كيف نبقى بمنأى عن التلوث؟

نشر في 03-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-10-2015 | 00:01
أصبح التلوث أحد أبرز المواضيع المقلقة في العصر الراهن، ويصرّ الخبراء على أن التلوث المزمن يسبب أضراراً هائلة. يواجه كثيرون أعراضاً معينة بسبب التلوث، مثل صعوبة التنفس والوخز في العينين والجو الغريب... يريد الجميع طبعاً تنشّق هواء نقي في جميع أيام السنة، ولا سيما في فترة العطلة. لكن سواء قصدنا الجبل أو شاطئ البحر أو المدينة، قد يكون الهواء الداخلي أكثر تلوثاً من الهواء الخارجي. ما هي الحلول التي تسمح بالاحتماء من مساوئ التلوث إذاً؟
إنشاء تيار هوائي

تطلق منتجات التنظيف ومواد الرسم وأغلفة المفروشات مركّبات عضوية ومتقلّبة، وقد صنفت منظمة الصحة العالمية جزءاً منها في خانة المواد السرطانية. لتخفيف حدة هذا النوع من التلوث، يجب فتح النوافذ على مصراعيها قدر الإمكان.

بالتالي، يجب إنشاء تيار هوائي مستمر لطرد الرطوبة لأن هذه الأخيرة تعزز تطور العفن ومسببات الحساسية في العينين والأنف والحلق. في المدن، يجب اختيار الساعات التي يتراجع فيها منسوب التلوث بسبب دخان السيارات لتهوئة الأماكن الداخلية، أي بين السادسة والثامنة صباحاً أو بعد الثامنة مساءً لأن زحمة السير تخفّ في هذه الفترة ويكون مستوى الأوزون الأدنى على الإطلاق.

إذا كان التلوث في ذروته، يجب تجنب تهوئة الغرف استثنائياً لأن الهواء يكون مشحوناً بالملوثات.

تنظيف شبكات التهوية

تكون التهوية الجامدة أو الميكانيكية في أماكن السكن فاعلة على نحو خاص لتخفيف التلوث الداخلي. يجب التأكد من أن فتحات الهواء لا تختبئ وراء المفروشات أو ورق الجدران. ثمة خطوة بسيطة للتأكد من سلامة وظيفة تلك الفتحات: يكفي أن نضع ورقة عليها. إذا بقيت ملتصقة، إنه مؤشر جيد! توصي الهيئات الصحية بتنظيف فتحات الهواء أو نزع الغبار عنها مرة في السنة على الأقل. يمكن الاستفادة من عطلة الصيف لإتمام هذه المهمة!

استعمال عدّة الإصلاح

بالشكل المناسب

من الشائع أن نخصص جزءاً من العطلة لإصلاح الأثاث أو تجديد الطلاء أو تلميع الكراسي... لكن غالباً ما ننسى أن المنتجات التي نستعملها تشارك في تلويث الهواء داخل المنزل. يجب الاستفادة من الطقس المعتدل للجلوس على الشرفة أو في الحديقة قدر الإمكان للقيام بأشغال مماثلة. ويجب الحرص على إغلاق الأوعية بعد استعمالها مباشرةً لتجنب تنشّق بخار المواد. يستلزم بعض العناصر ارتداء معدات واقية (قناع، قفازات، نظارات).

التنزه في الغابات بدلاً من الحقول

صحيح أن هواء الغابات ليس بمنأى عن التلوث بسبب الأوزون الذي يتنقل على مسافات شاسعة، لكن يبقى الهواء هناك أفضل من غيره.

لذا يجب الاستفادة من فصل الصيف لاصطحاب جميع أفراد العائلة للتنزه في الغابة. إنها فرصة ممتازة لتنشق الهواء الطبيعي والتحرك تزامناً مع الاحتماء من الملوثات مثل الجزيئات التي تنتجها السيارات أو المصانع أو المبيدات. في شهرَي يوليو وأغسطس، تتعرض الخضراوات والكروم للرش والمعالجة كونها تتأثر بالطقس الرطب الذي يمهد لنشوء الفطريات.

