الأسلحة المضادّة للسرطان

نشر في 10-10-2015
آخر تحديث 10-10-2015 | 00:01
No Image Caption
رغم أنّ الدواء المضاد للسرطان غير متوافر بعد، فإننا نعرف اليوم أنّ عاداتنا اليوميّة ونظامنا الغذائي ونظافتنا والتمرين الرياضي إلخ، تزيد فرص الوقاية منه. إليكم نصائح الخبراء.
{لماذا يرغمونني على التوقف عن التدخين أو على ممارسة المزيد من الريّاضة لتقليص خطر الإصابة بالسرطان، ما دُمنا نقف عاجزين في معظم الحالات؟ ماذا بوسعي أن أفعله لمكافحة التلوّث؟}. ومع ذلك، يؤمن الأطباء بأن باستطاعة الفرد تفادي نحو نصف حالات الإصابة بمرض السرطان إذا بدّل نمط حياته.
 إنّه أمرٌ بديهيّ أن ينتاب القلق أفراد العائلات التي لها تاريخ بالإصابة بالسرطان. يحذّر الدكتور دومينيك بيسيت، رئيس قسم الوقاية في المعهد الأميركي الوطني للسرطان: {ننتبه إلى العنصر الوراثّي الذي يشكّل 5 إلى 10 في المئة فقط من حالات السرطان}. وحين يتّم تشخيص المرض بمعدلّ مرتفع أكثر من المعدّل الطبيعي جرّاء العنصر الوراثي، تتّم متابعة المرضى وفق أساليبٍ مناسبة.

العمر هو عنصر الخطر الآخر. يمكننا أن نبدّل مجرى الأمور عبر اعتماد نمط حياة صحيّ.

ومن الضروري أيضاً عدم التغاضي عن الخطر إذا صادفنا عارضاً غريباً ظهر فجأة، والخضوع لفحوص التشخيص الموصى بها بانتظام، وهو أمر متاح، كما تعلمون، لسرطان الثدي خصوصاً (التصوير الشعاعي للثدي) وسرطان الجلد وسرطان القولون

تفادي عوامل الخطر

في ما يتعلّق بعوامل الخطر الممكن تفاديها، باستطاعتنا بالفعل السعى إلى إيجاد حلٍّ يغيّر مجرى الأمور. يوضح د. بيسيت: «تعتمد أحدث المعطيات حول مختلف عوامل الخطر المؤديّة إلى السرطان على التحليل المشترك لدراستين، الأولى فرنسيّة نشرها المركز الدولي لبحوث السرطان عام 2007 والثانية بريطانيّة نُشرت أخيراً. يتصدّر التبغ قائمة الأسباب بنسبة 18٪، يليه الكحول بنسبة 8٪ في فرنسا و4٪ في المملكة المتحدة، تليه العوامل الغذائيّة بنسبة 9٪، والوزن الزائد والبدانة بنسبة 2٪، والخمول البدني بنسبة 2٪، ثمّ العوامل المعدية كإلتهاب الكبد أو فيروس الورم الحليمي البشري بنسبة 3٪، والعلاجات الهرمونيّة بين 0.5٪ و 2٪ حسب الدراسات والأشعة فوق البنفسجيّة بنسبة 2٪، والبيئة المهنيّة بين 4٪ و8٪. كثيرةٌ هي حالات السرطان التي يمكننا التغلّب عليّها. علينا ألاّ نهدر هذة الفرصة الثمينة المتاحة للجميع. ولكن كيف لنا أن نباشر بالتطبيق؟ هذا ما تكشفه لنا المعلومات أدناه.

 

معلومات إضافيّة:

لا يحدث/ يظهر السرطان بين ليلةٍ وضحاها. لتقليص مخاطر السرطان، لا بدّ من أن نفهم أوّلاً العوامل المؤديّة إلى ظهوره.ينتج المرض عن خلل وظيفي في بعض خلايا الجسم. تتكاثر الأخيرة بطريقة فوضويّة. ويعود هذا الانحلال الخلويّ إلى عناصر عدة مجتمعة:

• أوّلاً، آفّةٌ تسبّبها سفعات الشمس المفرطة في حالة الورم الميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيّة.

