القاهرة توازن دعمها الغارات الروسية في سورية بتحالفها مع السعودية

أبلغت الرياض عن زيارة غير معلنة لوفد استخباري سوري

نشر في 09-10-2015
آخر تحديث 09-10-2015 | 00:10
No Image Caption
أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً مساء أمس الأول بنظيره الروسي فلاديمير بوتين أكد خلاله أهمية «التصدي للإرهاب بتنسيق دولي»، في وقت تسعى القاهرة للحفاظ على علاقتها الوثيقة بالرياض، وألا تتأثر بالدعم المصري للحملة الروسية العسكرية في سورية التي تعارضها السعودية.

وجاءت الصياغة الحذرة للبيان الذي أصدرته رئاسة الجمهورية عن تفاصيل الاتصال لتعكس استمرار الموقف المصري الذي «يوازن دعم روسيا بالتحالف مع السعودية» حسب وصف مصدر دبلوماسي.

وقال البيان إن الرئيس السيسي أكد أهمية التصدي لخطر الإرهاب «في إطار شامل وتكاتف الجهود الدولية في سبيل التنسيق من أجل مواجهة هذا التهديد»، في إشارة لإعلان وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر رفض بلاده التعاون عسكرياً مع روسيا في حملتها على الفصائل المسلحة المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضح البيان أن السيسي «أكد أهمية التوصل إلى تسوية سياسية لأزمات المنطقة في أسرع وقت»، وفسّر المصدر هذه التسوية التي تتطلع إليها القاهرة بأنها تقوم على أساس وحدة الأراضي السورية ووقف الحرب الأهلية «بأي ثمن».

وكشف لـ«الجريدة» أن مصر تنتظر الوقت المناسب لطرح مبادرة تحظى بقبول موسكو والرياض تقوم على صياغة حل وسط بين وجهتي النظر بشأن دور الرئيس الأسد خلال المرحلة الانتقالية التي يفترض أن تسبق إجراء انتخابات رئاسية بعد وقف القتال، معتبراً أن النقاط الخلافية القائمة حالياً يمكن تجاوزها.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أبدى تأييد بلاده للعملية العسكرية الروسية، وقال في حوار تلفزيوني قبل أيام إن هدف موسكو وقف انتشار الإرهاب وتوجيه ضربة قاصمة لتنظيم «داعش»، وبعدها خصص الرئيس السيسي جزءاً كبيراً من وقت كلمته في الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر للإشادة بجهود السعودية في تنظيم مراسم الحج، رافضاً الانتقادات الإيرانية لها.

ويقول مراقبون إن القاهرة تراهن على متانة علاقتها بالرياض لتفادي اهتزازها نتيجة الموقف المصري من الملف السوري، حيث ترفض السعودية التدخل الروسي لإنقاذ الأسد، بينما ترى مصر أن الأولوية يجب أن تكون للحفاظ على الدولة السورية وهزيمة الميليشيات الأصولية بصرف النظر عن اسم حاكم دمشق.

وكانت مصر رفضت الانضمام في العام الماضي إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، وهو ما أرجعته وسائل إعلام مصرية قريبة من السلطات إلى عدم جدية هذا التحالف، والتحفظ عن استراتيجيته العسكرية.

وعلمت «الجريدة» أن حرص مصر على عدم اهتزاز علاقتها بالسعودية دفعها لإبلاغ الرياض بزيارة غير معلنة قام بها وفد استخباراتي سوري إلى القاهرة قبل يومين للتنسيق الأمني وتبادل المعلومات عن قادة الجماعات الإرهابية، كما تأمل القاهرة حدوث تقارب بين وجهتي نظر الرياض وموسكو، إذا تم ترتيب لقاء للرئيس بوتين مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة سوشي الروسية خلال أيام.

back to top