التشكيلي حميد خزعل... ثراء التجربة ونضجها

نشر في 11-10-2015
آخر تحديث 11-10-2015 | 00:01
يعرض «هوامش من سيرة شهرزاد»
تعرض قاعة بوشهري للفنون غداً مجموعة أعمال للفنان التشكيلي حميد خزعل تحت عنوان {هوامش من سيرة شهرزاد}. غير أن خزعل لن يحضر بسبب عارض صحي يعانيه، حيث يستكمل علاجه راهناً خارج البلاد ضمن رحلة علاج بدأها في الأشهر القليلة الماضية في مستشفى الأميرة غريس بلندن. وخضع خزعل لجراحتين ناجحتين استأصل الأطباء فيهما أوراماً سرطانية من الفم والرقبة، وتكفلت شركة نفط الكويت بنفقات علاجه في لندن. ويحتاج خزعل إلى متابعة طبية لاستكمال العلاج، علماً أنه تخطي المرحلة الحرجة.

تتميز تجربة الفنان حميد خزعل بالثراء والنضج إذ منحته موهبته القدرة على ترجمة مشاعره عبر الرسم والنحت إضافة إلى ممارسة النقد الفني، ومن أحدث مؤلفاته في التشكيل إصدار بعنوان {أوراق تشكيلية كويتية}، حيث يوثق للتشكيليين في الكويت من خلال التركيز على نتاج مجموعة من الفنانين في الجزء الأول من الإصدار. وتتضمن السلسلة بعض الاسماء المضيئة في مجال التشكيل المحلي.

في التقديم للكتاب، يشير الروائي وليد الرجيب إلى فرادة خزعل في مجاله، فهو يجمع بين ممارسة التشكيل والنقد معاً، معتبراً {أوراق تشكيلية كويتية} قيمة فنية فاتنة، حلق الكاتب عبرها على صفحاته في هالات الفن بجناحي الوعي والذائقة، فصياغة رؤيته وكلماته تشبه صياغة اللون على لوحة بكر، أو صياغة الحلم عن عمد وسبق إصرار، ويقول الرجيب: {حسب علمي وظني، أنه لم ينتج كتاب في النشر التشكيلي الكويتي، يتجاوز المألوف بدراسته للإبداع التشكيلي، وقراءة أفكار الفنان وتشريح فلسفته الحياتية والفنية مثل هذا الكتاب، الذي عمل عليه بجهد الفنان التشكيلي الكويتي، والناقد والدارس للفنون التشكيلية الأستاذ حميد خزعل».

وعن أهمية الإصدار يلفت الرجيب إلى أن خزعل يكاد يكون أحد الفنانين الكويتيين القلائل، الذين اهتموا بتوثيق ودراسة الفن التشكيلي الكويتي عبر رؤية متقدمة، وضمن أدوات نقدية فنية متطورة وواعية للأبعاد التاريخية والنفسية والفكرية للأعمال الفنية ومنتجيها، ولا يستبعد من المعادلة جمهور التلقي والتذوق، وهو المهموم بضرورة مشاركة الجمهور في صياغة أعماله الفنية، وهذا ما يجعل الفنانين والكتاب يتسمون بالخلود، فمن يضع الجمهور نصب عينيه أثناء عملية الإبداع، يكتشف بوابة التاريخ}.