• ثانيّاً، التهابُ الكبدِ في حالة سرطان الكبد.

• ثالثاً، عدوى فيروس الورم الحليمي البشري في حالة سرطان عنق الرحم... أو حتى شيخوخة طبيعيّة للخلايا. ولكن للإشارة إلى وجود ورم، لا بدّ من أن يكبر/ يلتهب الجرح تحت تأثير عامل أو عوامل خطر عدة (نمط الحياة، والوراثة) و/ أو نقص المناعة.

 

• ضعوا حدّاً لهذه الأغذية الخطيرة:

الزيوت والدهون والسكريّات:

لا يتعلق الأمر بحرمان نفسك من قطعة من الجبن أو من قطعة حلوى كبيرة، بل بوضع حدّ للأغذيّة المحتوية على نسبة عاليّة من السعرات الحراريّة، مثل الوجبات السريعة والحلويات والمشروبات الغازيّة ومشروبات سكريّة أخرى. تساهم الأغذية الغنيّة بالدهون والسكريّات في زيادة الوزن الذي يساهم بدوره في زيادة خطر الإصابة بالسرطان. تشكّل البدانة مثلاً عاملاً خطراً مسبّباً لسرطان الثدي.

 اللحوم الحمراء:

يزيد تناول لحم العجل والبقر والخروف والخيل بكثرة خطر الإصابة بمرض سرطان القولون. ننصح إذاً بتناول أقل من 500 غرام من اللحوم الحمراء في الأسبوع. لإكمال حصص البروتين، يُنصح باستبدال الدواجن والسمك والبيض والقرنيّات بها. والحدّ من تناول اللحوم الباردة كالسجق   والنقانق.

الملح:

 يزيد الإكثار من الملح خطر الإصابة بسرطان المعدة، فضلاً عن مساهمته في ارتفاع ضغط الدم. من الأجدى إذاً عدم الإبقاء على استخدامه بكثرة في المطبخ وعلى المائدة. ويُنصح بالأعشاب المطيّبة كالثوم والبصل والبهارات لتتبيل الطعام. كذلك يجدر التنّبه إلى كميّات الملح الكبيرة المستخدمة في المنتجات المصنّعة (رقائق البطاطا والأجبان والوجبات الجاهزة وأنواع الحساء الصناعي...).

خمسة منتجات واعدة:

يقترح الدكتور ريشار بيليفو تناول هذة الأطعمة كسلوك وقائي ضدّ السرطان.

1 الشاي الأخضر يحمي من سرطان المعدة وسرطان القولون: اختر الشاي الأخضر الياباني وأوراق الشاي الأخضر، وانقعها لمدّة تتراوح بين 8 و10 دقائق، وتناول ثلاثة أكواب يوميّاً.

2 الثوم ضدّ سرطان المعدة وسرطان القولون وسرطان المريء: تناول 2 إلى 5 غرامات من الثوم الطازج يوميّاً، فلنقل فصّاً واحداً.

3 الصويا ضدّ سرطان الثدي: تناول فول الصويا (الإدامامي) والتوفو وحساء الميسو بانتظام.

4 زيت الزيتون ضدّ سرطان القولون: يُفضّل تناول ملعقتين أو ثلاث ملاعق من زيت الزيتون البكر وزيت الزيتون البكر الممتاز في الطبخ أو التتبيل.

5 ثمار الحمضيّات ضدّ سرطان المعدة: تناول ثمار البرتقال والليمون الهندي والكلمنتين الطازجة. فعصرها يجرّدها من الألياف ويزيد كميّة السكّر في الدّم.

