Keeping Room... نظرة مؤلمة إلى النساء في زمن الحرب

نشر في 13-10-2015
آخر تحديث 13-10-2015 | 00:01
تدور الأحداث في مكانٍ ما من الجنوب الأميركي في عام 1865. يبدأ فيلمThe Keeping Room بسماع صوت مدوّ ورؤية الدماء. إنه عالم يائس ومرعب حيث نشاهد ثلاث نساء يحاولن البقاء على قيد الحياة بعد تدمير منزلهنّ وقتل أفراد عائلتهن نتيجة الحرب الأهلية الأميركية.
أوغوستا (بريت مارلينغ) هي الشقيقة الكبرى والقوية والذكية وهي تحمي منزلها الذي يشمل شقيقتها الصغرى لويز (هايلي ستاينفيلد) الوقحة والضعيفة و»عبدتهما» ماد (مونا أوتارو). يتربص بهنّ جنديان سافلان من جنود الاتحاد، وهما يبدوان متعطشين للشرب والنساء. تخيّم مظاهر العنف الجنسي وغيرها من الاعتداءات على أجواء الفيلم.

الفيلم من إخراج دانيال باربر ويسود جو كئيب ومدروس في مختلف المشاهد التي تعج بالأسلحة ومظاهر الكدح. استُعملت فيه إضاءة وامضة وباهتة وبدت المنازل قاحلة، وقد ترسخت هذه الأجواء عبر الأصوات الهامسة، وحتى الهواء يتأوه ويئنّ. تولت جوليا هارت كتابة السيناريو وترتبط الصراعات التي تطرحها بالنساء على وجه خاص: مشاهد الاغتصاب متكررة والتهديدات التي تتعرض لها النساء دائمة. لكن تتخلى أوغوستا عن أنوثتها لأنها تضطر إلى التحول إلى رجل المنزل في ظل غياب الرجال. تبدو لعبة تبادل الأدوار آخر تكتيك فاعل كي تبقى النساء على قيد الحياة في ذلك العالم الجهنمي الذي يصرّ على تدميرهن.

يؤدي سام وورثينغتون دور موزيس، وهو الرجل الأذكى بين الجنديَّين. حذق وانتهازي ومتوحش. لا نتعرّف إليه عن كثب، بل نشاهد تفاصيل صغيرة عنه، ولا نفهم جيداً ما يجعله يتعقب النساء: الأمر الواضح هو أنّ الحرب تغير الناس وطريقة تفكيرهم وسلوكهم وقناعاتهم. فيما تتخيل النساء الأهوال الحاصلة خارج المنزل، يُجبَر هؤلاء الرجال على المشاركة فيها.

يبدو العنف وحشياً، لا سيما ضد النساء، ويصعب استيعابه بغض النظر عن الواقعية التاريخية أو السياقية. لكن يركز العنف الجنسي على تجارب النساء في هذا المجال بدل تسليط الضوء على طبيعة العمل العنيف بحد ذاته. لا تركز المشاهد مطلقاً على إظهار أجسام النساء بل إنها تعرض عواطفهن وتجربتهن الداخلية بسبب العنف. نتيجةً لذلك، نحن أمام فيلم يصعب مشاهدته مع أنه يحمل رسالة مهمة وعميقة.

تقول ماد في سياق الأحداث: {تكثر أنواع الوحوش في هذا العالم ولا أحد يعرف أي نوع سيواجهه}. تقابل النساء عدداً من تلك الوحوش على الأقل لكن لا تنتهي القصة عند هذا الحد. هذا الحصار هو واحد من العوائق التي ستواجهها النساء تزامناً مع زحف جنود الاتحاد المنتصرين نحو الجنوب. يذهب الرجال إلى الحروب وتتحمل النساء عواقب تلك الحروب الوحشية.

back to top