لبنان: «مصارعة» بين «البرتقاليين» و«الزرق» في «حلبة» مجلس النواب

استهداف حافلة لـ«حزب الله» بالبقاع... فهل عادت التفجيرات؟

نشر في 06-10-2015
آخر تحديث 06-10-2015 | 00:05
في واقعة تعكس دلالات كثيرة عن واقع عمل المؤسسات الرسمية والدستورية في لبنان، وقع إشكال كبير بين بعض نواب "التيار الوطني الحر" ونواب تيار "المستقبل" خلال جلسة لجنة الأشغال العامة النيابية التي كانت مخصصة لمتابعة موضوع الكهرباء والهدر المالي.

وسرعان ما تفاقم الاشتباك اللفظي بين النائبين جمال الجراح وزياد أسود، مدعوما من النواب ابراهيم كنعان وحكمت ديب وفادي الأعور إلى تضارب بعبوات المياه وتبادل الشتائم.

وبدأت القصة عند دخول الكاميرات لالتقاط الصور، عندها توجه عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب حكمت ديب بانتقادات إلى رئيس لجنة الأشغال النائب محمد قباني، حول تصريحات الأخير خلال الأيام الماضية في شأن ما وصفها ديب بـ"اتهامات ضد وزارة الطاقة والمستشارين وفريق سياسي معين"، معتبرا أن "هذا الأمر يشكل مخالفة، لأن قباني رئيس اللجنة".

وارتفعت حدة الصراخ بين الجراح وأسود يعدما توجه الأخير إلى الجراح بالقول: "إنت حرامي"، فرد عليه: "إنت الحرامي"، مما استفز أسود، فأجاب: "سد..."، راميا إياه بقنينة المياه التي كانت على الطاولة، الأمر الذي أدى إلى تطور الإشكال.

وكان من المقرر أن تتناول الجلسة موضوع الكهرباء في حضور وزير المال علي حسن خليل ورئيس ديوان المحاسبة القاضي أحمد حمدان.

ملف متكامل

وقالت مصادر متابعة إن "نواب تكتل التغيير والإصلاح كان بحوزتهم ملف متكامل عن واقع الكهرباء، يتضمن لمحة تاريخية عن تلزيم دير عمار – 2 وعن واقع الكهرباء، فضلا عن محضر بقرارات مجلس الوزراء وديوان المحاسبة وأوامر الصرف والدفع، ليخلص الى خلاصة قانونية واضحة".

وكانت الجلسة ستكتسب أهمية لحضور ديوان المحاسبة، وكان من المرجح أن يطلب الديوان ضرورة اطلاعه على التعديلات التي أجريت على العقد في ملف تلزيم دير عمار – 2، بغض النظر عما اذا كانت أساسية أم لا.

وأكد وزير المال أن "السجال الذي حصل في لجنة الأشغال حول ملف الكهرباء لا يعنيني، ولدي رأي تقني وعلمي"، وقال: "ملاحظاتي أبديتها في الجلسة الماضية، وأنا خارج الإشكال الذي وقع في لجنة الأشغال".

وعقد نواب "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل" مؤتمرين صحافيين منفصلين، قدم كل منهم وجهة نظره. ففي مؤتمر "التيار"، اعتبر النائب فادي الأعور أن "النائب محمد قباني رفع الجلسة لعدم تباين الحقائق للبنانيين"، لافتا الى "أننا نعاني من تصرفات رئيس اللجنة"، ذاكرا أن "الكثير لم يدفعوا فواتير الكهرباء ومنهم محمد قباني". وروى الأعور ما حصل خلال الجلسة، "بدأ الكلام في الجلسة بسؤال، فرفع النائب حكمت ديب يده بالنظام ليتحدث عن تصريح لقباني يتهم فيه مجموعة من المستشارين وينعتهم بعلي بابا والأربعين مستشار"، لافتا الى أن "هناك خللا كبيرا في عمل لجنة الأشغال ونأمل تصحيحه".

رفع الشرعية

كما أعلن عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب حكمت ديب أن "ترفع الشرعية عن مداولات لجنة الأشغال منعا لتغيير الحقائق"، لافتا الى "أننا سنطالب رئيس المجلس بأن يحدث تغييرات داخل هذه اللجنة".

أما عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا، فأشار الى "أننا أتينا لتوضيح الأمور أمام الرأي العام وتوضيح 3 اسئلة داخل اللجنة، بعدما اتهمنا المستقبل بأموال متبخرة"، ذاكراً أن "المستقبل كان من الأساس غير موافق على وجود معمل في دير عمار".

من جهتهم، عقد النائب قباني ونواب "المستقبل" مؤتمرا صحافيا منفصلا، وأعرب قباني عن أسفه "أنه منذ ربع قرن لم نشهد في المجلس النيابي هكذا أسلوب"، معتبرا أن "نواب "التيار الوطني افتعلوا في بداية الجلسة إشكالا عبر الشتائم".

ولفت الى "أنني سأفتح جلسات لجنة الأشغال أمام الإعلام بدءا من الجلسة المقبلة"، وقال انه "رفع الجلسة لأنه لا يجوز حصول اشتباك بالأيدي"، آملا "ألا يكون ما جرى اليوم مقدمة لفرط الحوار".

بدوره، أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن "نواب التيار الوطني الحر ليسوا من يقرر إقالة قباني من رئاسة لجنة الأشغال"، أما النائب الجراح فاعتبر أنه "عندما وجد نواب التيار الوطني أن رئيس ديوان المحاسبة موجود في الجلسة، افتعلوا الإشكال"، وطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ"رفع السرية عن محاضر الجلسة".

في موازاة ذلك، انفجرت عبوة ناسفة أمس خلف مبنى مديرية الجمارك في شتورة كانت مزروعة على جانب الطريق، لكنها لم توقع إصابات، بينما حضرت عناصر من الجيش ونفذت طوقا أمنياً في المكان.

وأفادت مصادر أمنية بأن "العبوة استهدفت حافلة لنقل الركاب كانت تقل مقاتلين لحزب الله الى سورية، وقد أحدثت حفرة قطرها متر وعمقها حوالي 30 سم"، في حين نفت المصادر تفكيك الجيش عبوة ثانية، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام.

وأثار الحادث، وهو الأخطر منذ شهور، تساؤلات بشأن عودة التفجيرات الى لبنان. وكانت التفجيرات التي تستهدف مناطق ومصالح لحزب الله توقفت بعد تشكيل حكومة وحدة تضم "المستقبل" و"حزب الله"، ووسط توافق دولي وإقليمي على ضرورة تجنيب لبنان كأس حرب مدمرة جديدة.  

back to top