أشكال فنية

يسلط الإصدار الضوء على سبعة فنانين تشكيليين هم: حسين مسيب، ومحمد البحيري، ومحمود أشكناني، وسهيلة النجدي، وفاضل العبار، وناجي الحاي، وسوزان بوشناق. ويقول المؤلف عن تجربة الراحل حسين مسيب أن فكره لا يتقد أو تعمل مخيلته إلا مع الناس وبينهم، لأنه يعشق الناس ويستلهم خياله الفني والعاطفي من هموم بسطائهم وحركة رحلتهم اليومية وهم يتصيدون لقمة العيش. بينما يصف خزعل منجز الفني للفنان محمد البحيري بأنه يكاد يغوص في غياهب الرمزية التي تختزل مكونات المشهد التشكيلي إلى مساحات لونية مجردة. وعن الصياغة البصرية في أعمال محمود أشكناني، فيرى أنها تركز على علاقة متوترة تفرز نوعاً من الصراع المتفجر، ينبجس بين الحين والآخر خلال مسيرة تطور المدينة كصيغة معمارية ونموها البشري.  وفي ما يتعلق بالفنانة سهيلة النجدي فيؤكد خزعل أنها تجربة لونية أبرزت بوضوح سهولة التعايش التلقائي والخالي من التصنع بين الفكرة وكتلة اللون والخط. أما الفنان فاضل العبار فيلفت المؤلف إلى أن المسحة العاطفية تظل هي الغالبة على مجمل فكر العبار التشكيلي في مجال إعادة صياغة الكتلة، مستفيداً في بعض الأحيان من الأشكال والملامس التي تطفو على خريطة تضاريس الخامة. ويرى خزعل أن الأفكار الكثيرة في أعمال الفنان ناجي الحاي تتعايش بسلام مع المساحات اللونية داخل حدود اللوحة إذ أنها نتاج صياغة تلقائية. ويحدد خزعل أبرز ما يميز أسلوب الفنانة سوزان بوشناق هو تبسيطها للغة الطرح البصري في محيط لوح الرسم وهذا ما جنبها في الدخول في متاهات الحوار اللغوي.

لمحة ذاتية

• بدأت مواهب الفنان حميد خزعل التشكيلية بالبروز منذ مرحلة الابتدائية، إذ كان يدرس في مدرسة الفحيحيل الابتدائية التي سميت لاحقاً عثمان بن عفان، وبعد اجتياز المرحلة المتوسطة في مدرسة المعري المتوسطة، وبناء على توجيهات مدرسي التربية الفنية التحق بمعهد المعلمين، وأنهى بعد أربع سنوات دراسته بحصوله على دبلوم التربية الفنية سنة 1970.

• عمل مدرساً للتربية الفنية في المرحلة الابتدائية مدة خمسة أعوام، حصل بعدها على إجازة تفرغ دراسية، سافر خلالها إلى القاهرة والتحق بكلية الفنون الجميلة -قسم الرسم والتصوير الزيتي- وتتلمذ خلال فترة الدراسة على يد مجموعة كبيرة من أساتذة الكلية الفنانين منهم حامد ندا، وكمال السراج، ومصطفى الفقي، ومحمد رياض، وأحمد نبيل وغيرهم)، وحصل بعد ذلك على بكالوريوس الفنون الجميلة سنة 1980- 1981، عاد بعدها إلى التدريس في ثانوية الصباحية، ثم عين موجهاً فنياً في قسم النشاط الفني بمنطقة حولي التعليمية.

• مارس النقد التشكيلي في بعض الصحف المحلية والعربية، ومن مؤلفاته كتاب عن الحركة التشكيلية الكويتية المعاصرة، بالاشتراك مع الدكتور عادل المصري، بتكليف من منظمة اليونسكو- المكتب العربي للتربية والعلوم والثقافة، و{أوراق تشكيلية كويتية}.

• انتسب خزعل إلى مجموعة جمعيات وروابط مهنية، منها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وجمعية الصحافيين الكويتية، وعضو منظمة الصحافيين العالمية.

فكرة الإصدار

يشير الفنان حميد خزعل إلى أن فكرة توثيق الحركة التشكيلية الكويتية بدأت منذ سنة 1987 عندما كُلفت والمرحوم الدكتور عادل المصري بتأليف كتاب حول الحركة التشكيلية الكويتية، وقد كتبت عن الجانب الذي يتعلَّق بالحركة التشكيلية الكويتية بينما كتب الدكتور عادل المصري عن الجانب الذي يتناول علاقة الحركة التشكيلية الكويتية بالحركة الفنية العالمية، وذلك ضمن مشروع عربي لتوثيق الحركة التشكيلية العربية المعاصرة توطئة لإصدار موسوعة تشكيلية عربية، وقد أصدرت دول عربية عدة الأجزاء الخاصة بها ضمن هذا المشروع تحت رعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

back to top