{الكافرة}... استقصاء التطرّف

نشر في 06-10-2015
آخر تحديث 06-10-2015 | 00:01
No Image Caption
صدرت حديثاً عن {منشورات المتوسط} رواية {الكافرة} بقلم علي بدر، وتروي قصة فاطمة التي تعيش في مدينة نائية سيطر عليها المتشددون الإسلاميون وأجبروها وعائلتها على خدمتهم.

قُتل والد فاطمة، بطلة رواية {الكافرة} لعلي بدر، في عملية انتحارية، بعدها تزوجت من شاب عاطل عن العمل يبحث عن مجده الضائع في عملية انتحارية لينعم بوعد الحوريات، ويلبس ثوب البطل بعدما كان الفشل حليفه في الحياة. بعد موته قرر الإسلاميون تزويجها إلى عنصر من جماعتهم المسلحة لكنها هذه المرة لم تمتثل لأوامرهم وقررت اللجوء إلى أوروبا. اتفقت مع أحد المهربين الذي ساعدها في الوصول إلى بروكسل ولكنه كان قد اغتصبها في طريقهما إلى هناك.

فور وصولها تنزع فاطمة النقاب، وتتحول من فاطمة إلى صوفي لتتقمص شخصيتين، فاطمة التي تعمل صباحاً مع شركة تنظيف، وصوفي الفتاة الأوروبية في الليل، إلى أن تقع في قصة حب معقدة، تزيد الرواية حبكة وثراء.

يتقصى علي بدر في الرواية جذور العنف في الشرق الأوسط عبر تقنيات سردية بارعة، ممزوجة بلغة شعرية شفافة هذه المرة. تؤدي الرواية هنا دوراً مهما في استقصاء وتحليل التطرف في مجتمعاتنا، عبر جسد المرأة الذي يتحول إلى مدونة يكتب عليها الرجال عنفهم وقسوتهم وحبهم وخذلانهم. هذه الرواية هي رواية الأنوثة المقهورة ولكنها القاهرة أيضاً، حيث تكشف عن هشاشة الثقافة الذكورية وانسحاقها. ومن خلال هذه الترسيمة يتنقل السرد سياسياً وجغرافياً من بغداد إلى بيروت حيث الحرب الأهلية، ومن الشرق الأوسط إلى أوربا حيث التجربة الاستعمارية.

 في 232 صفحة من القطع المتوسط، يعيد علي بدر في هذه الرواية تقنياته التي عرفت بها رواياته السابقة، الدراسات الثقافية، أدب ما بعد الاستعمار، الأنثربولوجيا وأدب الاعتراف الجنسي، ممزوجة هذه المرة بلغة شعرية مميزة.

علي بدر

 

المؤلف علي بدر روائي عراقي حصل على جوائز عدة، وترجمت أعماله إلى لغات أجنبية، صدر له: {بابا سارتر 2001، شتاء العائلة  2002، صخب ونساء وكاتب مغمور  2003، الوليمة العارية 2004، الطريق إلى تل المطران 2005، الركض وراء الذئاب 2006، مصابيح أورشليم 2007، حارس التبغ 2008، ملوك الرمال 2009، الجريمة الفن وقاموس بغداد 2010، أساتذة الوهم 2011». في قراءة للرواية كتب الصحافي البريطاني شولتو براينز في {الإندبندت}: {رواية ثرية اللغة والأحداث، حين تقرأها تتمنى أن تطول مئات الصفحات الأخرى، فقط لتشعر أن هذا النسيج الآسر من الكتابة الروائية يستمر ولا ينتهي». أما د. صبري حافظ فكتب في {أخبار الأدب المصرية}: يعد علي بدر واحداً من أبرز كتاب الجيل العربي الجديد، ذلك الجيل الذي اصطلحنا علي تسميته في مصر بجيل التسعينيات لأنه الجيل الذي بدأ ممارسة الكتابة والنشر بشكل جدي مع تسعينيات القرن الماضي. والواقع أن علي بدر هو أحد أغزر كتاب هذا الجيل إنتاجا وأرهفهم موهبة.

back to top