شهادات علمية مزورة للقادرين على الدفع

نشر في 10-10-2015
آخر تحديث 10-10-2015 | 00:01
No Image Caption
حصلت مريم ملاك، التي تبلغ التاسعة عشرة من العمر، وهي من قرية تابعة لصعيد مصر على درجات تقارب الكمال في المدرسة الثانوية، وكانت تحلم بأن تصبح طبيبة، ولكن عندما أعلنت نتائج امتحانات التخرج على مستوى البلاد في شهر يوليو الماضي أبلغت هذه الطالبة بأنها حصلت على صفر، لأنها أخفقت في الإجابة عن أسئلة الاختبارات.

ملاك لديها تفسير آخر، فأوراق اختبارها استبدلت مع أوراق شخص دفع رشوة، أو استخدم علاقة ما بغية نيل درجات أعلى. ولكن الحكومة تقول إنها حللت الخط في ورقة الامتحان التي حصلت فيها على درجة الصفر وتأكد لها أنه خط يدها. ولم يردع ذلك ملاك التي تسعى إلى التقاضي للقيام بمراجعة مستقلة للكتابة. ويقول محاميها إيهاب رمزي «نحن نحارب هذا نيابة عن كل الطلاب الذين عانوا الظلم في النظام التعليمي المصري، وهذه القضية مجرد مثل على الفساد المستشري داخل وزارة التربية في مصر».

وتعتبر ملاك بطلة بالنسبة إلى المصريين الذين سئموا الرشوة والمحاباة. وبعث عشرات الآلاف من الناس رسائل دعم على فيسبوك وتويتر تقول «نحن نصدق مريم ملاك». وعرض مشاهير دفع رسوم دراستها في جامعة أجنبية. وتحتل مصر مرتبة أقل من المعدل عند مرتبة 94 بين 175 دولة في شتى أنحاء العالم في مؤشر مجموعة مكافحة الفساد التابعة للشفافية الدولية.  وقال نحو 67 في المئة من المصريين الذين شملهم استطلاع المجموعة في سنة 2013، إن النظام التربوي فاسد. وقالت «الشفافية الدولية» في تقرير لها أصدرته في عام 2013 «يمكن رؤية الفساد في كل مستويات الأنظمة التربوية» في العشرات من الدول في شتى أنحاء العالم.

تأثر الطلاب اللامعين

مدارس الفساد لا تضر فقط الطلبة اللامعين الذين لا تستطيع عائلاتهم -أو لا تريد- دفع رشا، بل انها تسبب أضراراً اقتصادية واسعة النطاق، بحسب ستيفن هينيمان وهو بروفيسور فخري من جامعة فاندربلت، ومسؤول سابق في البنك الدولي قام بدراسة الفساد في النظام التعليمي.  ويقول أرارات اوسيبيان، وهو اقتصادي أوكراني تدرب في الولايات المتحدة يدرس حالات الفساد في النظام التربوي في بلاده، إن الطلبة الذين يحصلون على درجات عن طريق الرشوة أو المحاباة قد يحصلون على وظيفة في وكالة حكومية أو في شركة في بلادهم، وتلك هي الحالة في أوكرانيا «ولدينا موظفون حكوميون لا يستطيعون معالجة عمل مكتبي بسيط».

يذكر أن رئيس جامعة الطب الوطنية في كييف أقيل في السنة الماضية بعد اتهامه بقبول رشا من أجل رفع معدلات درجات طلبة وتقديم شهادات طب لغير المؤهلين. كما أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يعترفان بشهادات الطب الصادرة من أوكرانيا.

وفي سنة 2011 تم تسريح عدة إداريين في جامعة بيروغوف الطبية الوطنية الروسية في موسكو، بعد أن اكتشف مفتشون حكوميون أن ثلثي ما يزيد على 700 موقع لطلبة منح كاملة ملئت من قبل «أشباح»، إما لم يكن لهم وجود أو لم يتقدموا إلى كلية الطب. وكانت تلك المواقع مخصصة بشكل مجاني ثم تم بيعها إلى متقدمين لقاء 14000 دولار.

* كارول ماتلاك | Carol Matlack

back to top