روسيا توسّع عملياتها... والأسد يحذر من تدمير كامل للمنطقة

نشر في 05-10-2015 | 00:05
آخر تحديث 05-10-2015 | 00:05
No Image Caption
● موسكو تستخدم صواريخ جو- أرض موجهة بالليزر

● إردوغان: روسيا وإيران تغذيان إرهاب الدولة

● كاميرون: الروس يرتكبون خطأ فادحاً

● ميركل لحل سياسي يشمل بشار والمعارضة والحلفاء
رغم تواصل التنديد الدولي بتدخلها العسكري في سورية، وسعّت روسيا عملياتها الجوية خلال الساعات الماضية واستخدمت صواريخ جو- أرض موجهة بالليزر في قصف معاقل خصوم حليفها الرئيس بشار الأسد، الذي حذر في أول تصريح منذ التدخل الروسي، من تدمير المنطقة كلها إن لم ينجح تحالفه مع موسكو وطهران وبغداد.

غداة إعلانها تكثيف غاراتها الجوية في سورية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس توسيع حملتها العسكرية مع قيام سلاح الجو بأكثر من 20 طلعة، خلال الساعات الـ24 الماضية، استهدفت فيها طائرات «سو-34» و»سو24 إم» و»سو-25» 10 أهداف من البنى التحتية لتنظيم «داعش».

وقال المتحدث باسم سلاح الجو الكولونيل إيجور كليموف إن الطيران الروسي يستخدم صواريخ جو- أرض موجهة بالليزر من طراز «كيه إتش-29 إل» في سورية، موضحاً أن طائرات «سوخوي-34» و»سوخوي-24» تستخدم هذه الصواريخ العالية الدقة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أمس أن القصف الروسي شمل مناطق في بلدة دير حافر بريف حلب الشرقي، إضافة إلى استهدافه مناطق شمال مدينة الرقة معقل «داعش» الرئيسي وأهداف حول مدينة تلبيسة بحمص، وأسفر عن سقوط قتلى عثر على خمس جثث منهم على الأقل.

وبعد ساعات من استهدافه مستشفى «أطباء بلا حدود» التخصصي في ريف اللاذقية وتدمير قسم كبير منه وإصابة عدد من كادره الطبي، قال المرصد إن غارات روسية استهدفت منطقة يسيطر عليها «داعش» شرق حماة، التي غطى فيها أمس الأول محاولة فاشلة من قوات النظام لاقتحام بلدة عقرب الواقعة في ريفها الجنوبي.

جبهة القنيطرة

وفي القنيطرة، بدأت الكتائب المقاتلة بقيادة «جبهة ثوار سورية» أمس الأول المرحلة الثانية من معركة «وبشر الصابرين» بالسيطرة على التل الأحمر في ريف المحافظة الشمالي.

وأوضح المكتب الإعلامي للجبهة أن المعركة بدأت بتمهيد مدفعي كثيف، تلاها اقتحام التل والاشتباك مع قوات النظام داخله وقتل عدد من عناصره وتدمير عدد من الآليات، مشيراً إلى أن الثوار قصفوا بالمدفعية الثقيلة اللواء (121) والفوج (137) وجبل سلح الطير وتل المانع في ريف دمشق الغربي.

«تدمير المنطقة»

سياسياً، حذر الرئيس بشار الأسد أمس من «تدمير المنطقة» إذا فشل التحالف بين سورية وروسيا وإيران والعراق، قائلاً، في مقابلة مع قناة «خبر» الإيرانية، «يجب أن يكتب لنا النجاح وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها وليس دولة أو دولتين»، مشدداً على أن الحديث عن الانتقال السياسي شأن سوري داخلي.

وأكد الأسد أن الدول الأربع ستحقق «نتائج فعلية» على عكس الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي بعد عام وبضعة أشهر من عملياته «نرى نتائج معاكسة، فالإرهاب توسّع برقعته الجغرافية، وبزيادة الملتحقين به»، في حين أن «عدد الطلعات الجوية لـ60 دولة مجتمعة، لا تعادل أجزاء بسيطة مما يقوم به سلاح الجو السوري».

وإذ لفت إلى أن  مسؤولي الغرب «يعيشون حالة ضياع  وشعوراً بفشل مخططات وُضعت لسورية، هاجم الأسد السعودية وتركيا، مؤكداً أن المملكة «هي النموذج الأسوأ والأكثر تأخّراً بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمشاركة الشعبية» وأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «الذي خلق فجوات داخل المجتمع من خلال حديثه عن الفتنة والتمييز بين المكوّنات ليس في موقع أن يعطي نصائح لأي دولة بالعالم».

حل شامل

إلى ذلك، اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس أن الجهود العسكرية ضرورية في سورية، لكنها لن تضع نهاية للحرب هناك، مشددة على ضرورة إشراك الرئيس بشار الأسد في محادثات تشمل حلفاءه وخصومه وداعميهم.

وفي مقابلة مع إذاعة «دويتشلاند-فونك»، أكدت ميركل أنها تحدثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الصراع في سورية على هامش اجتماع جمعها به وبالرئيسين الفرنسي والأوكراني في باريس يوم الجمعة الماضي.

وقالت: «للتوصل لنجاحات حقيقية نحتاج إلى ممثلي المعارضة وحكام دمشق والأهم من ذلك حلفاء كل مجموعة»، مبينة أنه يمكن لروسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران أن تضطلع بدور هام، إلى جانب ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

خطأ فادح

ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس قرار بوتين بالتدخل في سورية لدعم الأسد بأنه «خطأ فادح»، قائلاً، خلال اليوم الأول للمؤتمر السنوي لحزب المحافظين، «إنهم يساندون السفاح الأسد، وهو خطأ فادح سيزيد من عدم الاستقرار».

وأكد كاميرون، الذي أعلن استعداد حكومته لمضاعفة قدراتها العسكرية المخصصة لمواجهة «داعش» في العراق وسورية، أن «معظم الضربات الروسية حتى الآن استهدفت أجزاء من سورية لا تخضع لسيطرة الدولة الاسلامية لكن لمعارضين آخرين للنظام».

إرهاب الدولة

في السياق، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس أن حملة موسكو «غير مقبولة بأي شكل»، محذراً بأنها «ترتكب خطأ جسيماً».

وقال إردوغان، في مطار إسطنبول قبل توجهه لزيارة فرنسا، إن تصرفات موسكو في سورية مقلقة وستؤدي إلى عزلها في المنطقة»، مضيفاً أن «روسيا وإيران تدافعان عن الأسد الذي ينتهج سياسة إرهاب الدولة».

بدوره، حذر رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس الروس أمس من ضرب منظمات غير «داعش». وقال، في تصريحات على هامش زيارته لليابان، «يجب ألا يحدث خطأ في الأهداف»، مذكراً أيضاً بضرورة تجنب المدنيين كشرط ثان، وإجراء عملية انتقالية سياسية بدون بشار الأسد كشرط ثالث».

(دمشق، موسكو، أنقرة، برلين، لندن- أ ف ب، رويترز،

د ب أ، كونا)

back to top