أستراليا: بذور التشدد الإسلامي تغرس مبكراً

نشر في 06-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 06-10-2015 | 00:01
No Image Caption
يقول خبراء إن تركيز الحكومة الأسترالية على الأمن الوطني والحرب على الإرهاب لمعالجة التطرف الإسلامي بدلا من التلاحم الاجتماعي واحتواء كل الأطياف ساهم في خلق بيئة أتاحت ظهور الشبان المسلمين المتشددين بأعداد أكبر من المتوقع.

وتبذل السلطات في استراليا جهودا للتصدي لازدياد العنف من جانب شبان في سن المراهقة داخل البلاد، وفي الوقت نفسه لمنع من يحاولون السفر إلى سورية للقتال في صفوف المتطرفين الإسلاميين.

ويمثل مقتل محاسب يعمل بالشرطة في سيدني يوم الجمعة على يدي صبي من أصل عراقي كردي أحدث حلقة في سلسلة من الهجمات المرتبطة بالتطرف الإسلامي. وقد أطلقت الشرطة النار على الجاني فرهاد جبار (15 عاما) وقتلته في موقع الجريمة.

وقال جريج بارتون رئيس رئيس وحدة السياسات الإسلامية العالمية بمعهد ألفريد ديكن عن نشاط المتطرفين الإسلاميين في استراليا «نحن نبذل جهودا فوق طاقتنا».

ورغم أن عدد السكان يبلغ 24 مليون نسمة، اثنان في المئة منهم فقط مسلمون، وكذلك المسافة الجغرافية الشاسعة التي تفصل بين استراليا والشرق الأوسط، فإن اتجاه شبان مسلمين في سن المراهقة للعنف في بلد اشتهر بالاستقرار الاجتماعي أمر محير.

ومع ذلك تقول آن علي الأستاذة المساعدة بجامعة كيرتن إن تركيز الحكومة على التعامل مع قضايا الأمن الوطني واستخدام أساليب الشرطة مسألة حساسة. وأضافت «كثير من الدول ينظر إلى الأمر في الأساس على أنه قضية اجتماعية لها أبعاد تتعلق بالأمن الوطني، ولذلك فالجهود الأولية تتركز في بناء مرونة المجتمعات والعمل مع التجمعات السكانية لا بالتعامل مع سلطات إنفاذ القانون».

في عهد رئيس الوزراء السابق توني أبوت رفعت استراليا حجم إنفاقها على الأمن بأكثر من مليار دولار استرالي (700 مليون دولار أميركي) في العامين الأخيرين، واستحدثت قوانين مشددة من بينها حظر سفر المواطنين إلى مناطق الصراع مثل سورية والعراق، وفي الوقت نفسه سهلت مراقبة الاتصالات المحلية.

وتقول الحكومة إن القوانين الجديدة ساعدت في منع وقوع هجمات، من بينها هجوم تردد أنه كان يستهدف احتفالات بذكرى الحرب العالمية الأولى في أبريل الماضي.

ويقول بارتون إن كثيرا من الأسباب التي تدفع الشبان في أستراليا للتطرف مازالت تمثل لغزا.

وفي حين أن قيادات التجمعات الإسلامية والحكومة والشرطة تقول إن تقدما قد تحقق في التصدي للميل للتشدد، فإن الجميع يصرون على ضرورة تحسين التنسيق.

ويقول رئيس الجمعية الاسلامية اللبنانية سمير دندان وهي من أكثر المنظمات الاسلامية نفوذا في البلاد إنه لم يحدث «تشاور حقيقي» مع الحكومة، وإن قيادات الطائفة تشعر بخيبة أمل وإن العملية أرهقتها. وهو يأمل أن يتواصل رئيس الوزراء الجديد مالكوم تيرنبول، الذي تولى منصبه خلفا لأبوت الشهر الماضي، بشكل أفضل مع القيادات.

(سيدني - رويترز)

back to top