"داعش" يواصل تدمير معالم تدمر الأثرية بتفجير قوس النصر

نشر في 05-10-2015 | 10:40
آخر تحديث 05-10-2015 | 10:40
No Image Caption
قام تنظيم الدولة الإسلامية بتفجير قوس النصر الأثري الشهير في تدمر بسورية بحسب ما أكد المدير العام للآثار والمتاحف في سورية لوكالة فرانس برس، في آخر عملية تفجير تستهدف معالم هذه المدينة الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي للإنسانية.

وتبعث هذه العملية الجديدة، برأي المدير العام للآثار والمتاحف في سورية مأمون عبدالكريم، المخاوف من تدمير كامل للمدينة الواقعة في ريف حمص الشرقي والتي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في 21 مايو.

ووقعت هذه العملية في وقت ازداد النزاع في سورية تعقيداً مع تدخل روسيا التي باشرت حملة ضربات جوية تقول إنها تستهدف جهاديي التنظيم فيما يشتبه الغربيون بأن هدفها الفعلي دعم قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد في النزاع الجاري منذ أربع سنوات ونصف.

وقال عبدالكريم في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "تلقينا معلومات ميدانية مفادها أن قوس النصر دمر أمس (الأحد)، وكان تنظيم الدولة الإسلامية فخخه قبل أسابيع".

وأضاف المسؤول أن قوس النصر الذي يعود إلى ألفي عام ويقع في مدخل شارع الأعمدة في هذه المدينة التاريخية "هو أيقونة تدمر".

وقال "إننا نعيش كارثة، منذ سيطرة الجهاديين على المدينة، نشهد الصدمة تلو الأخرى".

وتابع "إنه تدمير منهجي للمدينة، يريدون هدمها، إزالتها تماماً عن الخارطة، قد نخسرها بالكامل".

وحذر عبدالكريم "نعرف أن تنظيم الدولة الإسلامية فخخ معالم أخرى، إنهم يريدون تدمير المسرح والأعمدة ونحن نخشى على مجمل المدينة الأثرية".

وقال متوسلاً "يجب أن تجد الأسرة الدولية وسيلة لانقاذ تدمر" التي تحوي أجمل كنوز سورية الأثرية.

كذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون في المدينة عن تدمير هذا المعلم التاريخي.

وأوضح المرصد في بيان تلقته وكالة فرانس برس أن "التنظيم فجّر الأقواس فقط فيما أبقى على أعمدتها" مرجحاً أن يكون "فجرها لوجود رموز ونقوش على هذه الأقواس".

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في 21 مايو على مدينة تدمر الواقعة على مسافة 205 كلم شرق العاصمة دمشق بعدما طرد منها القوات الحكومية ما أثار مخاوف منذ ذلك الحين على مستقبل هذا التراث السوري والعالمي الفريد.

وفي 23 أغسطس فجر الجهاديون معبد بعلشمين في تدمر وذلك بعد أيام على قطع رأس مدير الآثار السابق للمتاحف في المدينة خالد الأسعد (82 عاماً)، أحد أبرز خبراء الآثار في العالم، وتعليق جثته في ساحة عامة.

وكان التنظيم دمر في يوليو تمثال أسد أثينا الشهير الذي كان موجوداً عند مدخل متحف تدمر.

وفيما بعد فجر الجهاديون معبد بل، جوهرة مدينة تدمر الأثرية في سورية، ووصفت اليونيسكو ذلك بأنه "جريمة لا تغتفر بحق الحضارة"، وفي سبتمبر فجر عدداً من المدافن البرجية القديمة.

وكانت جمعية حماية الآثار السورية التي تتخذ من فرنسا مقراً لها عددت مؤخراً "أكثر من 900 صرح وموقع أثري تضررت أو دمرت" في النزاع في سورية.

وأثارت هذه الممارسات تنديداً من جهات دولية عديدة.

ويتوقع خبراء أن تستمر وتيرة هذا التدمير المنهجي للآثار على أيدي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذي بات يحتل مساحات واسعة من سورية، إذ أن عقيدة التنظيم المتشدد ترفض بقاء صروح أثرية عائدة لما قبل الإسلام وتعتبر التماثيل والأضرحة من الأصنام.

كما يخشون على الكنوز الأثرية الأخرى التي لا تزال موجودة في تدمير ومنها عشرات المدافن المتبقية ومعبد نابو والمدرج الروماني.

في ديسمبر 2014، أفادت الأمم المتحدة عن تعرض حوالي 300 موقع بارز للتدمير أو الضرر أو النهب منذ بدء النزاع السوري.

back to top