لكن يحين وقت القطاف في الصيف. لذا تطلق مختلف آلات الحصاد كميات كبيرة من الغبار. يوقف المجرى التنفسي تلك الجزيئات الكبيرة. لكن يُستعمل الرذاذ قبل الحصاد ويمكن أن يحمل مبيدات حشرية. لذا من الأفضل تجنب التنزه في الحقول خلال موسم الحصاد.

تخفيف حصص الرياضة في التلوث

أثناء التحرك، يرتفع حجم الهواء الذي نتنشقه وهو يترافق مع جزيئات رفيعة ومركّبات غازية يسهل تنشّقها. لذا من الأفضل تخفيف النشاطات الجسدية.

يمكن أن يتجه محبو الهرولة الذين لا يستطيعون تفويت أي حصة تدريبية إلى أماكن بعيدة عن الطرقات أو يمكن أن يذهبوا إلى النوادي الرياضية. أما الأولاد والمصابون بالربو أو بمشاكل تنفسية أو قلبية، فيجب أن يؤجلوا نشاطاتهم.

تفضيل الطرقات المخصصة للمشاة

للاحتماء من التلوث، يقضي أفضل حل بالابتعاد عنه. لتحقيق ذلك، يجب التوجه إلى الطرقات المخصصة للمشاة والشوارع الأقل زحمة للتنقل فيها. تكون كمية الجزيئات الرفيعة والمركّبات الغازية في هذه الأماكن أصغر بكثير.

إغلاق منافذ نظام التكييف في السيارة

قد نظن عموماً أننا بأمان داخل السيارة مع أن هذه المركبة تشكّل حُجْرة تلوث حقيقية! نكون أكثر عرضة للتلوث وسط زحمة السير لأن نظام التهوئة أو التكييف يقع في الجهة الأمامية من السيارة وهو يحتك مباشرةً بالهواء الخارجي الذي يكون ملوثاً طبعاً. إذا بقيتَ عالقاً في زحمة السير، من الأفضل إغلاق منافذ نظام التكييف كي يتمكن من إعادة تدوير الهواء وتنقيته. أو يمكن وقف نظام التهوئة موقتاً. حين يصبح السير سالكاً، يجب فتح النوافذ لتفريغ التلوث الداخلي. قبل الانطلاق، من الأفضل تهوئة السيارة لبضع دقائق وتنظيف الأرضية والمقاعد التي تحتفظ بتلك الجزيئات وتركها لوقت كافٍ إلى أن تتبخر المذيبات الموجودة في منتجات التنظيف.

ركوب دراجة هوائية

في المدينة، قد نظن أن الدراجة الهوائية أسهل طريقة لتنشق الجزيئات الرفيعة. لكنّ العكس صحيح! الدراجة الهوائية هي وسيلة النقل المثالية لتخفيف التعرّض للملوثات، شرط عدم التنقل وسط السيارات طبعاً والضغط بهدوء على الدواسات لتجنب إرهاق الرئتين. تتعدد المنافع التي يستفيد منها راكب الدراجة: فهو لا يجد نفسه في بيئة محصورة وملوثة، ويتمتع بكامل الحرية لتحديد مساره، ويستطيع تجنب الطرقات التي يبلغ فيها التلوث ذروته فيبتعد عن زحمة السير ويلجأ إلى الأماكن التي تمكّنه من تنشق هواء نقي. بعد قياس نوعية الهواء في أماكن متعددة، تبين أن التعرض للتلوث يتراجع عند التواجد في ممرات الحافلات وفي حلبات الدراجات.

الهرب إلى أماكن أقل تلوثاً

غالباً ما تكون شواطئ البحر والمناطق الجبلية الأقل تلوثاً. لكن إذا كنت من محبّي المدن، يجب اختيار مدينة يتراجع فيها التلوث مقارنةً بغيرها.

تدابير غير نافعة

لا نفع من وضع قناع قماشي أو تغطية الفم والأنف بوشاح كما يفعل بعض المشاة أو راكبي الدراجات الهوائية لأن أصغر الجزيئات تستطيع اختراق هذه المعدات. حتى قناع الجراحين لن يكون فاعلاً في وجه المركّبات الغازية.

back to top