فنانون قرروا دخول البرلمان المصري... خدمة للشعب أم تدعيماً لمهنتهم؟

نشر في 05-10-2015
آخر تحديث 05-10-2015 | 00:01
فنانون كثر قرروا خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر، منهم من كان له دور في الثورة والسياسة، ومنهم لم يسبق له أن مارس السياسة أو حتى تحدث فيها، هنا ترتسم علامة استفهام حول الهدف من خوض هذه التجربة: الشهرة والأضواء أم تدعيم مهنة الفن بعد الأزمات التي واجهتها وأثرت على الصناعة، سواء في السينما أو الدراما؟
المخرج السينمائي خالد يوسف على رأس من أعلنوا ترشحهم من أهل الفن، وذلك في دائرة كفر شكر بالقليوبية، وكان سبق أن صرح بأنه  سيترشح للانتخابات البرلمانية لتكون ثورة يناير في قلب البرلمان ولها صوت في داخله، مشيراً إلى أن تجربته ضمن لجنة الخمسين كانت محفزاً له لخوض التجربة البرلمانية المقبلة.

أضاف أن برنامجه الانتخابي سيعتمد على مطالب الثورة، وهي {عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية}.

حرية وكرامة

كشفت عائلة إيمان البحر درويش، حفيد سيد درويش،  نيته الترشح، للمرة الأولى، لدخول البرلمان عن دائرة كوم الدكة، مسقط رأسه في الإسكندرية، وقد بدأ درويش عقد لقاءات مكثفة مع رموز الدائرة، لتميزها بكثافة سكانية عالية وكتلة تصويتية، مستغلا شعبيته وشعبية عائلته وثقة الناخبين للوصول إلى البرلمان. كذلك، بدأ التواصل مع عائلته  ومع زملائه  الفنانين مواليد الإسكندرية لمشاركته في الحملة الانتخابية.

فور فتح باب الترشح للبرلمان، تقدم حمدي الوزير بأوراق ترشحه عن دائرة شرق في بورسعيد، مؤكداً أن هدفه خدمة أبناء دائرته وأهله الذين لم يغب عنهم رغم مشاغل الفن والعمل في القاهرة، وأنه سيعمل على تحقيق مطالبهم، التي  طالما شغلته وهو خارج البرلمان، والكل يعرف ذلك، والآن قرر إكمال خدمته لأبناء دائرته من خلال الترشح  وهو على ثقة بأنهم لن يخذلوه.

رشح تحالف {نداء مصر} إيمان أيوب عن دائرة الهرم، محافظة الجيزة، فتقدمت بأوراقها في اليوم الأول لفتح باب الترشح. يذكر أن لأيوب نشاطاً محدوداً في العمل الخيري والمجتمع المدني.

 كانت من أوائل الفنانين الذين شاركوا في ثورة 25 يناير وخاضت الانتخابات عام 2011 على قائمة {الثورة مستمرة} في دائرة قصر النيل وسط القاهرة ولم يحالفها الحظ، لذا قررت تيسير فهمي تكرار التجربة، خصوصاً أن من فاز في دائرتها كان من جماعة {الإخوان المسلمين}، وبالتالي تعتبر  أن فرصتها في الفوز قد تكون كبيرة.

 التصنيف في الانتخابات على أساس المهنة، بالنسبة إلى فهمي،  والفن هو الأقرب إلى السياسة، {لأن الفنان يعبر عن مشاكل مجتمعه من خلال ما يقدمه، وكل من يدعي أن الفنان بعيد عن السياسة يعاني قصر نظر}، موضحة أن الحزب الذي أسسته يهتم بالمساواة ويرفض التصنيف بين المصريين على أساس المهنة أو الجنس، وأنها قررت خوض الانتخابات لتطالب بقوانين تحقق العيش والحرية والكرامة الإنسانية، وهي مطالب الثورة ذاتها، داعية إلى إلغاء الامتيازات التي يحصل عليها عضو مجلس الشعب، وأولها الحصانة البرلمانية وتقليصها إلى حمايته أثناء أدائه الرقابي على الحكومة، {لكن أن يكون على رأسه ريشة فهذا أمر مرفوض، لأن عضو مجلس الشعب يحمي الشعب ويمثله ولا يكون مميزاً}.

