أطباء بلا حدود تطالب واشنطن بالكشف عن ملابسات قصف "مستشفى قندوز"

نشر في 05-10-2015 | 13:52
آخر تحديث 05-10-2015 | 13:52
No Image Caption
تتزايد الضغوط على واشنطن الأثنين لكي توضح ملابسات عملية القصف الجوي الذي استهدف مستشفى أطباء بلا حدود في قندوز الأفغانية، وتعتبره هذه المنظمة غير الحكومية "جريمة حرب".

وقررت المنظمة التي تشعر بـ "الاشمئزاز" بسبب الغارات التي أسفرت عن مقتل 22 شخصاً، بينهم 12 موظفاً و10 مرضى، سحب موظفيها من قندوز، ما يشكل ضربة للمدنيين المحاصرين في المعارك بين الجيش الأفغاني ومسلحي طالبان للسيطرة على هذه المدينة في الشمال الأفغاني.

وفي الواقع، فإن أطباء بلا حدود هي المؤسسة الوحيدة في المنطقة القادرة على معالجة جروح الحرب الأكثر خطورة.

وقالت كيت ستيغمان المتحدثة باسم منظمة أطباء بلا حدود في أفغانستان "في الوقت الحاضر، لا استطيع أن أقول لكم إذا كان مركز الصدمات في قندوز سيعاد فتحه أم لا".

والسبت، قصفت الطائرات الأميركية "ضواحي" المستشفى التابع للمنظمة، وفقاً لبعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

وسرعان ما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما فتح تحقيق ينتظر نتائجه لإصدار "حكم نهائي بشأن ملابسات هذه المأساة".

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر أن "الوضع مربك ومعقد".

لكن هذه التصريحات اعتبرها المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوفر ستوكس بأنها "غير كافية"، داعياً إلى اجراء تحقيق "شامل وشفاف" من قبل "هيئة دولية مستقلة".

وترفض المنظمة مبررات عدد من المسؤولين الأفغان تفيد بأن مقاتلي طالبان كانوا في المستشفى التي يستخدمونها كقاعدة.

وقال ستوكس "هذه التصريحات تدل على أن القوات الأفغانية والولايات المتحدة قررتا معاً تدمير مستشفى تعمل بكامل طاقتها، هذا يوازي الاعتراف بأن ما حدث يشكل جريمة حرب"، في صدى لما أعلنته الأمم المتحدة السبت أن الغارة قد تقع تحت بند "جريمة حرب" إذا اعتبر القضاء إنها كانت "عملاً متعمداً".

بالإضافة إلى ذلك، اعتبر ستوكس أن الأمر "يناقض تماماً محاولات الحكومة الأميركية التقليل من نتيجة الهجمات ووصفها بأنها ليست سوى "أضرار جانبية"، المصطلح الذي استخدمه حلف شمال الأطلسي إثر الضربة بعد ساعات من القصف.

وتؤكد المنظمة غير الحكومية على أنها أبلغت احداثيات المستشفى للجيشين الأفغاني والأميركي، لكن القصف استمر "أكثر من 45 دقيقة" بعد أن حذّرت المنظمة الجيشين من أن المستشفى تضرر جراء الضربات الأولى.

وقال بارت يانسن مدير العمليات في المنظمة لفرانس برس أن "القصف كان مركزاً دائماً على نفس المبنى، اختفت الطائرة، ثم عادت لتغير مجدداً على المبنى ذاته".

والغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي الذي لا يزال لديه 13 ألف جندي بينهم عشرة آلاف أميركي في أفغانستان تثير جدلاً حول "الأضرار الجانبية" التي تسببها، لكنها أثبتت أنها حاسمة في الدعم الذي يقدمه الحلف للجيش الأفغاني في هجومه المضاد لاستعادة قندوز من طالبان.

يذكر أن المسلحين تمكنوا من الاستيلاء على المدينة خلال ساعات الأثنين الماضي، محققين بذلك أبرز نصر لهم منذ سقوط نظام طالبان عام 2001 والحقوا بالرئيس أشرف غني الذي تسلم منصبه قبل عام واحد فقط نكسة شديدة.

ولم تبد قوات الأمن الأفغانية الكثير من المقاومة، وتشكل هذه النقطة إحدى الصعوبات الهائلة التي تواجهها لاحتواء المقاتلين الإسلاميين الذين وسعوا نطاق التمرد من مناطقهم الجنوبية والشرقية باتجاه الشمال.

وتدور في محافظات تخار وبدخشان وبغلان معارك من أجل السيطرة على المدن.

لكن يبدو أن الهدوء بدا يعود إلى قندوز اليوم الأثنين بعد أسبوع من المعارك الضارية، وأظهرت قنوات التلفزيون الأفغانية شوارع مزدحمة.

ووفقاً لوزارة الصحة، قُتِلَ 60 شخصاً وأصيب أكثر من 400 في الاشتباكات من أجل السيطرة على هذه المدينة الشمالية التي تشكل مفصلاً مهما على الطريق الذي يربط بين كابول وطاجيكستان.

back to top