«المميز» جوزيه مورينيو... يتجرع السم الذي طبخه بنفسه

بعدما تفنن طويلاً في النيل من خصومه أصبح مادة دسمة لسخريتهم

نشر في 06-10-2015
آخر تحديث 06-10-2015 | 00:03
يعيش المدرب البرتغالي مورينيو أسوأ فترة في تاريخه الاحترافي كمدرب، وأصبح محطة للسخرية بعدما كان المفاعل النووي الساخر الذي يتشفى من خصومه بالعبارات المهينة.
في الحقيقة، ليس هناك شخص متزن يستمتع بالسخرية من الآخرين، خاصة اذا كان فعلا يتميز عنهم في الأمور المتعلقة بموضع السخرية، لكن في واقع الحال، يمتلك العديد من الشخصيات البارزة قدرات هائلة في كيفية السخرية من الآخرين والنيل منهم، مما يثير المتابعين أو المشاهدين، ونرى ذلك عادة في البرامج الساخرة سواء العالمية او العربية او المحلية حتى، وفي شتى المجالات السياسية او الشؤون المحلية والمجتمعية، او الرياضية على وجه الخصوص.

موضوعنا، نرمي اليه في ما يخص الشأن الرياضي، تحديدا المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو (المميز) أو (The special one)، كما يحب أن يطلق عليه، وهو دقيق جدا في ذلك، فلا يحب ان يطلق عليه اي لقب مماثل او شبيه مما لقب به نفسه في عام 2004، عندما التفت إلى الصحافيين في أحد المؤتمرات قائلا: "أعتقد انني (المميز)"، ومن يومها وهو يحبذ ان يلقب بهذا اللقب.

ومن المنصف القول إن مورينيو يعتبر احد ابرز المدربين في تاريخ كرة القدم، وقد يكون الأفضل في عصرنا الحالي، فقد حقق (المميز) ما عجز عنه معظم المدربين الكبار حول العالم، فلا يوجد منهم من تمكن من حصد لقب الدوري في البطولات الثلاث الكبرى (انكلترا واسبانيا وايطاليا). كما أنه حقق لقب دوري الابطال مع ناديين من بطولات مختلفة (بورتو البرتغالي وانتر ميلان الايطالي)، فهو فعلا مميز في انجازاته ويستحق الاشادة سواء ممن ينتمون للاندية التي اشرف على تدريبها او من خصومه الذين يعترفون بأفضليته عليهم سواء جهرا او في قرارة انفسهم ممن يبغضون المدرب البرتغالي ولا يرغبون في كيل المديح له.

طباع حادة

ودائما ما كان النجوم من اللاعبين أو المدربين يتميزون بالتواضع واحترام الاخرين لاسيما الخصوم، الا ان هذه المبادئ غير موجودة في قاموس الداهية مورينيو، فلطالما كان جوزيه حاد الطباع، عنيفا في عباراته تجاه الخصوم، يشفي غليله بالسخرية من خصومه، رغم ان غليله يأتي بعد تغلبه في المعارك الثنائية وفوزه بالرهان.

شكل مورينيو جيشا من الخصوم الحاقدين عليه بسبب ما اطلقه عليهم من عبارات ساخرة لسنوات عدة، ولعل اولهم ارسين فينغر مدرب ارسنال، الذي طالما كان محورا للحديث الساخر الذي يهين به مورينيو اعداءه في المجال الرياضي، وعلى الرغم من علو كعب مورينيو على فينغر في المواجهات المباشرة بينهما، فإن جوزيه لم يترفع عن توجيه سمومه الساخرة تجاه المدرب الفرنسي، ودائما ما كان يردد مقولته تجاه فينغر: "يوجد مدرب يشرف على فريق كبير منذ 20 عاما الا انه لم يحقق سوى لقبين على ما أعتقد!".

وتطور العداء بين مورينيو وفينغر الى امر غير محبذ على الساحة الرياضية، وذلك بعدما رفض المدرب البرتغالي مصافحة فينغر في كل مباراة يتواجهان خلالها.

كما كان بيليغريني مدرب مانشستر سيتي حاليا أحد ضحايا سخرية مورينيو منذ أن كان المدرب البرتغالي يشرف على ريال مدريد الاسباني وبيليغريني الذي كان مدربا لفياريال في الليغا، حيث وجه مورينيو العديد من العبارات المسيئة لنادي فياريال (كفريق صغير كما اسماه مورينيو)، وكذلك لبيليغريني على وجه الخصوص، واستمر الحال حتى بعد عودة جوزيه لتدريب البلوز، وإشراف بيليغريني على فريق مانشستر سيتي في الدوري الممتاز.

السحر انقلب على الساحر

وبعد سنوات اعتاد فيها مورينيو على النيل من خصومه والسخرية منهم، اصبح المدرب البرتغالي في وضعية لا يحسد عليها بعد البداية الكارثية لتشلسي في الدوري الانكليزي هذا الموسم. فمورينيو حقق أسوأ بداية في تاريخه الاحترافي كمدرب، بعدما حصد فريقه ثماني نقاط فقط بعد مرور ثماني جولات من عمر المسابقة، حيث فاز تشلسي في مباراتين فقط وتعادل في اثنتين ايضا وتلقى اربع هزائم.

وأصبح مورينيو حاليا مكبا لسخرية خصومه الذين تشفوا منه بعد المرارة التي ذاقوها في العديد من المناسبات، وشنت الجماهير المعادية لمورينيو هجمات ساخرة عديدة سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر اللافتات التي حملوها خلال مباريات فرقهم او حتى بمطبوعات على قمصانهم، فها هو مورينيو يتجرع من نفس السم الذي طبخه بنفسه وأذاقه لخصومه، واستمتع بالسخرية منهم والضحك على حالهم.

المهم، هل ستكون النار التي يكتوي منها مورينيو حاليا بداية مرحلة التغيير في شخصية المدرب المثير للجدل، أم ان الثعلب البرتغالي ينتظر الفرصة للخروج من كبوته والعودة للثأر من خصومه؟

back to top