The Martian... لفتة إيجابية يجب نشرها

نشر في 13-10-2015
آخر تحديث 13-10-2015 | 00:01
No Image Caption
من الصعب تأمين رحلة العودة إلى المنزل عندما تتعطل آليتك على بعد 40 ميلاً عن منزلك. ولكن عندما تصبح المسافة 40 مليون ميل، هنا يكمن التحدي.
هذه بالتحديد المعضلة التي تواجهها شخصية يجسدها مات دايمون في The Martian.
يتتبع فيلم رايدلي سكوت الجديد The Martian، المستوحى من كتاب آندي وير المتقن والدقيق الذي حقق أعلى المبيعات، قصة عالم نبات/رائد فضاء يتركه زملاؤه وراءهم بعد أن يخالوا أنه مات خلال مهمة نظمتها {ناسا} إلى المريخ. وهكذا ببقائه في القاعدة مع قليل من الأوكسجين والطعام وعجزه عن الاتصال بالأرض، يُضطر مارك واتني إلى التغلب على كل تحدٍّ كعالم بطل.

خلال دردشة عبر الهاتف أخيراً، قال مات دايمون أنه سُر بأداء دور مستقبلي جديد بعد Elysium، The Zero Theorem، وInterstellar، الذي يظهر فيها أيضاً كرائد فضاء معزول.

ذكر: {أعشق الخيال العلمي. وقد مر أكثر من عقد لم أتلقَّ خلالها عرضاً لفيلم خيال علمي جيد. وفجأة حظيت بعدد منها}. ولا شك في أن هذا تبدل مفرح، وفق دايمون، مع أنه جاء صدفة لا بتخطيط مهني متعمد منه.

يبدأ The Martian بإحدى تلك الصور الليلية للسماء المرصعة بالنجوم التي تجعل الناس يفكرون بمدى ضآلتهم في الكون. لكنه ينتقل بعد ذلك ليروي لنا قصة عن الانتصار البشري. وقد شكل مفهوم أننا أكثر من مجرد ذرات عاجزة، وأننا نستطيع الفوز بحرب في الفضاء الخارجي جزءاً مما جذب دايمون إلى هذا المشروع.

يضيف دايمون: {راقني أنه فيلم يرفع المعنويات. لذلك من الجيد عرضه للناس}. عندما التقى هذا الممثل وير في بداية التصوير، دعا الكاتب هذا العمل {رسالة حب إلى العلم}. ويشكل الفيلم القصة العملية الواضحة الوحيدة التي شارك فيها، بخلاف فيلم التشويق Contagion عن الأمراض المعدية.

يشير دايمون: {أعتقد أن هذا أحد الأسباب التي شدتني تلقائياً إلى الفيلم لأنه لا يشبه البتة أي عمل أديته سابقاً}.

صحيح أنه يشارك في الفيلم مع مجموعة مذهلة من الممثلين، بمن فيهم زميلته من Interstellar جسيكا تشاستين، كريستن ويغ، شيواتل إيوفور، دونالد غلوفر، وكايت مارا، إلا أن شخصية دايمون تظهر وحدها في الجزء الأكبر من اللقطات. ويؤكد الممثل أن الابتكار الذي حملته فكرة تقديمه الكثير من المشاهد لوحده كان أيضاً أحد الأسباب التي جذبته إلى هذا الفيلم.

يتابع موضحاً: {أعتقد أن هذا سيشكل تحدياً ومجاذفة إلى حد ما. لكن هذا الشعور يتبدد عندما تعمل مع مخرج مثل رايدلي سكوت. فحين علمت أنه وافق على تنفيذ هذا المشروع، سهُل علي اتخاذ القرار. لم أشعر مطلقاً أنني وحيد لأن رايدلي كان دوماً على بعد بضعة أمتار مني}.

يوضح دايمون أيضاً أن الفيلم راقه بسبب شكل قصته. فيشكل أحد أعمال الاستوديوهات الكبيرة القليلة خلال فترة طويلة التي تروي مغامرة تخلو من أي أشرار أو أعداء.

يقول الممثل: {لا نشاهد الكثير من الأفلام التي تُعدّ بهذه الطريقة في الآونة الأخيرة. لذلك آمل أن يجذب المشاهدين. أتمنى أن يشاهده عدد كبير من الناس كي تواصل الاستوديوهات إنتاج أفلام مماثلة. كذلك يُظهر الفيلم الثقة الكبيرة التي يتمتع بها رايدلي لأنه كُلّف بتنفيذ فيلم يحظى بميزانية كبيرة ولا يضم أبطالاً خارقين. لكل مخرج طريقته الخاصة في العمل، إلا أن رايدلي مميز حقاً}.

يصور سكوت بأربع كاميرات دفعة واحدة.

يخبر دايمون: {لم يسبق لي أن رأيت مخرجاً يقوم بهذا ببراعة مماثلة. يتمتع بخبرة واسعة ويعمل بسرعة كبيرة لأنه يعدل المشهد بالاعتماد على الكاميرا خصوصاً. في اليوم الأول، دخلت خيمته ورأيت أمامه أربع شاشات. فقلت: هذا مذهل يا رايدلي، فكل من هذه اللقطات مميز. فنظر إلي وقال: نجحنا في التميز منذ زمن. كان العمل معه متعة بحق}.

صحيح أن سكوت يبرع في استخدام المؤثرات البصرية ويُعتبر محرراً من الطراز الأول، إلا أن دايمون يشدد على أنه هو أيضاً يركز على الدقة في الأداء. يذكر: {يختار اللقطة الأولى إن كانت ناجحة. لكنه لا يتردد في إعادة المشهد 30 مرة إن دعت الحاجة. ويرفض الانتقال إلى أي مشهد آخر إن لم يحصل على ما يريده}. ومع أن عمل سكوت كراوي قصص في The Counselor، Exodus، وPrometheus لاقى الكثير من الانتقادات، إلا أن دايمون أشار إلى أنه أحب نص فيلمه الأخير، وأن {المشروع مسه شخصياً. وهكذا حصل على قصة يريد حقاً إخبارها}.

شكل اقتباس رواية وير، التي تجمع بين الدراما المشوقة والضحك أحد التحديات. فكيف نحتفظ بكل هذه الفكاهة في الكتابة، مبقين في الوقت عينه الإثارة والتشويق عاليين ومعززين الشعور بالخطر والخوف والرعب؟ {كان على المخرج التعاطي مع هذه المسائل كافة دفعة واحدة. ولا شك في أنه برع في ذلك}، وفق دايمون.

أمل دايمون أن يلائمه الدور كما بزة رائد الفضاء. أراد أن يبدو ماهراً في مجال التكنولوجيا من دون المغالاة في ذلك. يؤكد أنه يحاول أداء {أدوار الرجل العادي}، حتى حين يواجه الأشرار في سلسلة {بورن}. هنا أيضاً يشارك في مغامرة تؤدي إلى أزمة طويلة يجسد فيها شخصية تضحي بنفسها، ساعياً في الوقت عينه إلى التواصل مع الرجل العادي في الشارع. كذلك يؤكد دايمون أنه سُرّ لأن للفيلم طابعاً دولياً، فيما يتحد أناس من خلفيات عدة لإنقاذ شخصية دايمون.

يخبر: {يحمل الكتاب هذه الميزة أيضاً، فيما يتعاون العالم بأسره، إذا جاز تعبير، لإنقاذ واتني. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، سيحاول الجميع تقسيمنا. لذلك من الجيد أن نبعث برسالة عن الوحدة للعالم}.

back to top