عبدالله خلف يتتبَّع رموز الكلام في {موسوعة الأسماء العربية}

نشر في 07-10-2015
آخر تحديث 07-10-2015 | 00:01
يؤكِّد أن لكل بقعة جغرافية خصوصية في انتقاء أعلامها
أصدر الأديب عبدالله خلف كتاباً جديداً بعنوان «موسوعة الأسماء العربية حسب قياس علم الأسماء عند القدماء والمحدثين}، مسلطاً الضوء على تساؤلات متنوعة حول رموز الكلام.

يتتبع الأديب عبدالله خلف عبر {موسوعة الأسماء العربية} أسس التسمية والظروف المصاحبة لإطلاقها، مركزاً على القوانين التي تنظم سمة الأشياء ومسمياتها.

الأسماء العربية للأعلام ذات نهج قديم سلكه العرب، ولم يحيدوا عنه كالمستلزم العرفي الذي تتقيد به الأسر ولا تشذ عنه، بل ثمة التزام عام تتبعه القبيلة، وتعم هذه الالتزامات القرية والمدينة، حتى تصل إلى الدولة، وإن تأملنا ذلك نجد بعض الأسماء ينحصر في دولة دون أخرى رغم مشاركتها لها باللغة والدين والجوار، إذ يجد الراصد للأسماء خصوصية لكل بقعة جغرافية كالأسماء المعتمدة في مصر والأمر ذاته ينسجم في طرق انتقاء الأسماء في دول الشمال الأفريقي  كذلك، إذ ترجع إلى أزمنة عدة منها ما كان قبل الإسلام حيث البربر وأصول غير عربية، وتكثر الكنى لكن تُجرى لها عميلة ترخيم وتكون بهذا الشكل بلحاج وبلقاضي.

أسماء أعجمية

وأضاف المؤلف: {ثمة أسماء على وزن يفعول مثل يعمور وغيرها من أسماء تعرف بالألف واللام مثل الأخضر، أما في الخليج العربي وأقطار شبه الجزيرة العربية بما في ذلك الكويت فيجرد اسم العلم الأول من الألف واللام وتلحق اللقب وأن كان من الشهرة اسم الجد فإنه ينال هذا التعريف وكذلك الأب... أما الأسماء الأعجمية فيحملها من كانت أصولهم غير عربية من الهند وفارس وتركيا، وثمة أسماء حملها بعض العرب من أصول غير عربية عُرفوا فيها}.

أسماء عربية

وفي ما يتعلق باختلاف الأسماء عند البدو والحضر، يوضح خلف أن غالبية الشعب النازح قديماً من شبه الجزيرة العربية بمن فيهم من جنوب العراق، أسماؤهم عربية ذات معانٍ متفق عليها يضاف إليهم البدو من الشمال والجنوب يحملون الأسماء العربية التراثية أو من البيئة والحيوان والنبات والزمان أو على اصطلاحات كلامية من باب التحبُّب والتدليل أو الازدراء وما يشعر بالضّعة كالأحدب والناقص والأجدع ويكثر في البادية اتباع التصغير مثل {شليويح} و{امبيريك} و{صويلح}. أما الحضر فإنهم يسمون الاسم الصحيح ويخاطبون بالتصغير للتحبب والتلميح اللفظي أو الاحتقار والاستهجان بأن يكون المخاطب صغيراً أو كبيراً.

رسم دائري

ويشير  خلف إلى أن الأسماء في الكويت تسير وفق رسم دائري فيلحق اسم الحفيد جده أو والد جده ولا تخرج الأسرة من أسمائها وأسماء أجدادها إلا في الحياة الاجتماعية الطارئة بعد الانتشار الثقافي واختلاط أهل الكويت بالشعوب الأخرى عند السفر إلى أقطار عربية أخرى، ومن الاختلاط الناجم عن التوافد من البلاد العربية حتى انتشرت أسماء الوافدين مع المجتمع الكويتي. وجاء تأثير الوافد بالمواطن أكثر من تأثير المواطن بالوافد. حتى إن هذه الأسماء انتشرت في المجتمع الكويتي الحديث مثل وائل وضرار وأوس، رغم قدم هذه الأسماء في التاريخ العربي وتراثه الأدبي فإنها لم تعرف سابقاً، بل جاءت من الاندماج الاجتماعي الحديث.

مصدر جمالي

ويلفت المؤلف إلى أسماء أخرى غير عربية ولكنها جاءت بالتأثير العربي والإسلامي وحسب القياس لدى هذه الشعوب كشوقي وحمدي وعهدي، أخذ الاسم المصري العربي وأضيف إليه حرف الياء على النسق الفارسي والتركي. وتابع : {وأسماء مصدرية غير معروفة عند العرب وكانت تستخدمها هذه الشعوب الأعجمية الإسلامية كجمال وكمال وبهاء وصفاء. حتى اسم جمال لم يكن يتسمى به العرب ولكنه انتشر مع ظهور الرئيس جمال عبدالناصر وقبل ذلك عرف في البلاد العربية التي سيطر عليها الأتراك حقبا من الزمن كمصر وبلاد الشام الكبرى... وما كان في الكويت والخليج العربي اسم جمال لأنه مصدر جمالي لا يليق بالرجال ولذا فإنه من الأسماء الفارسية التركية.

لمحة ذاتية

الأديب عبدالله خلف من مواليد الكويت عام 1938، وهو كاتب ومقدم برامج في الاذاعة الكويتية، وعضو رابطة الأدباء الكويتيين، وجمعية حقوق الإنسان، ورابطة الاجتماعيين، حاصل على ليسانس آداب من جامعة الكويت، قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية.

حظي بتكريم متنوع ومن مؤسسات مرموقة كلية الآداب قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الكويت في احتفالية يوم الاديب الكويتي 2001، ومنح جائزة الدولة التقديرية  عام 2014.

من مؤلفاته: رواية {مدرسة من المرقاب}، و{الشعر ديوان العرب}  و{الشعراء الصعاليك} و{لهجة الكويت بين اللغة والأدب} و{عندما غاب الرأي مراجعات لحادثة الغزو وما حل من دمار} و{أبعاد القضية الفلسطينية من المناورات الدولية إلى انتفاضة الأقصى} و{العاشقون العرب لبنات أعمامهم} و{مائة عام من تاريخ التعليم النظامي في دولة الكويت}.

مواقف من الحياة

وفي إصدار آخر بعنوان «مواقف في الحياة» مكون من جزأين يسرد الأديب عبدالله خلف رحلة الكتاب موضحاً أنه في عام 1965 أسندت إليه الإذاعة الكويتية إدارة القسم الأدبي بعد أن أسسه الراحل عبدالله عبدالرحمن الرومي، مشيراً إلى أنه عمل في هذا القسم برفقة نخبة من الموظفين للإشراف على البرامج الأدبية والثقافية والدينية ومنهم محمد مصطفى حمام ومحمد عمران ومحمد الفائز وعلي الربعي وفهد حمود الصويلح وشاكر عوض وعلي سرور ومحمد عبد الدايم وخليل عيد، وخلال تلك الفترة استقطبت الإذاعة الكويتية مجموعة من الأدباء والمثقفين من داخل الكويت وخارجها لتقديم برامج أدبية منها جولة في عالم الأدب والموسم الثقافي والشعر ديوان العرب ومواقف في حياة الشعراء والشعر والشعراء في رحاب الشعراء.

back to top