وزير الثقافة المصري يخوض معركة مع الأحزاب الدينية

نشر في 07-10-2015
آخر تحديث 07-10-2015 | 00:01
No Image Caption
• الأدباء يتضامنون معه... مصر علمانية
أثارت تصريحات وزير الثقافة المصري حلمي النمنم جدلاً واسعاً بعدما أكد في أحد حواراته التلفزيونية أن مصر دولة علمانية في الأساس، وأن التيارات الدينية هي التي جلبت الخراب إليها، وإلى العالم العربي والإسلامي عموماً.  أزعج هذا التصريح أعضاء حزب «النور» المحسوب على التيار السلفي، فهاجموه، في حين تضامن معه المثقفون.

أكد وزير الثقافة في مصر حلمي النمنم أن مصر دولة علمانية بالفطرة، وطوال تاريخها لم تقم فيها دولة دينية، إلا في حالتين وفشلتا، مؤكداً أن المحاولة الأولى كانت من إخناتون في العصر الفرعوني القديم بعدما حاول إقامتها وفشل فشلاً ذريعاً، والأخرى في عصر الدولة الفاطمية، وفشلت أيضاً بشكل غير مسبوق.

استكمل النمنم كلامه: {المسلم الوسطي المُعتدل هو علماني بالفطرة ومصر دولة علمانية بالفطرة}، موضحاً أنه مستعد للشهادة في سبيل عدم تحويل مصر إلى دولة خلافة إسلامية، لا سيما بعدما حاول الإخوان ذلك، مشيراً إلى أن {هؤلاء وعلى رأسهم حسن البنا وسيد قطب والوهابية هم سبب الخراب}.

تصريحات وزير الثقافة أزعجت قيادات حزب {النور} المحسوب على التيار السلفي، وهاجموا الوزير وتصريحاته، وأصدر الحزب بياناً طالب فيه بإقالة الوزير واصفاً المصريين بأنهم متدينون بفطرتهم لا يعرفون العلمانية المستورَدة المسيطرة على رؤوس بعض النخب، مؤكداً أن كلام النمنم يخالف الدستور الذي حدّد هوية الدولة ومرجعيتها التشريعية، وهي الشريعة الإسلامية، وبالتالي عليه التزام الحياد في تصريحاته وقراراته كوزير.

الروائي إبراهيم عبدالمجيد اتفق مع حلمي النمنم في طبيعة الشخصية المصرية التي تميل إلى العلمانية، مشيراً إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني، كما قال النمنم في تصريحاته الأولى، لكنه طالبه أيضاً بأن يلتفت للعمل على أرض الواقع ومعرفة الأسباب الحقيقية لانهيار الثقافة المصرية خلال الفترة الأخيرة.

أوضح عبدالمجيد ضرورة أن يختار النمنم مستشارين له من أجيال مختلفة غير التي سيطرت على وزارة الثقافة على مدار السنوات الماضية، مؤكداً أهمية أن يذهب الوزير إلى المحافظات والأقاليم ويرى بنفسه كيف وصلت الحال بقصور الثقافة في هذه الأماكن بالإضافة إلى المشاكل التي تعانيها قطاعات الفنون التشكيلية.

ذكر عبدالمجيد أن مواجهة الإرهاب ليست بتوجيه بوصلة الثقافة للهجوم على المتشددين فقط، مشيراً إلى أنه من المهم جداً توافر ثقافة من الأساس كي لا يهرب المواطنون من أزماتهم إلى الإرهابيين والسلفيين المتأسلمين، مطالباً بأن تهتم الوزارة بنشر إبداعات الشباب الذين يبحثون عن نصف فرصة ويعانون التجاهل التام في الأقاليم والمحافظات البعيدة.

من جانبه، أكَّد الأديب والروائي يوسف القعيد تضامنه الكامل مع ما قاله وزير الثقافة حلمي النمنم مؤكداً أن مصر علمانية بطبعها، وأشار إلى أن هذه القضايا الجدلية حسمت منذ فترات طويلة، ولا يصح أن يشكك أحد فيها، موضحاً أن ما يفعله حزب {النور} حالياً هو محاولة كسب أصوات انتخابية على حساب الوزير باستغلال تصريحاته وشرحها لأنصاره بشكل غير صحيح.

يقول القعيد: {الأزمة الحقيقية أن التيار السلفي يشرح لتابعيه معنى كلمة العلمانية على أنها الإلحاد وفصل الدين عن المجتمع والناس ومنع الناس من الصلاة والحجاب، مؤكداً أن ما قصده حلمي النمنم هي العلمانية بمعناها المقبول وهو فصل الدين عن الدولة وعدم استغلال الدين للترويج للأحزاب السياسية.

وأكَّد القعيد بأن أوروبا تقدمت وتطورت عندما فصلت الدين عن الدولة، وأن ما يفعله حزب {النور} السلفي هو محاولات كسب أصوات انتخابية بمثل هذه التصريحات ويقوم بتحويل هذه التصريحات لمصلحته الشخصية لتكون حقاً يراد به باطل، موضحاً أنه لا يجوز أن يخوض {النور} الانتخابات لأنه حزب على أساس ديني.

من جانبه، قال الناقد الأدبي عمر شهريار إن مصر علمانية، وذلك لا يحتمل التشكيك، مطالباً وزارة الثقافة بخطة واضحة لتوعية وتثقيف المواطنين ليفهموا معنى كلمة علمانية بشكل صحيح لا يقبل التأويل لأن الثقافة مسألة استراتيجية غير خاضعة للأهواء الشخصية.

أشار شهريار إلى ضرورة أن تهتم الدولة بتسليط الضوء على شخصيات مثقفة تم تجاهلها في الفترات السابقة، مطالباً النمنم بتنفيذ وعوده التي قطعها على نفسه منذ بداية توليه المنصب، فقد أكد أنه سيعمل على تثقيف وتنوير المواطنين للمشاركة في مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية.

back to top