في عملية التفكير".

وأشار إلى ان اشتراكه في البرنامج ساهم في القضاء على أفكار الرهبة والخوف وساعده في التغلب على كثير من الأمور، مشيرا إلى أنه قبل البرنامج "كان لدي أخت واحدة والآن صار لدي 24 أخا وأختا من خلال البرنامج".

وذكر أن عدد المنتسبين في مشروع "رقش" بلغ 25 مشاركا يعملون جميعا كشخص واحد لضمان نجاح المشروع، "وأتمنى أن يتم اختياري كمساعد للمرشدين، وأن أصبح مرشدا في المستقبل".

تطوير القدرات

من جهتها، قالت إحدى المنتسبات وهي فاطمة الحوطي: "أنا مرشحة للجيل الخامس في برنامج (بروتيجيز) الذي يعمل على تطوير قدراتنا. والتطور عملية لا تنتهي، وأنصح كل شخص أن ينتسب لهذا البرنامج"، لافتة إلى أنه يترك بصمة واضحة في حياة كل من ينتسب إليه.

وأضافت الحوطي أن "البرنامج جعلني أكون أكثر انفتاحا وقادرة على البحث والنظر إلى الامور من زوايا مختلفة، اضافة إلى ازالة الرهبة من نفوسنا، وجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين".

 5 آلاف كتاب في 3 أسابيع

ذكر المنتسبون إلى برنامج «بروتيجيز» أنهم جمعوا في ثلاث أسابيع 5 آلاف كتاب، مؤكدين أنهم يطمحون إلى أن يصلوا إلى عدد أكبر بكثير قد يبلغ 100 ألف.

 وأضافوا أن هناك 8 اشخاص من المنتسبين لـ»رقش» سيذهبون مع الهلال الاحمر والجهات الداعمة لتوزيع الكتب التي تم جمعها في بلدان كالمغرب ولندن والصومال والأردن ولبنان وإسبانيا وأي مكان يعلمون بأن هناك أناسا محتاجين للكتب.

«بنك كوفيه» يوفر مقر البرنامج

أكد المشاركون في "بروتيجيز" أن "بنك كوفيه" هي الشركة المحتضنة للمشروع، حيث تقدم الكثير من الخدمات والدعم بتوفير المكان الملائم والمقر لإجراء المقابلات والاجتماعات بين المرشدين والمنتسبين.

تجربة جوهرية

في كل عام يتم اختيار مجموعة متميزة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما لخوض تجربة جوهرية في حياتهم، عبر مزيج مكثف ومثير من الدورات، والمحاضرات والأنشطة الممنهجة، التي تدار داخل الكويت وخارجها.

 وذلك بهدف إنماء جميع مهاراتهم الشخصية، والإدارية، والتحليلية، والمهنية والجماعية، على أن تختار وتقود هذه المجموعة الصغيرة مشروعاً فعليا متعدد الأوجه، يهدف إلى خدمة وبناء المجتمع والعمل على تقدمه، من خلال التأثير على الشباب ودفعهم باتجاه التغيير الإيجابي في محيطهم، ويرجع النجاح المبهر لهذا البرنامج إلى العقول العظيمة، والقلوب المعطية من ورائه المرشدون أو «المنتورز».  

ومرشدو «بروتيجيز» هم مجموعة قديرة من الشخصيات العامة، من ذوي الخبرة والنجاحات الاستثنائية في مجالات عديدة، تتضمن التسويق والعلاقات العامة، والطب والعلوم، والتنمية البشرية وعلم النفس، والتمويل والاستثمار، والاقتصاد وإدارة الأعمال والمشاريع، يعملون بجد من دون مقابل لتحقيق هدف البرنامج.

اختيار 25 من ألف متقدم للبرنامج

قال المرشد مشاري الفرح، إن عملية اختيار الطلبة تكون دقيقة جدا "لأننا في كل عام نفحص ونقابل ما بين 300 إلى 1000 متقدم، ويتم بعد ذلك اعادة المقابلة لمن يجتاز منهم مرة أخرى، وهكذا حتى نصل إلى العدد المطلوب وهو 25 شخصا، وهذا يتطلب وقتا وجهدا كبيرين، لاسيما أننا متطوعون".

وأضاف الفرح "نحرص على الاهتمام بعملية الفحص والتدقيق اثناء عملية الاختيار حتى نحصل على الافضل من المشاركين الذين لديهم الرغبة في المشاركة الفعلية والتعلم، فنحن لسنا بحاجة إلى اشخاص يعتقدون أنهم عارفون بكل شيء وليسوا بحاجة إلى التدريب".

وذكر أن "الاختيار يتم وفق آلية واضحة للأشخاص الراغبين في التعلم، وليس وفق التميز أو التفوق الدراسي أو الذكاء العالي فهذه مقاييس لا تهمنا، وإنما نحن نركز على القابلية في التعلم لدى المتقدم، ونحن نبحث عن الشخص القادر على التعلم، والذي يرغب في التأثير بالمجتمع".

وأشار إلى أن 6 مرشدين يعملون في "بروتيجيز" وهو برنامج تطوعي غير ربحي "حيث نتلقى دعما من الشركات الرئيسية كبكو"، لافتا إلى أن جمال البرنامج أنه غير ربحي، والذي يعمل يركز على العطاء.

وأوضح أن فترة العمل في "بروتيجيز" تكون خلال الصيف، اما المرشدون فيعملون طوال العام، حيث يعطى المنتسبون 96 يوما لتنفيذ مشروعهم.

يترك بصمة واضحة في حياة كل شخص ينتسب إليه فاطمة الحوطي

البرنامج يتدخل في زراعة القيم وتوسيع المدارك لدى المشاركين مشاري المفرج

البرنامج علمني كيفية القضاء على أفكار الرهبة والخوف والتغلب على الأمور أحمد بسام

يجمع الناس من مختلف بقاع الأرض دون تمييز أو عنصرية أثناء الاختيار سارة خليل
back to top