بين الحماة والكنّة... صراع مفتوح

نشر في 06-10-2015
آخر تحديث 06-10-2015 | 00:01
No Image Caption
تكثر مشاكل الزوجة مع حماتها لأن الأم قد تعتبر أن أحداً لا يستطيع الاعتناء بابنها بقدرها! عموماً، لا تتحمل الحماة أن تأخذ امرأة أخرى مكانها وتشعر بأن الزوجة سرقت منها ابنها. بالنسبة إليها، لا تكون الكنّة بمستوى ابنها مطلقاً، ولا تفعل العائلة الجديدة شيئاً لتحسين الوضع. باختصار، غالباً ما تكون العلاقة بين زوجة الابن وحماتها صدامية!

لا يسهل على الحماة التقليدية أن تتقبّل ظهور امرأة جديدة في حياة ابنها، لا سيما إذا كان وحيداً أو مفضلاً لديها. تشعر الأم في هذه الحالة بأنها طُردت من حياة ابنها وقد تغار حين تقابل حبيبته. إنه شعور مبرر لأنه يرتبط غالباً ببدء مرحلة جديدة من حياتها. تشير هذه المرحلة في الوقت نفسه إلى تقدمها في السن، فتشعر بأن الزمن يمرّ وبأن مرحلة الشباب أصبحت وراءها. يكون رد الفعل هذه طبيعياً في البداية ولا يحمل أي نوايا سيئة. بعد مرور الصدمة الأولية، تخضع الحبيبة للتحليل والتقييم إذا اتخذت العلاقة منحىً جدياً. وفي هذه المرحلة بالذات، قد يصبح الوضع ساماً أو يعود إلى نصابه الطبيعي!

من حق الأم طبعاً أن تبدي رأيها الشخصي بالمرأة التي يمكن أن تصبح جزءاً من عائلتها بعد أن تتزوج بابنها، لكن يجب ألا يتجاوز هذا التحليل حدود المعقول. بعد تكوين رأيها، لا ضير من أن تشاركه مع ابنها إذا كان إيجابياً. لكن إذا كان الانطباع الأول سيئاً، من الأفضل أن تتروى وتحاول تقبّلها ما لم تلحظ عيوباً خطيرة على نحو خاص. إذا كان الابن مغرماً فعلاً، فلن يهتم بتعليقات والدته، وسرعان ما يؤدي سوء التفاهم إلى تعقيد العلاقات بين جميع الأطراف المعنية. في النهاية، يجب أن يعيش الابن حياته وألا يضحي بالمرأة التي يحبها لأجل والدته لأن الحبيبة هي جزء من حاضره ومستقبله، وأمه هي جزء من حاضره وماضيه. هذان الدوران متكاملان ولكنهما قد يتصادمان أحياناً.

قد تشعر الأم في بعض الحالات برغبة شديدة في التلاعب بابنها الذي تعرفه جيداً. إنه سلوك فاعل لكنه شائب جداً. الأم الاستغلالية موجودة ومن الأفضل أن تتجنب المرأة أي علاقة مع حماة مماثلة. لن يسهل عليها التقرب من امرأة غريبة قد لا تشاركها الاهتمامات أو التربية عينها أو قد لا تتقاسم معها المعايير الثقافية والاجتماعية نفسها.

تقضي أفضل طريقة بتقبل الوضع تزامناً مع تقديم بعض الملاحظات إذا سنحت الفرصة. يبقى التعاون بين المرأتين أفضل حل بالنسبة إلى الطرفين. يجب أن تتقبل الأم خيار ابنها. أما الكنّة، فمن الأفضل أن تعرف منذ البداية أنها لا تستطيع أن تشن حرباً دائمة ضد المرأة التي أنجبت زوجها وربّته. يدوم بعض الظروف الصعبة لفترة طويلة جداً وسرعان ما تصبح المشكلة عقيمة. لكن بعد مرور سنوات، قد يندم جميع الأفرقاء لأنهم لم يبذلوا ما يكفي من الجهود لتسهيل الحياة على الجميع. لكنّ هذه العملية ليست سهلة دوماً، وقد تبرز الحاجة في بعض الحالات إلى تمرير الوقت كي يتحسن الوضع تلقائياً.

إذا أصبحت علاقة الابن جدية ودائمة مع حبيبته وقرر الزواج بها، يجب أن تعترف الحماة بضرورة أن تعيد النظر بطريقة تفكيرها لتجنب الوصول إلى طريق مسدود. بالنسبة إلى الكنّة، ستؤدي معارضة حماتها حتماً إلى وضع زوجها في موقف محرج وسرعان ما يصبح تعيساً.

ما سبب الصدام بين الحماة والكنة؟

إنها خصومة لاواعية وتكون دوافعها عميقة جداً. تتنافس الحماة أحياناً مع كنّتها لأنها لا تحتمل أن تهتم امرأة غيرها بابنها. وفي حالات أخرى، قد تتصرف بهذا الشكل لأنها تحارب بنات جنسها بكل بساطة ولا تقبل أن يدخل رجل إلى حياتهنّ. أما الكنّة، فقد تشعر بالغيرة من المشاعر التي يكنّها الزوج لوالدته أو يمكن أن تصفي حساباتها معها نتيجة المشاكل التي لا تزال عالقة مع والدتها.

