ارتفاع معدل السكّر في الدم... وسيلة فاعلة لخفضه

يُعتبر معدل السكّر في الدم الطبيعي- المرتفع إشارة تحذير مبكرة يجب أن تنبهك إلى مشاكل صحية أكبر قد تصادفها في المستقبل. يذكر الدكتور ديفيد ناثان، بروفسور متخصص في الطب في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «إن كان السكر في دمك مرتفعاً، فلا يعني ذلك بالضرورة أنك ستُصاب بالداء السكري، إلا أنك تواجه بالتأكيد خطراً مرتفعاً».

يجتاز نحو نصف الرجال الذين يعانون معدل سكر في الدم طبيعياً-مرتفعاً الحد الفاصل إلى الداء السكري، الذي يسبب خسارة النظر، مرض الكلى، خسارة الأطراف، العجز الجنسي، مرض القلب، السكتة الدماغية، واحتمال فقدان الذاكرة. ولكن بغية وقف هذا الميل، عليك خسارة بعض الوزن وزيادة نشاطك الجسدي.

أسس السكّر في الدم

عندما تتناول وجبة، يهضم الجسم النشويات في الطعام، لا تلك المتوافرة في الخبز والحبوب الكاملة فحسب، بل في الفاكهة والخضر التي تشكل أساس النظام الغذائي الصحي أيضاً. بعد الوجبات، يرتفع الغلوكوز بحدة في الدم. فيتفاعل البنكرياس مع هذا التبدل بإطلاق هرمون الإنسولين، الذي يساعد الغلوكوز في دخول الخلايا، حيث يُستخدم لإنتاج الطاقة.

من الأساليب الشائعة لقياس معدل السكّر في الدم الخضوع لفحص غلوكوز الدم الصيامي. وعليك الامتناع عن تناول الطعام قبل ما لا يقل عن ثماني ساعات من أخذ عينة من دمك لإجراء هذا الفحص في المختبر.

يُستخدم فحص آخر يُدعى الهيموغلوبين A1c لمراقبة السكّر في الدم في حالة مَن شخص الأطباء إصابتهم بالداء السكري. فيقدم هذا الفحص نظرة شاملة طويلة الأمد عن معدلات الغلوكوز، بخلاف فحص غلوكوز الدم الصيامي الذي قد يختلف بين يوم وآخر. يُعتبر فحص الهيموغلوبين A1c أكثر كلفة، إلا أن الأطباء يلجأون إليه غالباً بغية تحديد مَن هم أكثر عرضة للداء السكري. يوضح الدكتور ناثان: «يقدم هذا الفحص معدلاً لنسبة السكر في دمك طوال الأشهر الثلاثة الماضية. ولا داعي لأن تمتنع عن تناول الطعام. لذلك يمكنك الخضوع له خلال النهار أو في المساء أو بعد العمل».

معدل السكر في دمك مرتفع

عندما يبدأ معدل السكر في الدم بالارتفاع، يشير هذا إلى خلل في عملية الأيض الطبيعية. وقد ابتكرت الجمعية الأميركية للداء السكري مصطلح «ما قبل الداء السكري» للإشارة إلى معدل سكر في الدم مرتفع ويتابع ارتفاعه. إلا أن هذا المصطلح قد يحمل رسالة خاطئة. يقول الدكتور ناثان: «يوحي هذا المصطلح أن مَن يعانونه سيُصابون بالداء السكري. لكنهم يستطيعون في الواقع تفادي ذلك».

يعني ارتفاع السكر في الدم أن خطر إصابتك بالداء السكري أعلى، إلا أنه ليس محتماً. ولا شك في أن التغييرات في نمط الحياة تُعتبر خط دفاعك الأول والأفضل.

يُظهر برنامج الوقاية من الداء السكري أن خسارة الوزن باعتدال وممارسة التمارين الرياضية قد تحدان من ارتفاع السكر في الدم. ففي حالة مَن بلغوا منتصف العمر، يتبعون نمط حياة خاملاً، ويعانون زيادة كبيرة في الوزن (34 إلى 36 كيلوغراماً أكثر من وزنهم الصحي)، تساهم خسارة 7% من وزنهم الحالي وإضافة 30 دقيقة من المشي يومياً طوال خمسة أيام في الأسبوع في خفض خطر الإصابة بالداء السكري بنحو النصف.

من الضروري أن يخضع كل شخص لفحص دوري لمعدل السكر في الدم. وإن كنت تعاني أياً من عوامل الخطر المدرجة أدناه، يصبح الفحص السنوي ضرورة. أما إن لم تواجه أياً منها، يمكنك الخضوع للفحص كل ثلاث سنوات. استشر طبيبك:

• بلغت سن الخامسة والأربعين أو تخطيتها.

• زيادة في الوزن (مؤشر كتلة الجسم 25 أو أعلى).

• نمط حياة خامل.

• تاريخ عائلي مع الداء السكري من النمط الثاني.

• ارتفاع ضغط الدم أو الكولسترول.

تتحدر من أصول أفريقية، لاتينية، أميركية هندية، أو آسيوية.

كيفية خفض معدل السكر في الدم

إن كنت تعاني زيادة في الوزن، فاخسر 5% إلى 10% من وزنك الحالي.

تمرن باعتدال 30 دقيقة في اليوم طول خمسة أيام في الأسبوع.

استشر اختصاصي تغذية لتتبع نظاماً غذائياً صحياً.

جرب التغييرات الغذائية التالية:

• ركز وجباتك على كمية كبيرة من الخضر الخضراء المورقة وكميات معتدلة من الحبوب الكاملة.

• استبدل الخضراوات الطازجة مثل الجزر، الكرفس، والجزر بنصف الوجبات الخفيفة من رقاقات البطاطا والبسكويت المالح.

• احصر تناول المشروبات التي تحتوي على محليات مليئة بالسعرات الحرارية بيوم في الأسبوع أو انتقل إلى شرب الماء والمشروبات “الدايت”.

• اختم وجباتك بالفواكه الطازجة بدل الحلوى.