Stonewall... شخصيات عاطفية نمطية

نشر في 07-10-2015
آخر تحديث 07-10-2015 | 00:01
No Image Caption
نجح المخرج رونالد إيمريتش بطريقة ما في إعداد فيلم أقل دقة من الناحية التاريخية من 10,000 BC، حيث تظهر أهرامات شبيهة بأهرامات مصر وهي تُبنى بمساعدة حيوانات الماموث المغطاة بالفرو. لكن الوقائع لا تُعتبر مشكلة في Stonewall. فهو ليس فيلماً وثائقياً، ولا يُفترض به التحلي بالموضوعية أو بالدقة الوثائقية تجاه شخصياته، بما أنه نسخة حيوية، مقنعة، ومتخيلة من الأحداث.
تكمن المشكلة الحقيقية في Stonewall في أن السرد المتخيل يتبنى فكرة خاطئة جداً، بدءاً من الكلمة الأولى حتى آخر عبارة في سيناريو جون روبن، فضلاً عن غياب المعاني الضمنية التي تؤثر في كل أداء. يبدأ المخرج إيمريتش، الذي يشتهر بأفلامه الممتعة جداً التي تعتمد على المؤثرات الرقمية وحققت أعلى المبيعات على شباك التذاكر، مثل Independence Day وThe Day After Tomorrow، كل مشهد جديد بقوة. ويحاول إيصال المواد إلى المشاهد بأسلوب حاد خشن يبدل حتى حقيقية الشخصيات المساندة هناك في ملهى المثليي الجنس الذي تديره العصابة وحوله، هذا الملهى المخصص لتحرير المثليي الجنس والدفاع عن الحقوق المدنية، مع أن الشرطة ما انفكت تداهمه.

أشار أوباما إلى أحداث الشغب في نزل Stonewall في أواخر شهر يونيو عام 1969 في خطاب استلامه الرئاسة لولاية ثانية. ونحظى اليوم بفيلم إيمريتش حيث تبدو النوايا حسنة، إلا أنه غير متقن البتة، ليزيد إلى إرث Stonewall.

لا بد من الإشارة إلى أن مؤلف السيناريو بايتز وضع عدداً من النصوص الممتازة، مثل The Substance of Fire وThree Hotels. ولكن في Stonewall، يربط القصة بالاستناد إلى خطوط إيمريتش العريضة بقصة طالب السنة الأولى في جامعة كولومبيا داني، شاب وسيم خيالي (يؤدي دوره جيريمي إيرفين من War Horse) يهرب من حياة البلدة الصغيرة في إنديانا حيث يخفي حقيقته ليعيش حياة منطلقة في شوارع غرينتش فيل. {هنا نعيش، هنا نحب... هذا هو المكان الذي نعبر فيه عن نفسنا}، وفق كلمات كومدن وغرين في Wonderful Town.

يكون داني وافداً جديداً إلى مجتمع {ملكات الرعب} المشرد (رجال يرتدون ملابس نسائية غريبة يفتقرون إلى المال ويعيشون عند زوايا الشوارع)، الذي يقدم كل أشكال العزاء والراحة. يؤدي جوني بوشامب دور راي/ رامونا، حبيبه الذي لا يبدله مشاعره، في حين نرى رايس مايرز بدور الناشط المدافع عن حقوق المثليي الجنس الذي يعمل بسرية وغموض، ويصبح حبيب داني، الذي يقيم في شقة تطل على نزل Stonewall. يؤدي أوتويا أبيت إحدى الشخصيات الحقيقية في الفيلم: مارشا ب. جونسون المتحولة جنسياً التي يؤكد كثيرون أنها كانت من بين الأوائل الذين تصدوا لرجال الشرطة الذين يحملون الهراوات خارج Stonewall (لا تتوافر أي أدلة فوتوغرافية عن تلك الليلة).

في مشاهد إنديانا، مع اكتشاف داني والظهير الربعي النجم (كارل غلوسمان) مشاعرهما معاً بخجل، يتحول Stonewall إلى نسخة مقلدة من ويليان إنج، وصولاً حتى الشقيقة الصغيرة التقدمية المحبة للدرس (جوي كينغ) من فيلم Picnic. ما إن يصل داني إلى مانهاتن، حتى يتحول إلى وسيلة مختلطة تسمح للمشاهدين العاديين (غير المثليي الجنس عموماً) بالتعرف إلى هذا العالم الجديد الغريب من الأحكام النمطية المبالغ فيها. يقول راي (بوشامب) في إحدى المراحل: {ماتت جودي لتوها}. فيرد داني (إيرفين) ببساطة: {مَن جودي؟}.

أجج مأتم جودي غارلاند الغضب والحزن وراء الصراعات. ولكن بما أن Stonewall يحول الجميع إلى شخصيات نمطية عاطفية وخانقة بدل أن يمنحها أبعاداً عدة، تكون النتيجة ضوضاء غير مفهومة. يتبع بايتز طريقة غريبة في التعبير عما يبدو جليا هنا، عندما تبدأ إحدى الشخصيات الأساسية بمنجاة الذات عن الحياة في {مجتمع يكرهنا ويقمعنا لأننا مثليو الجنس}. فلا يبدو هذا الكلام نابعاً من القلب في لحظة تأثر. وهكذا يكون الفيلم مشروعاً ذات معزى لإيمريتش وبايتز المثليي الجنس. لكن Stonewall يحمل الكثير من الرمزية للملايين حول العالم. إذاً، ما سبب هذه النمطية المبالغ فيها؟ وأين هي الحياة الحقيقية في هذه المرحلة من تاريخ الاحتجاج الأميركي ككل؟

back to top