ارتقاء بالمستوى

محمود الجندي أحد الفنانين الذين قرروا خوض تجربة الترشح للبرلمان على قوائم حزب {المصريين الأحرار} في مسقط رأسه بمحافظة البحيرة.

بدورها أعلنت هند عاكف خوض الانتخابات على المقعد الفردي بدائرة المقطم، وأوضحت أنها تسعى، من خلال ترشحها، إلى خدمة مصر واضعة نصب عينيها  الدفاع عن قضايا مصر القومية، وضع قوانين يحتاجها المجتمع ومناقشتها،  مراقبة أداء الحكومة وتقديم استجوابات للوزراء المقصرين، مناقشة الموازنة العامة للدولة وإقرارها، مناقشة جدوى المشاريع القومية والموافقة عليها، بالإضافة إلى خدمة أبناء دائرتها ورفع  مستواهم الحضاري.

 وكانت عاكف خاضت الانتخابات في 2011 عن دائرة جنوب القاهرة على قائمة {حزب مصر القومي} ولم يحالفها الحظ.

سما المصري، إحدى أكثر النجمات إثارة للجدل، تقدمت بأوراق ترشحها عن دائرة الأزبكية في وسط القاهرة، للمرة الأولى، موضحة أن برنامجها يهدف إلى حصول المرأة المصرية على حقوقها كاملة، تطوير العشوائيات وتنميتها، توفير خدمات حقيقية لسكانها حتى لا تستغلهم الجماعات المتطرفة في الانتقام من الدولة والمشاركة في عمليات عنف وتخريب، فضلا عن اهتمامها بأطفال الشوارع.

إسلام خليل، كاتب أغاني شعبان عبدالرحيم، قرر بدوره خوض الانتخابات عن دائرة منشية القناطر، وأجرى الكشف الطبي، تمهيداً لتقديم أوراقه رسمياً.

أوضح خليل أنه قدّم مع شعبان عبدالرحيم أغنيات تعبّر عن هموم المواطنين ورغباتهم وأحلامهم، وحارب ظواهر سلبية في المجتمع من خلال الكلمة والأغنية، وأن الوقت حان ليعبّر عن هموم المواطنين ورغباتهم من مكان آخر، أي تحت قبة البرلمان، حسب تعبيره.

من جهته أعلن أحمد ماهر  ترشحه للبرلمان ضمن قائمة تيار الاستقلال ومعه الإعلامي طارق علام، بعدما أقنعه المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال.

 أيضاً قرر  كل من المخرج تامر حربي خوض الانتخابات عن دائرة الموسكي وعابدين، سامح يسري عن دائرة مصر الجديدة،  الملحن مصطفى كامل على القوائم الفردية، وكان شارك في انتخابات 2010 عن دائرة مصر القديمة ضمن قائمة {الحزب الوطني}، ولم يحالفه الحظ.

ظاهرة قديمة

ظاهرة اقتحام الفنانين معترك السياسة ليست جديدة،  فقد سبقهم أساطير الفن وكبار رموزه، يتقدمهم حسين صدقي الذي فاز بعضوية البرلمان، بشكل ساحق، في الانتخاب المباشر عام 1961، كذلك حمدي أحمد الذي انتخب عضواً في مجلس الشعب عام 1979 عن دائرة بولاق، بعد ترشحه عن {حزب العمل} المعارض، المطربة فايدة كامل التي ظلت لأعوام نائبة عن {الحزب الوطني} المنحل عن دائرة حي الخليفة في القاهرة، إضافة إلى ترؤسها لجنة الثقافة والإعلام والسياحة في مجلس الشعب.

 كان الرئيس أنور السادات  عيّن محمود المليجي عضواً في مجلس الشورى عام 1980 ليصبح أول فنان يشارك سياسياً تحت قبة هذا المجلس الذي تأسس تلك السنة، وعقب وفاة المليجي، تم تعيين موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب خلفاً له عام 1983، وبعد وفاته في مايو 1991 عُينت أمينة رزق عضوا بمجلس الشورى، لتكون أول فنانة تدخل مجلس الشورى كعضو تلتها مديحة يسري عام 1998.

back to top