لماذا لا تحب الكنّة حماتها؟

ثمة عنصرية واضحة من الكنّة تجاه حماتها. تكثر المقالات التي تتناول هذا الموضوع في المجلات وتتعدد تجارب النساء اللواتي يؤكدن على أنهن يتعرضن للاضطهاد من أمهات أزواجهن. في الإعلانات وأفلام السينما وبرامج التلفزيون، يتم تصوير الحماة دوماً على أنها {الكائن المتوحش}. لكن عند مقابلة عدد من النساء في عمر الستين، قد نلاحظ أن الصفات السيئة موجودة لدى البعض، لكن سيتضح أيضاً أن غالبية الشابات اليوم لا يحبذن توثيق علاقتهن بحماتهنّ!

هالة (33 عاماً):

{لا أتفق مع حماتي لأنها تؤذيني دوماً بكلماتها الجارحة. كنت أتجاهل الموضوع في البداية، لكن زاد الوضع سوءاً مع مرور الوقت لأن الإهانات تضاعفت مع ولادة أول طفل لنا...}.

فهم الرسالة الحقيقية

تنجم الصراعات عن أسباب لاواعية. لذا لا بد من محاولة {سماع} حقيقة ما يحصل. إذا فهمت الكنّة أسلوب حماتها، يمكنها أن تبسّط الوضع حين يتضح لها أنها ليست سبب المشكلة، وبالتالي لن تحصل أي امرأة أخرى على معاملة أفضل لو كانت مكانها لأن الانتقادات التي تسمعها هي مجرّد أعذار.

إخماد الأزمة

في سياق أي صراع مفتوح بين الحماة والكنّة، يُعتبر دور رجال العائلة أساسياً: من واجب والد الزوج أن يهدئ زوجته، ومن مسؤولية الابن أن يردع زوجته. لكن غالباً ما يفضّل الرجال عدم التدخل للأسف. قد ينجم ذلك عن خوفهم في صغرهم من النساء لأنهم كانوا يظنون أن سلطتهنّ مطلقة.

باختصار، أفضل ما يمكن فعله، حين يفشل الحوار، هو التجاهل واللامبالاة لتجنب المواقف العصيبة.

3 أنواع من الشخصيات

لحسن الحظ، تكون الحماة في حالات كثيرة مدهشة وتنجح في نسج علاقات سليمة مع كنّتها. في المقابل، يمكن حصر الحماة التي تطرح مشكلة في ثلاث شخصيات: المتطفلة والدخيلة والمدمّرة.

المتطفلة: تريد هذه الحماة أن تثبت منفعتها ولا تتقبل أنّ ابنها أصبح راشداً ويحق له أن يستقلّ عنها. تريد أن يحبها ابنها وأن يعبّر لها عن قيمتها في حياته. تحتاج إلى الشعور بالتقدير ولا تسعى إلى إيذاء أحد. إنها الحماة التي يسهل التعامل معها. لمساعدتها على التكيف مع الوضع الجديد، يجب رفض عروضها من وقت إلى آخر وعدم إبداء الاستعداد للتواجد معها بشكل مستمر. في المقابل، يجب تشجيعها على المشاركة في نشاطات خيرية لسد حاجتها إلى التقدير وإبعادها قدر الإمكان عن علاقة ابنها الزوجية.

الدخيلة: لا تفهم هذه الحماة ما يمكن أن يبرر بقاءها خارج إطار علاقات ابنها بعد جميع التضحيات التي قدمتها. أكثر ما تخشاه هو الشعور بالوحدة، إذ لطالما اعتبرت ابنها سبب وجودها. لذا يُحدِث زواج ابنها انقلاباً هائلاً في حياتها. هذا ما يجعلها تميل إلى تحقيق مصالحها عبر حِيَل مسيئة. كذلك تبذل قصارى جهدها ليشعر ابنها بالذنب تجاهها. للتعامل مع هذه الشخصية، يجب أن تتجنب الكنّة الدخول في لعبتها وأن تترك مسافة محترمة معها وتتجاهلها لكن بأسلوب مهذب.

المدمِّرة: تكون هذه الشخصية متسلطة ومريضة أو غيورة بشكل لا يوصف، وهي تتنافس مع العالم كله ولا شيء يمكن أن يمنعها من تدمير حياة ابنها الزوجية. تريد أن ينهار الزواج لأنها تعتبر كنّتها أقل مستوى من ابنها. غالباً ما تخوض لعبة مزدوجة، فتبدو لطيفة ظاهرياً ولكنها تكون بلا رحمة ضمناً. مع هذا النوع من الشخصيات، ما من خيار آخر عدا رسم خط فاصل بين العلاقة الزوجية وبينها. يمكن أن يقابل الابن والدته حين يرغب في ذلك شرط أن تبقى زوجته خارج الاجتماعات العائلية. من الأفضل ألا تصر الزوجة على مواقفها وألا تجادل أو تبرر نفسها. الابتعاد هو الحل الوحيد!

back to top