فضّلوا الأطعمة الواقيّة

الخضراوات والفاكهة:

لم نعد بحاجة إلى اثبات فائدتها في الوقاية من مختلف أنواع السرطان. توصّل العلماء إلى تحديد طريقة مفيدة لاستهلاك قوامها تناول خمس حصص من الخضراوات والفاكهة في اليوم، أي ما يساوي 400 غرام. أمّا قوّة الحماية التي تتمتع بها النباتات فتعود إلى تركيبة موادها الكيماوية النباتيّة المختلفة. وبما أنّ الخضراوات والفاكهة تحتوي على قليل من السعرات الحراريّة، فهي تساهم في تخفيض خطر الوزن الزائد الذي يشكّل عاملاً آخر لخطر الإصابة بمرض السرطان. وللاستفادة القصوى من منافعها، يُنصح بتفضيل المنتجات الموسميّة والمحليّة: لا تحتوي الخضراوات والفاكهة على الفوائد الصحيّة نفسها في حال نموّها في بيوت بلاستيكيّة وتغذّت من المواد الكيماوية، خلافاً لتلك التي تنمو في الهواء الطلق.

الألياف:

ما من شكّ في أن النظام الغذائي الذي يحتوي على الألياف الغذائيّة يخفِّض خطر الإصابة بسرطان القولون. نجد هذه الألياف في الخضراوات والفاكهة، كذلك في جميع أنواع الحبوب (كالأرز والخبز والمعجّنات والقرنيّات (كالفاصولياء الجافّة والحمص والعدس...)، وهذه الأخيرة هي الأكثر قابليّة للهضم بين الخضراوات المجفّفة. وعلى أيّ حال، من الأفضل زيادة حصّة الألياف في النظام الغذائي تدريجاً، إذا كان المرء يعاني حساسيّة في الأمعاء.

 تحرّك طوال النهار

لتجنّب عدد من السرطانات، يُنصح بممارسة النشاطات اليوميّة لمدّة نصف ساعة على الأقل. ولكن من الأجدى إجراء تغييرات جذريّة على عادات الحياة الثابتة.

تؤكد الدراسات ما يلي: ينخفض خطر الأصابة بالسرطان كثيراً لدى النشيطين بدنيّاً مقارنةً مع من يلزم المنزل. تمّ توثيق التأثير الوقائي هنا على سرطان القولون وسرطان الثدي، بانخفاض معدل الخطر بنسبة 25 ٪. وتبيّن المعطيات أنّ سرطان بطانة الرحم والمبيض والرئة والبروستات، أقلّ شيوعاً لدى الريّاضيين.

 30 دقيقة من المشي يوميّاً

للاستفادة من العوامل الوقائيّة للنشاط البدني، يُنصح بالمشي السريع يوميّاً لمدّة 30 دقيقة على الأقل. وفي حال تعذّر القيام بذلك دفعة واحدة، يُنصح بالمشي لمدّة 10 دقائق على الأقل. لا يعتبر الدكتو ريشار بيليفو، وهو اختصاصي في الكيمياء الحيويّة ورئيس قسم علاج السرطان والوقاية منه في جامعة «كيبيك» في مونتريال، أنّ ذلك كافٍ ويوضح: «ممارسة المشي لنصف ساعة يوميّاً أمرٌ مفيد. ولكن إذا أمضينا باقي اليوم جالسين في السيارة أو خلف المكتب، ثمّ أمام التلفاز، يعني ذلك أنّنا ما زلنا نعاني الخمول البدني».

معلومات إضافيّة

وفقاً لبحثٍ نُشر في العام 2005 في «مجلّة الجمعيّة الطبيّة الأميركيّة»، انخفض خطر الإصابة مجدّداً بسرطان الثدي بنسبة 20 ٪ لدى اللواتي مارسن الرياضة بانتظام لمدّة تزيد عن ثلاث ساعات أسبوعيّاً وبنسبة 50 ٪ لمدّة تزيد عن تسع ساعات أسبوعيّاً ويسمح التحرّك، حسب قدرة الفرد، وبعد استشارة الطبيب ومع مساعدة معالج في البداية، بالتخفيف من الأضرار الناتجة من جراحة الثدي، خصوصاً اللذمة اللمفاويّة.

