«أهواك»

نشر في 12-10-2015
آخر تحديث 12-10-2015 | 00:01
 مجدي الطيب أول ما يلفت النظر في «أهواك» أنه يشذ عن الأفلام آل السبكي، حيث ابتعدت منتجته رنا محمد السبكي عن «الخلطة» المعتادة في أفلام دأب والدها وعمها أحمد السبكي على إنتاجها، وتعتمد على الثالوث غير المقدس: الفرح والراقصة والمغني الشعبي، ومعهم البلطجي إذا اقتضى الأمر، وهو التمرد الذي بدأه من قبل ابن عمها محمد أحمد السبكي عندما تحمس لإنتاج «زنقة ستات»، وفعلها كريم أحمد السبكي من قبلهما بموافقته على إنتاج «الحرب العالمية الثالثة»، بما يعني أن لدى جيل الأبناء من آل السبكي رؤية إنتاجية مغايرة بدرجة ما عن جيل الآباء، وربما يتحمس لتقديم المعادلة التي يبحث عنها النقاد، وأبى الآباء مجاراتهم فيها أو السعي للاقتراب منها!

في «أهواك» تعود الشركة المنتجة، بإرادتها أو بتحريض من المطرب تامر حسني، إلى التعاون مع المخرج محمد سامي، الذي تعاون معها سابقاً في «عمر وسلمى 3» بطولة تامر حسني، الذي بدا متحمساً له مذ تجربتهما الناجحة في مسلسل «آدم»، ومنحته الفرصة كمخرج وكاتب للقصة، التي شارك في كتابة السيناريو لها، وليد يوسف. وتحكي قصة «شريف قابيل» (تامر حسني) طبيب التجميل الذي أضرب عن الزواج لكن شقيقته «نجوى» (أمل رزق) تنجح في إقناعه بالتعرف إلى عائلة الفتاة الشابة «بسنت» (إلهام عبد البديع) لكنه يقع في غرام أمها المطلقة «رنا» (غادة عادل)، ويبذل المستحيل للتقرب منها، والظفر بحبها،  خصوصاً أن ابن شقيقته «أحمد» (أحمد مالك ) يحب الابنة المراهقة التي تدرس معه في كلية الفنون الجميلة!

مرة أخرى بعد تجربة المخرج الشاب خالد الحلفاوي في «زنقة ستات»، ينجح المخرج محمد سامي في الاقتراب من المعادلة الصعبة، ويجمع بين تقديم فيلم متماسك، رغم بعض الهنات، والوصول إلى قمة شباك التذاكر، بعد تحقيق أعلى الإيرادات، التي يرجع الفضل في حصدها إلى المطرب تامر حسني بجماهيريته الكبيرة التي لا يمكن إنكارها، ثم تأتي من بعده غادة عادل التي قدمت أفضل أداء لها، وبدت فاهمة لأبعاد الشخصية المعقدة للشابة، التي تزوجت «حمزة» (محمود حميدة) الأكبر منها سناً، لأنه غني، وعقب إنجاب ابنتهما المراهقة، وطلاقها منه، بسبب خيانته لها مع صديقتها «رودي» (بسنت السبكي)، تعيش مشاعر متضاربة بين الكراهية والأمل في العودة إليه، ورفض الطبيب «شريف»، الذي تظنه يتلاعب بقلب ابنتها، ويسعى للجمع بينهما!

عانى الفيلم من التطويل، وتكرار المواقف (مونتاج أحمد حافظ) والجمود الدرامي، ما أصاب المشاهد بالملل، خصوصاً أن الأحداث تكاد تكون محصورة في ثلاثة أماكن أو أربعة على أكثر تقدير هي: فيلا البطلة «رنا» في الجونة، كلية الفنون الجميلة حيث يدرس «حمد» و{بسنت»، محل بيع الطيور والحيوانات التي تملكه «رنا» وصديقتها المطلقة «بهيرة» (انتصار) وعلى استحياء ظهرت عيادة طبيب التجميل والشقة التي تعيش فيها شقيقته وابنها، ومن ثم لم يبرح الفيلم مكانه، واعتمد السيناريو، ثم الفيلم، على «الإفيهات» المعتادة من تامر حسني، و»الاستظراف» إذا لزم الأمر، والحيل الساذجة التي طالما أتحفنا بها في أفلامه السابقة، وكأنها من بنات أفكاره، فضلاً عن السباب المستمر من جانب غادة عادل لابنتها، وأحمد مالك لعائلته «القذرة»، حسب وصفه، والجرأة التي تصل إلى حد الوقاحة في حوار «بهيرة»، التي تعاني شبقاً مفرطاً نتيجة تعطشها لوجود رجل في حياتها،  والسطحية التي اتسمت بها شخصيتها ما اضطر كاتب السيناريو إلى إخفائها بأكثر مما عمد إلى إظهارها!  

يُحسب للمخرج محمد سامي جرأته في الاعتماد على تامر حسني كممثل، ولم يستثمر جماهيريته كمطرب، بدليل الاكتفاء بأغنيتي «كل حاجه بينا» و{هقولك كلمة»، كما يُحسب له التوظيف الجديد للممثلين، ونجاحه في مهمته مع غادة عادل والوجوه الشابة: أحمد مالك وإلهام عبد البديع وسعاد القاضي، التي جسدت دور الطبيبة «شويكار» المساعدة في عيادة التجميل، وإخفاقه في توظيف محمود حميدة، رغم امتلاكه الكثير من المقومات التي تؤهله لتقديم الكوميديا بشكل أفضل مما فعل في هذا الفيلم!

احتل «أهواك» صدارة شباك التذاكر في موسم عيد الأضحى المبارك، ووصلت إيراداته إلى ما يقرب من 12 مليون ونصف المليون جنيه خلال الأيام الأربعة الأولى للعيد، بفضل اكتمال عناصره الفنية كالتصوير (جلال الزكي)، الديكور (إسلام البنا) الموسيقى (عادل حقي) والستايلست (عبير الأنصاري) لكن المفارقة المثيرة للدهشة أن الفيلم، الذي تدور حوادثه بالكامل تقريباً في «فيلا» يعيش فيها رجل وامرأة لا تربطهما علاقة شرعية من أي نوع، شهد إقبالا كبيراً  من جمهور قيل إنه متدين بالفطرة، وأنتجته شركة صدعتنا بالحديث عن «السينما النظيفة»!  

back to top