مسؤول جمركي تلقى رشوة من سوري للإفراج عن بضائع مقلدة

نشر في 05-10-2015 | 00:02
آخر تحديث 05-10-2015 | 00:02
تذاكر سفر وإقامة ومصروف يومي له ولأفراد أسرته في أميركا
 قضية رشوة مكتملة الأركان، ضبطها رجال المباحث أخيراً بطلاها مسؤول جمركي ووافد سوري، تتلخص في "تمرير" 3 حاويات من ميناء الشويخ تحمل بضائع مقلدة، مقابل "فسحة" في أميركا تكلف 52 ألف دينار.

في ضربة قوية ومدوية، أسقط رجال مباحث الإدارة العامة للمباحث الجنائية (إدارة جرائم المال)، أحد مسؤولي إدارة جمارك ميناء الشويخ، بالجرم المشهود، متلبسا بقضية رشوة مع وافد سوري، حيث اتفق المسؤول الجمركي معه على الإفراج عن 3 حاويات من ميناء الشويخ تحمل بضائع مقلدة وممنوعة من الدخول، مقابل 52 ألف دينار.

تفاصيل القضية  

وفي التفاصيل التي رواها مصدر أمني مطلع لـ"الجريدة" أن وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي ومساعد مدير إدارة المباحث الجنائية لشؤون المحافظات العميد محمد الشرهان، وصلت اليهما معلومة سرية تفيد بأن هناك مسؤولا في إدارة جمارك ميناء الشويخ تلقى رشاوى مقابل الإفراج عن حاويات تحمل مواد ممنوعة، مشيرا الى أن المعلومة تحدثت أيضا أن المسؤول ذاته يقف خلف خروج حاوية خمور من ميناء الشويخ قبل عدة أيام، وضبطها رجال المباحث.

 وكلف العوضي والشرهان مدير إدارة جرائم المال المقدم صنيتان المطيري ومساعده المقدم عبدالرزاق بودي متابعة المعلومة والتوصل الى المسؤول الجمركي المرتشي وضبطه متلبسا.

تحريات سرية

وأضاف المصدر أن رجال مباحث إدارة جرائم المال شرعوا في وضع المسؤول الجمركي تحت الرقابة، وجمع التحريات حول تحركاته، مشيرا الى أن رجال المباحث اكتشفوا بعد مراقبته أسبوعين أن وافدا سوريا يتردد عليه بكثرة بمقر عمله، ويلتقيه خارج العمل، فوضعوا الوافد السوري تحت الرقابة لمعرفة سر علاقته بالمسؤول الجمركي، حتى توصلوا الى أن الوافد يملك عددا من محال الملابس المتخصصة في بيع الماركات المقلدة، والتي يحظر دخول بضائعها الى السوق.

وتوصل رجال المباحث إلى معلومة تفيد بأن السوري يتردد على الميناء لتخليص شحنة خاصة به، وهي عبارة عن 3 حاويات كبيرة الحجم محملة ببضائع مقلدة، وبعد التأكد من صحة المعلومة، طلب رجال المباحث إذنا من النيابة العامة لمراقبة الاتصالات بين الطرفين، فتمكنوا من تسجيل مكالمة صوتية بينهما وهما يتفقان على تفاصيل عملية التهريب.

رحلة خيالية لأميركا

وكشف المصدر أن الاتفاق الذي تم بين المسؤول الجمركي والوافد السوري تمثل في أن يوقع المسؤول على كتاب الإفراج عن 3 حاويات محملة ببضائع مقلدة ممنوعة من دخول البلاد، وفقا لقوانين الملكية الفكرية، مقابل أن يقدم الوافد للمسؤول تذاكر سفر له ولأفراد أسرته وخادمتيه على الدرجة الأولى مع الإقامة في فنادق 5 نجوم في الولايات المتحدة، إضافة الى مصروف يومي للرحلة، مشيرا الى أن قيمة العرض بلغت 52 ألف دينار، وزود الوافد السوري بكل بيانات أفراد أسرته لإعداد الحجوزات وتسليمها له لحظة خروج الحاويات من ميناء الشويخ، وكان ذلك متفقا عليه أمس الأول.

وأوضح المصدر أن رجال المباحث وثقوا كل هذه المعلومات، وبإذن من النيابة العامة، وألقوا القبض على المسؤول الجمركي والوافد السوري بالجرم المشهود لحظة الإفراج عن الحاويات ولحظة تسليم الوافد السوري الحجوزات والتذاكر للمسؤول الجمركي، مشيرا الى أن رجال المباحث أحالوا المسؤول والسوري الى النيابة العامة، التي شرعت في التحقيق بالقضية التي وصفها مصدر قانوني بأنها قضية رشوة مكتملة الأركان.

السيف: تدوير شامل لقطاعات «الجمارك»

«العمل الفردي لا يشوه المؤسسي»

أعلن المدير العام للإدارة العامة للجمارك، خالد السيف، أنه بناء على توجيهات نائب رئيس الوزراء وزير المالية أنس الصالح، يجري حاليا الإعداد لعملية تدوير شاملة خلال أيام لكل المسؤولين من مديرين ومساعدين ومراقبين، لتجديد الدماء، وذلك على ضوء تقييم الأداء عن الفترات السابقة.

وأكد السيف أهمية التعاون التام مع الأجهزة الأمنية في ما أعلنته إدارة مكافحة جرائم المال التابعة للإدارة العامة للمباحث أمس، عن ضبط مساعد مراقب بجمارك الشويخ متلبسا بتلقي رشاوى خلال أدائه عمله، موضحا أن الإدارة العامة للجمارك سارعت على الفور باتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية المقررة، بما يحفظ كرامة الوظيفة العامة ومقتضياتها، وردع كل من تسول له نفسه المساس بنزاهة العمل الجمركي، مشددا على رفض تلك الأفعال الفردية التي تسيء للعمل الجمركي وسمعته.

وكانت وزارة الداخلية أصدرت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول بيانا قالت فيه إن رجال الإدارة العامة للمباحث الجنائية، تمكنوا من ضبط مواطن يعمل مساعد مراقب بميناء الشويخ، بتهمة إخراج عدد من الحاويات من الدائرة الجمركية للميناء مقابل رشاوى مالية وعينية.

back to top