تأثير وقائي:

أحد أهّم تأثيرات النشاط البدني أنّه يقلّص الالتهاب المزمن داخل الجسم، حارماً الخلايا السرطانيّة غير الناضجة من أداة أساسيّة لنموّها. تمتصّ عضلات الرياضيّين نسبة السكّر في الدم بشكل أفضل لمحاربة الإنسولين، مّا يسمح للبنكرياس بفرز عدد أقّل من الهرمون المذكور وتقليص أثره السيئ على نموّ الخلايا السرطانيّة. ويؤدي انخفاض نسبة هرمونات الستيرويد لدى النشيطين بدنيّاً في الوقاية من السرطانات التي تساعد الهرمونات هذه على تفشّيها، خصوصاً في حال سرطان الثدي الذي تنمّيه هرمونات الأستروجين. وتجدر الإشارة إلى أنّ النشاط البدني المنتظم يسمح بالتحكّم بنسبة الدهون الزائدة التي تزيد خطر الإصابة بالسرطان بشكل ملحوظ.

تغيير العادات:

 من ينشط خلال النهار، يستفيد من الوقاية بصورة أكبر. التحرّك أكثر؟ نعم ولكن كيف؟ بركوب الدرّاجة بدلاً من السيّارة، وبنسيان أمر المصعد نهائيّاً، وبالترجّل مرّة أو مرتيّن من الحافلة لإكمال الطريق سيراً على الأقدام... وأيضاً بالخروج لتنّشق الهواء النقي عند استراحة الغداء، وعدم الجلوس في وسائل النقل العام، والردّ على المكالمات الهاتفيّة وقوفاً (يشغّل ذلك العضلات، كما يحرق الطاقة ثلاث مرّات أكثر من الجلوس). من دون أن ننسى طبعاً الاستفادة من عطلة نهاية الأسبوع لممارسة رياضتنا المفّضلة أو القيام برحلة صغيرة.

هل يؤثر الضغط النفسي على الإصابة بالسرطان؟

رأي البروفسور سيمون شروب من «جمعيّة مكافحة السرطان»:

«لا شيء يثبت ذلك»

قد يفضي الضغط النفسي المزمن إلى التخمة الغذائيّة أو إلى إدمان الكحول، ما يزيد خطر الإصابة بالسرطان. لم تجد الدراسات بشكل عام أيّ علاقة وطيدة بين الضغط النفسي والسرطان. يستنتج العالم النفسي يوري غيدرون وفريق عمله أنّ الضغط النفسي والأفكار أو المشاعر المتشائمة تحفّز إنتاج السيتوكين، وهي بروتينات مسؤولة عن تنظيم الاستجابة المناعيّة. إذا كان الضغط النفسي شديداً أو أمسى مزمناً، تتكاثر السيتوكين وتتفاقم الالتهابات المرتبطة بالسرطان. ما من دليلٍ مع ذلك على وجود علاقة سببيّة بين الضغط النفسي والسرطان. وغالباً ما تكون العناصر غير المباشرة السبب في اعتمادنا سلوكاً تنقصه المناعة: كالحرمان من النوم والإفراط في الطعام والتدخين وشرب الكحول...

رأي العالمة النفسيّة والباحثة في علم الأورام إيفان وارت:

«العلاقة بين السرطان والضغط النفسي»

«أظهرت الدراسات علاقة بين الضغط النفسي المزمن وفشل عمل الخلايا، المؤديّة إلى ظهور الأورام. ورغم ذلك، ما زالت هذة الفكرة تثير شكوكاً في الوسط الطبّي. لا يمكن إذاً الجزم بعدم وجود علاقة بين الضغط النفسي المزمن والقلق والانفعال وخطر الإصابة بالسرطان. ولا يتعلّق الأمر بإلقاء اللوم على المرضى وإنّما بتقديم حلول أخرى بهدف الوقاية من المرض. ولعلّ من يعانون الاكتئاب  العاطفي الأكثر عرضةً للإصابة بالمرض: لا يسمح هؤلاء لنفسهم بالتعبير عن المشاعر السلبيّة التي تخالجهم كالغضب مثلاً، بل يظهرون علامات الرضا. لتخطّي هذه الحالة، علينا التفكير مليّاً بالتجربة التي مررنا بها وعدم التردّد في طلب المساعدة».

 سرطانات تتأثر بنمط الحياة

back to top